قضى الفنان أمير كرارة 3 أشهر فى تدريبات مكثفة على أيدى متخصصين على إطلاق الرصاص والقفز لتجسيد شخصية الشهيد أحمد صابر المنسى فى مسلسل «الاختيار» الذى اعتبره «كرارة» الشخصية الأقرب لقلبه، بكى لحظة استشهاده، ورآها تتفق معه فى كثير من التصرفات بعد دراسته لها جيدا لتجسيدها من خلال التعرف عن قرب على لحظاته الإنسانية وليس المهنية فقط.. «كرارة» عبر عن سعادته بردود الأفعال حول العمل منذ بداية عرضه خلال الموسم الرمضانى، متمنيا أن يكون هو وصناع العمل قد وُفقوا فى تقديم السيرة الذاتية لواحد من مقاتلى وأبطال الجيش، وحمل رسالته التى كان دوما يحرص على تطبيقها وهى الدفاع عن الأرض والوطن وحمايته.. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى ردود الأفعال التى حققها مسلسل «الاختيار» وتصدره المشاهدة فى موسم رمضان؟
- أحمد الله على ما حققه المسلسل من نجاح كبير سواء فى مصر أو خارج مصر من ردود أفعال كبيرة، فكل يوم يتصدر تريند مواقع السوشيال ميديا وحديث الناس على كل الحلقات، وأشكر ربنا أن العمل استطاع أن يوصل الرسالة التى قدمناه بسببها، وهى أن نعرّف الناس ما يحدث يوميا على الأرض، وغالبية الناس لا تعرف بطولات لأبطال يحققونها من أجل سلامتنا وأرضنا، وفى النهاية لن يضيع الله أجر من أحسن عملا.
■ ما شعورك بتقديم شخصية شهيد وبطل من الصاعقة المصرية، أحمد صابر المنسى؟
- فخور بالتأكيد، فتقديم شخصية مقاتل من أفضل مقاتلى الصاعقة فى العالم هو شعور بالسعادة والفخر بأن تحمل فى تاريخك الفنى تقديم شخصية حقيقية استطاعت أن تحقق نجاحات فى مواجهة الإرهاب، وتقدم روحها ودمها فداء للوطن والأرض، فهو لم يكن قائدا فى كتيبة، بل كان قائدًا للإنسانية وشجاعًا وقويًا.. وعندما قرأت وسمعت ودخلت فى تفاصيل شخصيته تمنيت مقابلته، وكم كان دمث الخلق وأسطورة بمعنى الكلمة.
■ ما الرسالة التى توجهها للشهيد أحمد صابر المنسى؟
- رحمك الله، فأنت رجل بمعنى الكلمة وبكل ما تحملها من معانى الشجاعة والقوة والذكاء.. واستطعت أن تحمى الأمة من أعدائها.. ولَقب أسطورة تستحقه وستظل نموذجا وقدوة لكل الأجيال الجديدة التى ستقتدى بك وبشجاعتك وقوتك ووطنيتك وحبك للوطن فأنت رمز، ونتمنى أن نكون وفقنا فى تقديم صورة حقيقية عنك واستطعنا أن نقدم ما حملنا من أمانة على أعناقنا لتقديم صورة الشهيد المنسى.
■ كيف كان الاستعداد لتجسيد شخصية مقاتل بالجيش المصرى؟
- بدأنا التحضيرات للمسلسل منذ أكثر من 3 شهور من تصوير العمل، وبدأت فى التدريبات الخاصة بالصاعقة المصرية من ضرب حقيقى وقفز وتدريب على السلاح، وكل ذلك كان على أيدى متخصصين فى تدريبات الصاعقة، فكنت يوميا على مدار شهور أتعرض لتدريبات شاقة وعنيفة للغاية حتى أظهر فى العمل كضابط جيش.
■ ما الذى اختلف فى تحضيراتك لـ«الاختيار» عن أى عمل أكشن قدمته من قبل؟
- عندما بدأت «الاختيار» وتحضيراته وجدت الموضوع حقيقيا ووقتها أحسست بأننى «غلبان أوى»، أحسست بأننى كنت أقدم كوميديا، فظروف التصوير فى «الاختيار» أصعب، وتدريباته مختلفة تماما عما كنت أقدمه، والمقاتل فى الجيش، خصوصا بالصاعقة له تدريب مختلف تماما لم أتعرض له طوال حياتى أو فى أى تحضير لشخصية، فمثلا عندما ارتديت الواقى وملابس الجيش أجهدنى جدًا وتعبت للغاية من حجمه وثقله وكله شرائح حديد، والسلاح الذى كنا نضرب به فى التصوير كان حقيقيا، وكل الشكر على الدعم الكبير من القوات المسلحة لظهور العمل بهذا الشكل الحقيقى والكبير، وبعدما دخلت التجربة، بالفعل أقول لكل الضباط والجنود «الله يكون فى عونكم على المشقة التى تتعرضون لها فى سبيل حماية العرض والشرف والوطن».. وسعيد أن أقدم هذا العمل من أكشن مختلف أول مرة أقدمه فى حياتى.
■ ما هى الصعوبات التى تعرضت لها خاصة أن المخرج بيتر ميمى نشر فيديو يوضح فيه أن ضرب السلاح كان حقيقيا؟
- تعرضت لخطر كبير أثناء تصوير مشاهد الضرب بالنار والتفجيرات.. وهذا طبيعى فى الأعمال التى تحتوى على مشاهد أكشن، ولكن كان علينا أن نقدم المشاهد أقرب للحقيقة كما حدثت بالفعل حتى يتحسس الناس ما كان يحدث على أرض الواقع، ومازال يحدث وما تفعله القوات المسلحة من بطولات.
■ ما اللحظات الأصعب إنسانيا التى مرت عليك أثناء تقديمك المسلسل؟
- اللحظة التى لم أتمالك فيها نفسى من البكاء هى لحظة استشهاد المنسى.
■ بعد تقديمك شخصية المنسى.. هل ترك أمير كرارة إرثا لأولاده؟
- بالفعل تقديمى لشخصية المنسى فى حد ذاته شىء يدعو للفخر والشرف والسعادة، وأشعر بالفعل بأننى أترك إرثا لبلدى ولأولادى وعائلتى.
■ ماذا عن التعاون مع المخرج بيتر ميمى؟
- بيتر أخويا وصديقى، وهذا العمل يعد السادس لنا سويًا بعد «كلبش 1 و2 و3»، وفيلمى «كازابلانكا» و«حرب كرموز»، وأخيرا «الاختيار»، والحمد لله أننا حققنا نجاحا سويًا، فأنا وبيتر فريق عمل هادئ ومتفاهمين وبصراحة أثق فيه جدًا، وفى مدير التصوير حسين عسر، وحتى المنتج الفنى فتحى إسماعيل.. فريق نكمل بعضنا مع شركة سينرجى التى أوجه لها شكرا كبيرا على المجهود الضخم والكبير الذى يقدمونه، ولتوفير كل ما يتطلبه العمل ونخرج مسلسلا بهذا الشكل.
■ ماذا عن تعاونك مع المؤلف باهر دويدار؟
- يعد العمل الرابع لنا بعد «كلبش» بأجزائه الثلاثة، و«الاختيار»، وحققنا سويا نجاحا وكونا فريقا محترما، أصبحت أثق فيه بشكل كبير، ودائما كتاباته مقربة للشارع، وأحب العمل معه بشكل كبير.
■ كيف استطاع أمير كرارة أن يقترب من شخصية الشهيد أحمد صابر المنسى؟
-قبل التصوير بشهرين كنت أجلس طوال الوقت مع مسؤولين من القوات المسلحة وأصدقاء الشهيد أحمد المنسى، وجلست مع زوجته أكثر من مرة، وحكت لى كيف كان يجلس داخل بيته ويتعامل مع أولاده، وكيف يأكل ويتحدث بأى طريقة، وكيف كان يتعامل مع الناس الذين حوله، وتفاجأت بأن نصف الأشياء التى كان يفعلها فى حياته أفعلها مثله، وكل أصحابه الذين جلسوا معه قالوا لى بأننا أحسسنا بأننا نجلس مع «المنسى» فى نفس طريقة كلامه وأشياء كان يحبها، وعندما جلست مع أصحابه المقربين جاءوا بلوحة كبيرة وشرحوا عليها كل شىء عن المنسى، بداية من أول ما قَدِموا للكلية الحربية حتى سيناء، كى أعيش داخل الحالة وأرى ما الذى شاهدوه فى رحلة الشهيد طوال المشوار والسنين، وحكوا عن دراسة الموضوع والصورة كاملة للضابط بشكل كامل حتى أدخل داخل الصورة بشكل أعمق وأعرف كل الفروق من ضابط هنا وضابط فى سيناء، وشربت الحكاية واستفدت، حتى ونحن نصور كانوا معنا خطوة بخطوة، والشؤون المعنوية دائما تباشر كل شىء حتى يخرج العمل بأفضل شكل ممكن، والعمل يتحدث عن القوات المسلحة فى هذه المرحلة فالمسلسل يبين للناس ما حدث فى هذه الفترة، والشهيد أحمد المنسى- بعيدًا عن أنه مقاتل- وجدت فيه إنسانية لم أرها فى حياتى من قبل، فكان شخصية لم يختلف عليها اثنان، وهناك أناس تطوعوا للحديث عن المنسى عرفوه، وفى النهاية تمنيت أن يخرج العمل بالشكل الذى يليق بمقاتل، وبالشكل الذى يليق بقواتنا المسلحة.
■ فى الحلقات ظهر من حديث المنسى مع الجنود جانب من التقرب منهم من خلال أحاديثه معهم وزيادة حماسهم، فما الهدف من هذه المشاهد؟
- ذكرت أن عظمة الشهيد المقاتل المنسى جاءت من إنسانيته، ليس مع أهله أو زوجته وأولاده، بل مع الجنود أيضًا، فهو كان طيب القلب، لم يكن فظا غليظ القلب، لذلك بقى فى قلوب كل من تعاون معهم، ومن هنا اكتسب حب الناس، ولم أر إجماع كل من قابلتهم على شخص فى حياتى مثل ما حدث من معرفتى بالتقرب من المنسى، فكان شخصا يهتم بكل من حوله ويحمسهم ويضيف لهم الفرحة والسعادة، وهذه من صفات القائد وتقرب كل الناس حوله.
■ فى الدعاية الخاصة بالعمل استعانت الشركة المنتجة بفيديو خاص بالرئيس عن المنسى وعشماوى.. كيف رأيت ذلك؟
- هذا هو سبب اختيار اسم المسلسل، من حديث الرئيس السيسى عن أهمية الوعى والفهم فى تشكيل الإنسان، فالرئيس أكد فى كلمته الاختيار ما بين أن تكون مؤمنا بالوطن وتعى فكرة الشرف والعرض فى تشكيل اختياراتنا والإيمان بوطننا والتضحية بسببه، هنا الاختيار بين أن تكون «المنسي» أو تكون «عشماوى»، ومن هنا جاء اختيار اسم المسلسل، وتقديمه لتشكيل الوعى.
■ بالحديث عن شخصية «عشماوى»، كيف شاهدت تقديمها وتفاعل الناس معها؟
- كان الهدف من العمل إظهار من حمى الأرض، ومن باع الوطن، وعشماوى باع وطنه وأهله وعرضه، وتخلى عن شرفه ليخرج على أهله ويرفع عليهم السلاح ليقاتل ضدهم، فكيف كان العقاب، انظر لما نتحدث به عن المنسى من فخر وشرف، وما نشعر به عند تذكر اسم «عشماوى»، الفرق واضح من رجل مقاتل روى الأرض بدمائه كى نعيش نحن، وواحد باع الوطن من أجل لا شىء.
■ قلت مسبقًا إن شخصية «سليم الأنصارى» الأقرب لقلبك، فهل احتل «المنسى» مكانة «الأنصارى»؟
- بالفعل أحببت شخصية سليم الأنصارى، ولكن المنسى لا يقارن حبه بأى شخصية قدمتها، شعرت بفخر لتقديم الشخصية، وشعرت بمساحة إنسانية ومشاعر وسعادة لم أشعرها من قبل فى تقديم شخصية المقاتل الشهيد أحمد صابر المنسى، لذلك لن تقترب شخصية منى ومن قلبى إنسانيا مثل «المنسى».