تقترب حصيلة ضحايا فيروس كورونا اليد (كوفيد 19) فى مختلف أنحاء العالم من 5 ملايين إصابة و315 ألف وفاة، فيما يلح سكان الكثير من الدول على إنهاء إجراءات العزل مهما كان الثمن، على أمل استعادة الحياة الطبيعية، التى كانوا يعيشونها قبل ظهور الجائحة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عمليات رش المطهرات فى الشوارع لا تقضى على فيروس كورونا، مؤكدة أن ذلك ينطوى على مخاطر صحية.
وفى وثيقة حول تنظيف الأسطح وتعقيمها كجزء من مكافحة «كوفيد-19»، قالت المنظمة إن رش هذه المواد قد يكون غير فعال. وورد فى الوثيقة أن الرش فى الفضاءات المفتوحة على غرار الطرق والأسواق، غير موصى به لقتل الفيروس أو مسببات أمراض أخرى لأن المطهر يفقد تأثيره بالأوساخ والركام. وأضافت: «حتى فى غياب المواد العضوية، من غير المرجح أن يغطى رش المواد الكيميائية بشكل مناسب كل الأسطح لفترة تسمح بالقضاء على مسببات الأمراض».
واعتبرت المنظمة أن الشوارع والأرصفة ليست خزانات لعدوى «كوفيد-19»، مضيفة أن رش المطهرات قد يكون ضارا بصحة الإنسان. وشددت أيضا على أن رش الأفراد بالمطهرات «غير موصى به تحت أى ظرف، إذ قد يكون مضرا جسديا ونفسيا ولا يقلل من أهلية المصاب على نشر الفيروس».
وأشارت إلى أن رش الكلور أو مواد كيميائية سامة أخرى على البشر يمكن أن يتسبب بالتهابات جلدية أو فى العينين. كما حذّرت أيضا من الرش المستمر للأسطح فى الأماكن المغلقة، مستشهدة بدراسة بينت أن ذلك ليس فعالا إلا فى المناطق التى يتمّ رشها مباشرة. وتابعت: «فى حال استعمال المطهرات، يجب أن يتم ذلك عبر نقع قطعة قماش أو ممسحة بالمطهر». فى بريطانيا، ألقت شرطة لندن القبض على 19 شخصا لخرقهم عمدا إرشادات التباعد الاجتماعى احتجاجا على القواعد، فى أول عطلة نهاية أسبوع منذ أن أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون تخفيفا طفيفا للإجراءات.
وحدد جونسون خططا لتخفيف إجراءات العزل العام، ويُسمح الآن للأشخاص فى إنجلترا بالالتقاء بشخص آخر من أسرة مختلفة فى إحدى الحدائق. ومع ذلك، يجب الحفاظ على التباعد الاجتماعى بموجب القواعد، ولا يُسمح بتجمع مجموعات كبيرة.
فى بولندا، استخدمت الشرطة فى العاصمة وارسو الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين كانوا يطالبون الحكومة بتعجيل السماح بعودة الأنشطة التجارية المتوقفة فى إطار جهود مكافحة فيروس كورونا. واحتشد مئات المحتجين فى وارسو حاملين لافتات تقول «العمل والخبز» و«ستعود الأمور لطبيعتها مجددا».
وخففت بولندا بشكل مطرد القيود فى الأسابيع الأخيرة فى محاولة للحد من آثارها على الاقتصاد. ومن المتوقع أن تعاود صالونات تصفيف الشعر والمطاعم فتح أبوابها اعتبارا من اليوم فى ظل إجراءات جديدة للسلامة، لكن المحتجين الذين احتشدوا فى وارسو مرارا خلال الأسابيع الأخيرة يقولون إنه ينبغى تخفيف القيود بدرجة أكبر للحفاظ على معايشهم. وسجلت بولندا 18257 حالة إصابة بالفيروس و915 وفاة.
فى المجر، بدأ اليوم رفع القيود مع إلزام السكان بوضع كمامات لدى ارتيادهم المتاجر أو ركوب وسائل النقل العام. وبدأت المطاعم والمقاهى والمتنزهات العامة وحديقة الحيوان وحمامات السباحة فتح أبوابها ابتداء من اليوم، وسمح لكل المتاجر أيضا بإعادة فتح أبوابها مع تخصيص فترة خاصة تستمر 3 ساعات لمن هم أكبر من سن 65 عاما لشراء احتياجاتهم من البقالة والصيدليات.
فى اليونان، أعادت الكنائس فتح أبوابها، الأحد، للمرة الأولى منذ أسابيع، مع بدء تخفيف الحظر على التجمعات. وتم استبدال المقاعد المتجاورة بكراسى داخل الكنيسة وفى فنائها تطبيقا لقواعد التباعد الاجتماعى، حيث وضعت الكراسى على مسافة مترين من بعضها البعض، مع رسم حدود فى الفناء بأشرطة لاصقة حمراء وبيضاء. وكانت القفازات والمطهرات متاحة عند المدخل. وسجلت اليونان 2819 إصابة و162 وفاة بالفيروس.
فى إيطاليا، قال رئيس الوزراء جوزيبى كونتى إن بلاده أقدمت على مخاطرة محسوبة بتقليص تدابير العزل العام ابتداء من الأسبوع الجارى مع تراجع عدد الوفيات لأدنى مستوى له منذ 9 مارس.