عبر الدكتور محمد هانئ غنيم، محافظ بنى سويف، عن استيائه من استهتار الناس في بنى سويف بوباء «كورونا»، مؤكدا أنه في كل جولة له «بلم الكور من الشارع بسبب قيام الأطفال والشباب باللعب وقت الحظر»، وتابع: «فى جولة صباحية فوجئت في كابينة الـATM، بـ6 مواطنين داخل الكابينة للصرف منها، وهذا خطأ، ونفسى أهل بنى سويف «ياخدوا عظة» من الرسالة التي وجهها شاب قبل وفاته بمرض كورونا على الفيس بوك، عندما قال: «إننى نزلت عشان لقمة عيش كاذبة».
وقال إن واقعة «الموسكى اللى وقعت قبل رمضان، وتسببت في عودة مواطنين للمحافظة أدت لارتفاع حالات الإصابة بمرض كورونا»، معلنا استقرار الوضع في بنى سويف، والمنحنى البيانى للإصابات مستقر بعكس محافظات أخرى، لافتا إلى أن الأطباء وجميع الأطقم الطبية في المحافظة تعمل بدون إجازات وظهرت وطنيتهم في الأزمة، مؤكداً شن حملات كبيرة لمتابعة تطهير القرى والمدن وأن المدينة الجامعية جاهزة لاستقبال 1200 من العائدين من الدول المجاورة لاستقبالهم لحين الحصول على المسحات منهم والاطمئنان عليهم.. وإلى نص الحوار:
■ بيانات وإحصائيات من قبل أطباء وموظفين على مواقع التواصل أثارت البلبلة والذعر.. ما ردكم عليها؟
- لا يملك أحد أن يصدر بيانات بعدد الحالات السلبية والإيجابية سوى المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، وهو أساس في إدارة الأزمات وعلى الجميع أن يغمض عينيه على أي بيان آخر، وأناشد الإعلام أن يكون له دور في التوعيه بعيدا عن الإشاعات ومنع ناشرى الفزع من الحصول على فرصة للصيد في الماء العكر، كما يجب علينا نشر عدم التهاون والاستهتار بالمرض وعدم الخوف الزائد، فالسبب الرئيسى الذي دمر المنظومة الصحية وزاد من عدد المصابين في إيطاليا هو الاستهتار بالعدوى، ففى جولاتى الميدانية فوجئت بأطفال وشباب يلعبون الكرة في الشوارع وقت الحظر، كما وجدت 6 مواطنين داخل كابينة ATM، رغم علمهم أن التجمعات ممنوعة حفاظا على صحتهم.
■ وما الإجراءات التي سوف تتخذ تجاه مروجى البيانات والشائعات؟
- اتخذنا إجراءات صارمة ضد بعض مديرى المستشفيات وبعض العاملين داخل ديوان المحافظة وذلك لقيامهم بنشر بيانات تسببت في أزمات وإثارة الشائعات أيام السيول وبداية أزمة كورونا، ويبدو أن المواطنين استخفوا بالوباء، ولم يأخذوا عظة من رسالة الشاب الذي استهان بكورونا ومات وترك رسالة على الفيس بوك قال فيها «إننى نزلت عشان لقمة عيش كاذبة».
■ وهل بنى سويف جاهزة لاستقبال العائدين من الخارج من المصريين؟
- بالتأكيد، وزرت مقر المدينة الجامعية «بنين» المخصصة للعزل الصحى للعائدين من الخارج لمدة 14 يوما قبل عودتهم لمنازلهم، وراجعت ميدانيا استعدادات وتجهيزات المدينة التي ستستقبل 1205 مواطنين، وتفقدنا غرف النوم والصالات والقاعات المخصصة للترفيه، ومطبخ المدينة، وكافة تجهيزات الإعاشة، والإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة كما تفقدنا مسار وصول المواطنين للمدينة والإجراءات التي ستنفذ قبل الدخول كالتعقيم والتطهير للمواطنين والمتعلقات، وإجراءات الأمن الداخلى والخارجى.
■ هناك شائعات تؤكد وجود نقص في مستلزمات التعقيم الخاصة بأطقم التمريض؟
- لا يوجد أي نقص في مستلزمات التعقيم والوقاية في المستشفيات وأنا أستخدم كل الوسائل المتاحة في المحافظة لتوفير تلك المستلزمات بداية من المجتمع المدنى مرورا أيضا بالنواب والأحزاب وكذلك القوات المسلحة ولدينا مخزون استراتيجى من وسائل الحماية الشخصية للمرحلة الحالية، وعلى أي طبيب أو مستشفى ينقصه ولو قفاز أن يتصل بى مباشرة لتوفير اللازم، وبالفعل تم توفير الكلور مباشرة للإسعاف عندما طلبه، وكل يوم أتابع المخزون الاستراتيجى المختص بالمحافظة لسد أي بداية عجز في أقرب وأقصر وقت.
■ وما التدابير المتخذة لوقف زيادة أسعار بعض السلع؟
- على الرغم من توافر جميع السلع، واجهنا تلك الزيادة التي تسببت فيها عمليات العرض والطلب، عن طريق التواصل من أول يوم مع الغرفة التجارية لعودة السلع لأسعارها الطبيعية، كما تم عمل بروتوكول مع الغرفة لعمل منافذ وقوافل غذائية وخضروات وفاكهة لتجوب القرى والعزب لتوفير السلع بأسعار قريبة من أسعار الجملة.
■ وما نتائج الجهود التي بذلتها المحافظة للحد من تفشى كورونا؟
- اعتمدنا خطة محكمة لمجابهة أزمة كورونا، وقبل الإعلان عن ظهور أول حالة بالمحافظة، كنا مستعدين لجميع السيناريوهات المحتملة والحلول والبدائل مع تطور الحالات ومستجدات الوضع، مع جاهزية مستشفيات الصدر والحميات ودعم المنظومة الصحية بها لاستقبال المشتبه فيهم، وتجهيز البدائل في حالة زيادة الحالات، مرورا بتجهيز المدن الجامعية لاستقبال الحالات الإيجابية التي تتطلب الرعاية بالمستشفيات.
وتنفذ المحافظة قرارات الحكومة للحد من انتشار الفيروس، كغلق المحال التجارية في موعدها، وتنفيذ مواعيد حظر التجوال، كما تم توفير الدعم اللازم للأسر التي تم عزلها ببعض القرى بعد ظهور حالات إيجابية بها، ففى قرية بنى عفان، وفرنا لها 25 ألف رغيف خبز، و100 أسطوانة غاز، و5 أطنان لحوم في فترة العزل، وكراتين مواد غذائية بجانب التعقيم والتطهير المتواصل للمنازل حتى تم إنهاء فترة العزل.
كما تم توفير 5 آلاف شنطة مواد غذائية عن طريق مبادرة «رد الجميل»، من خلال البرنامج الرئاسى، و24 ألف كرتونة من خلال مصر الخير، بجانب دعم بعض الأسر بمساعدات شهرية، وتم إطلاق مبادرة «بنى سويف معاك» والتى لاقت إقبالا كبيرا من أبناء المحافظة من رجال أعمال ممن تبرعوا لصالح دعم جهود المحافظة في مجابهة تداعيات كورونا، ومتطوعين من الأطباء والتمريض.
■ مع بدء الحظر.. هل توقفت عمليات إزالة التعديات على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة؟
- بالعكس، فقد تم منذ إعلان الحظر، إزالة 1139حالة تعد على الأراضى الزراعية، وإزالة 236 حالة تعد على أراضى أملاك الدولة، وإزالة 217 مخالفة بناء، وذلك بالتعاون بين الوحدات المحلية ومديرية الزراعة والإدارة العامة للأملاك، وبالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية والأمنية المعنية.
ونعتمد على تنفيذ آليات محكمة ضمن خطة متكاملة، تعتمد على السير بالتوازى في أكثر من اتجاه، من خلال تكثيف حملات الإزالة للتعديات القائمة، أو المستجدة مع التركيز على التعديات في المهد، وفق برنامج زمنى محدد، وفى إطار القانون بالتنسيق مع الجهات الأمنية والمعنية، وتذليل كافة الإجراءات أمام الجادين في ملف تقنين أراضى الدولة، وذلك تنفيذًا لتكليفات الحكومة بمواجهة كافة أشكال التعديات على الأراضى الزراعية والتعامل بحسم في هذا الملف الحيوى.
■ هل المحافظة مستعدة حال ازدياد الأزمة وتداعياتها؟
- عندما قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، «إننا مستعدون لأسوأ السيناريوهات»، كانت تعى ما تقول جيدا، والمحافظة مستعدة لأسوأ التوقعات، وما يحدد تلك السيناريوهات أعداد الإصابات وهو ما يحدد الانتقال من خطوة لأخرى وفقا لخطة الدولة، وبدأنا تطبيق خطة رئيس الوزراء يوم 17 إبريل، ما جعل الناس والمحلات تلتزم بالقرارات لأنها بدأت تنفذها قبل صدورها، ورغم الاستعداد الكبير إلا أننا لا نرغب في الدخول إلى الرسوم البيانية السيئة بزيادة أعداد المصابين وذلك سيأتى بالوعى ونشر ثقافة طرق نقل ومنع العدوى بين جميع أهالينا هنا وهناك.
■ كيف تزيد من وعى الأهالى في الريف والعزب البعيدة لمجابهة العدوى؟
- قمنا بنشر سيارات التوجيه المعنوى للقرى والنجوع وكذلك قامت الشرطة بنفس الدور في المحافظة لتوعية الأهالى بأهمية الالتزام بقرارات الدولة والتوعية لمنع انتشار العدوى، ويساعدنا أيضا في نشر التوعية الشباب والرياضة وأعضاء مجلس النواب وقومى المرأة وكل من له القدرة على حشد الشباب لتوزيع الرسائل التوعوية لكل بيت داخل بنى سويف وسيعملون على محورين أساسيين: الأول التوعية والثانى توصيل الأدوية لكبار السن من الذين يحصلون على علاج مزمن يكفى 3 أشهر، ومصر دائما تستطيع أن تحول المحنة إلى منحة، وخريطة العالم سوف تتغير عقب تلك الأزمة العالمية وستخرج منها مصر أقوى وأقوى لأن شعبها يبدع في الأزمات.
■ لماذا يتم تعقيم المدارس رغم تأجيل الدراسة بها؟
- المدارس مبان استراتيجية معنا، تعمل كمكاتب للصرف، أو مستشفى ميدانى، من أجل ذلك نعقم المدارس ونغلقها لأنها احتياطى استراتيجى في حال حدوث أي طار، ومدارسنا مستعدة لاستقبال أولادنا في امتحانات الثانوية العامة.