x

مابين الحجر والعزل يتوه الوداع.. المنيا تشيع جنازة ضحية كورونا

الجمعة 15-05-2020 05:12 | كتب: تريزا كمال |
تجهيز المدينة الشبابية في بورسعيد لتحويلها لمستشفى عزل للمصابين بفيروس كورونا تجهيز المدينة الشبابية في بورسعيد لتحويلها لمستشفى عزل للمصابين بفيروس كورونا تصوير : محمد راشد

شيعت مدينة المنيا، جنازة أحد أهالي شارع «سيدي حبيب» المطبق عليه الحجر الصحي، بدون مشاركة من كل افراد اسرته، أو جيرانه.

ويروي أحد مشيعي الجنازة الذي طلب عدم ذكر اسمه المشهد، بانه صعب فور وصول سيارة الاسعاف من مستشفي العزل بملوي يحمل الجثمان، تم التواصل مع إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة بالمنيا، لمتابعة الاجراءات الاحترازية لبدء مراسم الدفنه.

وتتمثل الاجراءات في ٥ كمامات و٥ قفازات وبخاخة كحول ايثلي ٥٠ مللي، ووقف ابنه أحمد، منتظرا، حيث الوحيد في الأسرة الغير مصاب بكورونا، حيث ظهرت عينته سلبية، والطبيب حضر الدفنه بنفسه.

وأضاف: «اصحاب احمد اشتروا اكياس زباله ولبسوها وجابوا كحول ورشوه على الاكياس، وحمل ابن المتوفي واصدقائه الصندوق الخشبي الذي يحمل الجثمان، واوصي سائق سيارة الاسعاف والمساعد، المشيعيين ان يتخلصوا من الصندوق الذي حمل الجثمان، ثم تمت تلاوة صلوات الجنازة والدفن».

وتابع: «مش هاقدر اوصف بشاعة المنظر وحالة احمد كانت عامله ازاي، ربنا يصبرك يا أحمد ويقويك ع مصيبتك ويشفي اهلك وتطمن عليهم» .

وعمت الأحزان شارع «سيدي حبيب» جنوب مدينة المنيا، أثناء تطبيق الحجر الصحي في اليوم الرابع لتطبيق الحجر الصحي على 35 أسرة من أهالي الشارع، بعد وفاة جارهم المصاب بفيروس كورونا المستجد، والمحتجز في مستشفى العزل.

وقال عدد من الأهالي على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنه «لأول مرة منذ عقود يتوفى أحد من الشارع، ولا نقف مع أهله، ونأخذ عزاه، ونعمل الواجب، فكيف ونحن أهل وعزوة طيلة كل هذه السنوات، ويأتي فيروس بحجم (كورونا) ويغير كل حياتنا، فها نحن في الحجر الصحي، وأسرة المتوفى أغلبهم في العزل بالمستشفى، ونترحم ونحن في أماكننا.. سبحان الله».

وكتبت «رباب»، ابنة المتوفى، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بوست تنعى فيه والدها قائلة: «روحت يا بابا وسبتنا.. سامحنا يا حبيبى ما عرفناش نودعك».

ووجهت ابنة المتوفى رسالة إلى جميع المصريين وخاصة أهالي المنيا، قالت فيها :«احنا الأسرة المصابة في شارع سيدى حبيب 5 أفراد وكلنا إيجابي، وأخويا الضابط طلع سلبي يعنى مش هو اللى جابلنا كورونا من بره، ووالدي مكنش مسافر أسوان ورجع، ومكنش بيطلع من البيت أصلًا، لأنه مريض قلب، أنا اللى كنت بطلع وأروح شغلي وأجيب طلبات البيت وكنا واخدين احتياطاتنا زي أي حد، بس ده قضاء واحنا راضيين الحمد لله».

وتابعت: «كل اللى هنا في المستشفى ما حدش عارف جاله منين وإزاى بعد اللى أنا شيفاه هنا بقيت متأكدة إن كل واحد ماشى في الشارع هو حامل للفيروس، وما يعرفش اللى مناعته كويسة، الموضوع بيعدى ومن غير ما يحس أصلًا واللى مناعته ضعيفة بيموت، ولما تعبنا روحنا إلى 3 دكاترة ومستشفى الحميات روحونا وقالوا دور برد عادى، يعنى مش ذنبنا»، مشيرة إلى أنه «دلوقتي أنا وأخويا في العزل، وأخويا التاني في أسيوط، وأمي وأخويا في بنى سويف، والدكاترة هنا في العزل الله يقويهم مهتمين جدًا، ومش مقصرين بالعكس عاملين اللى عليهم وزيادة ربنا يقويهم ويعينهم بجد».

واختتمت رباب رسالتها محذرة جميع المصريين: «خليكم في البيت أرجوكم، لأن الوجع ده ما يتحملوش حد إحنا في وضع صعب أوي».

وكانت مديرية الصحة برئاسة الدكتور أسامة بلبل بدأت في تطبيق إجراءات الحجر المنزلي، حيث تم وضع كردونًا أمنيًا في مدخل الشارع، وتم مخاطبة الجهات المعنية والمتخصصة لتطبيق إجراءات الحجر الصحي في شارع سيدي حبيب بالمنيا، وتم تحديد الموقع السكني للحالات الموكدة ومخالطينهم.

كما تم التنسيق مع إدارة المتوطنة لتنفيذ أعمال التطهير لمنازل الحالات الموكدة ومخالطينهم، بالتنسيق مع الوحدة المحلية لمركز المنيا، بالإضافة لقيام الفريق الوقائي بالإدارة الصحية بعمل متابعة يومية للمخالطين والتأكد من إجراءات العزل المنزلي وتطبيق إجراءات مكافحة العدوى تحسبًا لظهور أعراض الإصابة عليهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية