من الولايات المتحدة الأمريكية إلى روسيا والبرازيل والهند وكندا وصولاً إلى السعودية ومصر، يقدم الأستاذ الدكتور عادل البيجاوي، أستاذ الطب، قراءة في إحصائيات كورونا حول العالم، محاولاً من خلالها تقديم رؤية تساعد في الإجابة على الأسئلة الصعبة بشأن الفيروس الذي أصاب أكثر من 4 ملايين و381 ألف شخص حول العالم، من بينهم أكثر من 10 آلاف مواطن مصري داخل مصر.
في هذا التحليل، يقارن «البيجاوي» بين وضع الفيروس في مصر وعدد من دول العالم، راغبًا في مساعدة من يبحث عن إجابة على مستقبل الوباء في مصر.. انحسار أم خروج عن السيطرة؟
حالة من الجدل اليومي في العالم أجمع حول إحصائيات كورونا، وازداد الجدل عندما اقتربت الحالات الموثقة في يوم 12 إبريل من 100 ألف حالة إصابة واقتربت من 8500 حالة وفاه في أيام قريبة تالية لهذا التاريخ، ومثل ذلك أعلى عدد للحالات اليومية منذ بداية التسجيل.
والملاحظ أنه منذ بداية شهر مايو تتأرجح الإحصائيات اليومية صعودًا وهبوطًا ما بين 68 ألف حالة وحتى 93 ألف حالة مسجلة يوميًا على مستوى العالم، وشهدت الإحصائيات خلال الأسبوع الأخير تراجع يومي طفيف في عدد الحالات اليومية المسجلة عالميًا بحوالي 5 آلاف حالة تراجع يومي في عدد الحالات حتى وصل إلى 73 ألف حالة أمس، وقد يرجع ذلك إلى عدة عوامل منها تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو أو التزام العزل أو المنحنى الطبيعي المعروف للأوبئة صعودًا وهبوطًا.
وإليكم بعض الملاحظات الإحصائية التفصيلية من واقع قراءة الإحصائيات اليومية حول العالم منذ بداية شهر مايو:
أولًا: بالنسبة لعدد حالات الإصابة المُسجلة:
تشهد عدد حالات الإصابة المُسجلة تراجعًا ملحوظًا في الغالبية العظمى من دول العالم
ثانيًا: بالنسبة لعدد حالات الوفيات المُسجلة:
تشهد عدد حالات الوفيات المُسجلة تراجعًا واضحًا بالآلاف في الغالبية العظمى من دول العالم:
وجدير بالذكر أن عدد الوفيات المسجلة يقترب من 300 ألف حالة وفاه منذ بدء التوثيق حوالي 100 ألف وفاه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، و100 ألف وفاه أخرى في إنجلترا، وإيطاليا، وفرنسا، واسبانيا، وكل دول العالم الأخرى أقل من 100 ألف حالة وفاه.
بما يعني أن المشكلة ومعظم الوفيات تتمركز في دول قليلة أهمها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية دونًا عن غيرها من دول العالم، بينما يظل المنحنى المصري ثابتًا على مدى الأيام الأخيرة حيث ارتفع متوسط عدد الحالات خلال الاسبوع الأخير من 300 حالة في المتوسط إلى حوالي 400 حالة في المتوسط على مدى الاسبوع الأخير، وهي زيادات متوقعة مع زيادة التقصي ومتابعة المخالطين وعدد الفحوصات التي تتم يوميًا، وحتى الآن يزيد المنحنى المصري بمتوسط 100 حالة اسبوعيًا ويظل مسطحًا طوال الاسبوع بلا قفزات واضحة، أما عن حالات الوفيات المصرية فقد شهدت انخفاض واضح في عدد ونسبة الوفيات بينما كانت النسبة المصرية حوالي 7% من الحالات الموثقة في أول شهر مايو وظلت تنخفض يوميًا حتى وصلت الآن إلى أقل من 5.5%، وهي أقل من النسبة العالمية كما أنها ما زالت تواصل الانخفاض يوميًا، ونرجو أن يواصل المنحنى المصري بنفس المعدل حيث يشهد المنحنى انخفاضًا في عدد الوفيات، وزيادات مقبولة في عدد حالات الإصابة بالشكل الذي لا يُرهق النظام الطبي المصري، مع التأكيد على أن معدل تحول الحالات في مصر من إيجابي إلى سلبي يقترب من ثلث الحالات، وهي من المعدلات المرتفعة جدًا عالميًا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه مع كتابة هذا المقال صدرت الإحصائيات المصرية عن اليوم الثلاثاء الموافق 13 مايو حاملًا بشرة خير، حيث إنه لأول مرة سجلت 160 حالة شفاء و156 حالة تحولت إلى سلبي، وهي أعلى أرقام مسجلة منذ بدء التوثيق حتى الآن ونرجو أن تستمر.
والسؤال المهم هنا هل سيستمر هذا الإنخفاض، وهل سيتغير سلوك الفيروس نتيجة ارتفاع حرارة الجو أو التغيرات الجينية فيصبح أضعف أو سيقل معدل انتشاره في ظل وعي المجتمع.