كعادتها، تمتلك يسرا أداءً يمتاز بالصدق والتقمص والإلمام بتفاصيل الشخصية التى تجسدها، وفى «خيانة عهد» استطاعت أن تحول دفة المسلسل تمامًا بأدائها لمشاهد الأم المكلومة، التى تتوجه للمشرحة للتعرف على جثة ابنها، بعد أن كان قد تعافى من الإدمان، لتُوجِع جميع من يشاهدها.
تباطأت خطوات يسرا فى مشهد المشرحة، وكأنها تعود لاإراديا للوراء بظهرها، رافضة الدخول إليها، وهى ترتعد من الصدمة، ولكى تمنح شعورًا للمشاهد أنها داخل ثلاجة المشرحة، وكلها رفض أن من أمامها جثة ابنها، تستقبل مصابها بالصمت وليس بالعويل، ثم تعود فى الحلقات التالية لتستوعب ما حدث، وتنفجر حزنًا فى أداء عصبى ونفسى متقن، إلى أن تبدأ رحلتها فى التوصل لقاتل ابنها، وتستشرس للوصول إليه، وتعود لتقلب الموازين تمامًا بمشاهد قوية، تستعيد فيها «عهد» عافيتها وقدرتها على المواجهة، لتنتقم ممن تشك أنهم كانوا سببًا فى مقتل ابنها، وأولهم «شيرين»، التى تجسد شخصيتها جومانا مراد.
ينقص فقط تأخر الكشف عن سبب تورط «فرح» - حلا شيحة- فى كل هذه الجرائم للانتقام من شقيقتها، والتسبب فى مقتل ابنها، لكن يبقى المسلسل جاذبًا للمتابعة، ويحافظ على إيقاعه بإدارة المخرج سامح عبدالعزيز الذى يثبت من عمل لآخر أنه أحد فرسان الرهان فى الإخراج التليفزيونى، ننتظر عملًا له كل عام.
هذه المرة يقدم «سامح» عملًا عن مجتمع الأثرياء الراقى البراق، يبتعد عن الحارة الشعبية التى نقل تفاصيلها بدقة ودون تنفير فى مسلسله «رمضان كريم»، أو فى دراما جريئة مأخوذة من فورمات أجنبية، كما فى «زى الشمس»، الذى أكمل تصويره بعد انسحاب المخرجة كاملة أبوذكرى، العام الماضى. سكّن «سامح» الممثلين فى أدوارهم بحرفية، ليقدموا مباراة جماعية فى الأداء المتقن، بداية من يسرا، مرورا بـ«حلا شيحة» التى أعاد اكتشافها بهذه الشخصية الشريرة الباردة التى لا تتورع عن إيذاء المقربين، عبير صبرى تكشف أكثر عن إمكانياتها وقدراتها التمثيلية فى دور المرأة الناعمة التى لا يقف شىء ولا قيمة أخلاقية فى سبيل تحقيق ما تريد، جومانا مراد العائدة بعد غياب لتنقل مشاعر المرأة المغوية التى تنتقم من «عهد» باقتدار، وخالد سرحان فى شخصية جديدة عليه للمحامى الداهية الذى يجيد التلاعب بثغرات القانون تماما، وغيرهم من الوجوه الشابة خالد سرحان هنادى مهنى تيم مصطفى قمر ممن كانوا على قدر المسؤولية رغم أنهم فى بداية المشوار.