x

«العليا للأخوة» تعلن تفاصيل مبادرة «صلاة من أجل الإنسانية»

عبدالسلام: التجاوب العالمي مع المبادرة تخطى التوقعات
الثلاثاء 12-05-2020 15:07 | كتب: أحمد البحيري |
المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة الدولية العليا للأخوة الإنسانية يلتقى مع بابا الفاتيكان المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة الدولية العليا للأخوة الإنسانية يلتقى مع بابا الفاتيكان تصوير : آخرون

عقدت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، الثلاثاء، مؤتمرًا صحفيًا «عن بُعد»، للإعلان عن تفاصيل المبادرة الإنسانية التي أطلقتها اللجنة أوائل الشهر الجاري تحت عنوان «صلاة من أجل الإنسانية» والتي خصصت لها يوم 14 من مايو الجاري، ودعت فيها كافة شعوب العالم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأديانهم ومعتقداتهم أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير في ذلك اليوم، كل فرد في مكانه، من أجل أن يرفع الله وباء كورنا عن البشرية وذلك في بيان اصدرته بأربعة عشر لغة.

وقال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة الدولية العليا للأخوة الإنسانية، والمستشار السابق لشيخ الأزهر، إن «البشرية في تلك الأيام تواجه بلاء عظيما نتيجة هذا الوباء الذي داهم العالم ولم يستثني أحدًا»، مشيرًا إلى أنه «منذ اللحظة التي بدأ فيها ذلك الوباء يغزو العالم عقدت اللجنة العليا عدة اجتماعات بشكل مستمر لبحث خطر الوباء حول العالم وكيف يمكن للبشرية ان تتكاتف مع بعضها البعض لمواجهة خطر ذلك الوباء، حتى تم الإعلان عن تلك المبادرة».

وأضاف الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية أن «هذه المبادرة التي تحمل في طياتها معنيين أحدهما حقيقي ويتمثل في اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يرفع هذا الوباء عن البشرية وأن يوفق العلماء والباحثين في الوصول إلى دواء ولقاح لهذا الوباء، فالصلاة لا تغنى أبدا عن العلم والبحث العلمي، أما عن المعنى الرمزي فيتمثل في أنه فرصة حقيقة أمام العالم ليتوحد ويرتفع فوق الخلافات والصراعات، فالعالم كله عانى إما نفسيًا أو معنويًا من كل صور الخراب والدمار التي لحقت به على مر العصور الماضية».

وفى رده على سؤال أحد ممثلي وسائل الإعلام حول مدى حاجة البشرية إلى تلك المبادرة في الوقت الحالي، أوضح عبدالسلام «أننا جميعا بحاجة إلى هذه المبادرة اليوم والأمس والغد أيضًا»، موضحًا أن «الإنسان دائمًا بحاجة إلى التوجه إلى الله سبحانه وتعالى في كل المحن، فجميع الأديان أوصت اتباعها بصدق التوجه إلى الله سبحانه وتعالى عند البلاء واعتقد أن الجميع يدرك الآن اللحظة الفارقة التي تعيشها البشرية، كما أن الدعوة هنا هي دعوة للدين والعلم، وهذا الترحيب الكبير الذي لاقته المبادرة هو بمثابة بارقة أمل، فالعالم يمكن ان يجتمع وسيجتمع في 14 من مايو الجاري من أجل الصلاة والدعاء، وليرسل رسالة بأن البشرية يمكن ان تكون أفضل ويمكن ان نعيش في سلام أيضًا».

وفيما يتعلق برد فعل الهيئات والمؤسسات الدينية والدولية على دعوة اللجنة العليا للصلاة والدعاء من أجل الإنسانية في الخميس 14 مايو الجاري، قال عبدالسلام: «إن القبول الروحي الذي لاقيناه بعد إطلاق المبادرة كان مسار سعادة غامرة لجميع أعضاء اللجنة، وكان مسار سعادة حين وصل للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرانسيس ،بابا الفاتيكان، خاصة أن هذا التجاوب العالمي قد تخطى الحدود، فالآن نحن نتلقى كل عشرة دقائق تقريبا رسالة من مكان في العالم يرحبون بهذه الدعوة ويطلبون المشاركة فيها ويعلنون أنهم سيشاركون ويطلبون أيضا من أتباعهم وأصحابهم المشاركة»، مشيرًا إلى أنهم «تفاجئوا بترحيب العديد من القادة السياسيين البارزين والقادة الدينين والفنانين للمبادرة، وإعلان مشاركتهم، وحتى المنظمات الأممية والمؤسسات المجتمعية أعلنت مشاركتها ايضا ،لذلك نستطيع القول إن هذه الدعوة حازت إجماع دولي كبير، وحقا أنها تستحق لأنها دعوة إلى التوجه لله بروح الإيمان الكامنة في كل شخص، والحمد لله كان تجاوب كبير يبعث الأمل ويبعث التفاؤل فهي حقا لحظة تأمل».

وأضاف أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية أن «الدعوة حرة لكل الناس في بيوتهم وفي منازلهم، فهي دعوة مريحة للغاية، فكل انسان يستطيع أن يغلق بابه عليه وأن يتوجه إلى الله بالدعاء»، مشيرًا إلى أن «اللجنة أطلقت موقعًا إلكترونيًا رسميا»للصلاة من أجل الإنسانية بجانب صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي والتي يمكن من خلالها متابعة كل ما يخص المبادرة والتفاعل معها«.

فيما قال المونسنيور يؤانس لحظي، السكرتير الشخصي لبابا الفاتيكان، وعضو اللجنة الدولية العليا للأخوة الإنسانية في رده حول أعداد المشاركين في المبادرة، أفاد بأنه «من الصعب وضع أرقام، لكن بكل تأكيد الشيء الذي لمسناه جميعًا، والذي كان مفاجأة للجميع هو الأعداد الكبيرة جدا من كافة القطاعات واللذين بدون أن يطلب منهم أرادوا أن يشاركوا في هذه المبادرة، وهذه هي عبقرية الدعوة».

وتابع: «نحن أمام خطر عام وشامل لم نطالب بشيء قد يفرق، ولكن طالبنا بشيء قد يجمع ويوحد الناس في التوجه لله عز وجل ليرفع عن البشرية هذه الجائحة وهذا الوباء ويوفق الباحثين ويشفى المرضي»، مشيرًا إلى أن «عدد المشاركين فالمبادرة يتزايد في كل لحظة، وعدد الهيئات التي ترسل رسائل تأكيد للمشاركة في تزايد مستمر، وحتى بعد المبادرة ستظل الفكرة قائمة لنصلي جميعا من أجل أن يرفع الله البلاء دائمًا».

من جانبها، قالت إيرينا بوكوفا الأمين العام السابق لمنظمة اليونيسكو وعضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن «الصلاة التي ندعو إليها اليوم هي فقط خطوة على طريق وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الدكتور أحمد الطيب ،شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس ،بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهذه الخطوة يجب أن تكون جامعة لمختلف البشر في مختلف أنحاء العالم، متسائلة ما الذي يمكن أن يحدث أكثر من ذلك للبشرية كي تتوحد، لذلك أعود وأستذكر المكتوب في دستور منظمة اليونيسكو والذي يقول أن الاقتصاد وحده لا يكفى بل نريد ان تكون البشرية موحده أيضا، وأن يخاف الإنسان على أخيه الإنسان لكى نصبح نعيش متوحدين وقادرين فعلا على ممارسة حياتنا بطريقة طبيعة أكثر، وأن نتوحد في إنسانيتنا وأن نخاف على بعضنا البعض وكذلك الخوف على بيئة كوكبنا كي نستطيع ان نعيش بسلام».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية