x

«هترجع امتى يا بابا؟».. كيف يواجه أطباء «التأمين الصحى» في السويس فيروس كورونا؟

الأحد 10-05-2020 07:18 | كتب: أمل عباس |
المصري اليوم داخل التأمين الصحي بالسويس المصري اليوم داخل التأمين الصحي بالسويس تصوير : سيد شاكر

واجبهم الإنسانى كان دافعهم الأول لتحمل المسؤولية نحو مرضى فيروس كورونا، كحال باقى أفراد الجيش الأبيض في مختلف انحاء الجمهورية، إنهم أطباء وطواقم تمريض مستشفى التأمين الصحى بحوض الدرس بالسويس، الذين أطلقوا شعار «سنعمل لإنقاذ المرضى مهما كانت الصعوبات»، باختصار هم يقفون بكل عزيمة في مواجهة الفيروس لمنع انتشاره والحفاظ على صحة الجميع.

«المصرى اليوم»، عاشت يومًا كاملًا مع الأطباء والمرضى لرصد دورهم البطولى في مواجهة «كوفيد 19»، ذلك اليوم الذي بدأ بارتداء واق يبدأ من الرأس ويصل حتى أسفل القدمين من غرفة العزل والتى كانت فارغة.

«كيف يحتمل الطبيب هذا الزى لأكثر من 12 ساعة متواصله»، كان هو التساؤل الذي يشغلنى خلال الجولة، وبعد أن حشرت رأسى داخل خوذة أمان ثقيلة بها جزء بلاستيكى شفاف تتحكم في رفعه، يغطى الوجه تمامًا، واصلت جولتى داخل المستشفى التي تشبه إلى حد كبير «خلية النحل»، الجميع يعمل بشكل منتظم سواء الأطقم الطبية وحتى طواقم التمريض وأفراد الاستقبال بمدخل المستشفى الذين يتنوع عملهم ما بين استقبال الحالات المشتبه فيها أو مصابى الحوادث.

«مش خايفين على نفسنا خايفين.. على أهلنا منا»، كلمات قالها الدكتور أحمد عامر، مدير الشؤون العلاجية بالمستشفى، ليعبر عن معاناته لحرمانه من رؤية أهله وامتناعه عن زيارتهم حتى بعد انتهاء مواعيد العمل؛ خوفًا عليهم منه في حالة حمله للعدوى، وكونه مسؤول عن إسعاف كل مريض يدخل المستشفى سواء إذا كان صاحب مرض مزمن أو مشتبه في إصابته بفيروس كورونا.

وأضاف: «أرسلت زوجتى إلى أسرتها بالغربية ومعها أبنائى خوفًا عليهم من نقل العدوى، وأتحدث إليهم بالفيديو يوميًا ودائمًا ما يسألنى أطفالى في كل مرة: هترجع امتى يا بابا»، وتابع المستشفى مجهز على أعلى مستوى وبه أسّرة عناية مركزة، وقامت هيئة التأمين الصحى بتوفير أسّرة جديدة ليصل إجمالى عدد الأسّرة العناية بالمستشفى إلى نحو 46 سريرًا، بالإضافة إلى أسّرة حجز داخلى، فضلًا عن أجهزة التنفس الصناعى والتى تتوافر بواقع 23 جهازًا.

ولفت عامر، إلى أن من بين حالات الاشتباه التي استقبلها المستشفى حالة لارتفاع في درجة الحرارة وأعراض تنفسية، وتم نقلها إلى مستشفى الحميات التي أخذت مسحة لها وتبين أنها إيجابية للمرض ثم نقلت لمستشفى العزل بالإسماعيلية، وعقب ظهور النتيجة بالحميات كان القلق والخوف هو سيد الموقف بسبب المخالطين من الطاقم الطبى للحالة والذين تعاملوا معها، فقام الطبيب والممرضون بعزل أنفسهم حتى أظهرت نتيجة التحليل سلبية العينة وهنا تنفسوا الصعداء، مشيرًا إلى أن الطاقم الطبى ملتزم بالإجراءات الوقائية، فضلا عن عمل مكتب تصنيف به ممرضون يقيسون درجة الحرارة لأى مريض.

إيناس محمد عبدالله، مدير التمريض بالمستشفى، قالت: «قمنا بعمل دورات تدريبية للممرضين لمواجهة الفيروس؛ كما قمنا بعمل غرفة عزل للطوارئ بجانب غرفة العزل بالطابق العلوى، أما ارتداء الواقيات الشخصية للعمل في غرف العزل فهى من الصعوبات التي يتحملها الممرض أو الطبيب لأن هناك ماسك n95 بيكون الشفت 12 ساعة يستمر في ارتدائها طيلة هذه الساعات وسط الضغط النفسى الذي يكون فيه الطاقم الطبى المتعامل مع الحالة المشتبه فيها، وينتظر الممرضون نحو 24 ساعة نتيجة تحاليلهم وبيكونوا وصلوا لأعلى مرحله من الضغط العصبى إلى ان تظهر النتيجة سلبية تكون فرحتهم مجددة من حالة لأخرى».

وأضافت أن تنسيق العمل يراعى الاشتراطات في طاقم التمريض المتعامل مع حالات الاشتباه وهى ألا تكون الممرضة لديها أطفال أقل من 12 سنة، كذلك نستبعد الممرضين المتعاملين مع أصحاب الأمراض المزمنة والحوامل بسبب مناعتهم الضعيفة، وذلك ضمن خطة الحفاظ على الطاقم الطبى كما يتم توفير الوجبات الغذائية».

أسماء محمد متولى، ممرض بفريق العزل داخل المستشفى، قالت: «لدى طفلان خوفى بيكون مضاعف عليهم أكثر من نفسى عندما أتوجه للمنزل بعد انتهاء عملى، وبمجرد وصولى للمنزل أتخذ الإجراءات الوقائية من تنظيف يدى، وعندما أتعامل مع حالة مشتبه فيها لا أنام من شدة الخوف كحال سائر زملائى الذين ينتابهم نفس الإحساس حتى تظهر النتيجة سلبية».

الدكتور محمود عبدالنبى، مدير عام المستشفى، قال إن العمل داخل المستشفى لا يتوقف، أخذنا عهد على أنفسنا بالمواجهة ومستعدون للتضحية بأرواحنا لحماية المواطنين من الفيروس فنحن هنا لنحافظ على صحة شعب السويس.

وأضاف أنه تم تقليص أعداد الزيارات الوافدة للمستشفى، وتنظيم العمل بالعيادات الخارجية لمنع التكدس بما لا يؤثر على الخدمة الطبية المقدمة في المجالات الأخرى، وتم تدريب الأطقم الطبية على سياسات مكافحة العدوى، ووفرنا حجرة مخصصة لعزل الحالات المشتبه فيها والحالات غير المستقرة عقب إجراء مسحة لها عن طريق أطباء المعمل بعد 24 ساعة يتم نقلها إلى الأقسام الداخلية بالمستشفى حسب الحالة المرضية في حالة سلبية الحالة للفيروس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية