قال، الرئيس التنفيذى لشركة فينترسهال دِيا ماريو ميهرن، وسامح صبرى، نائب الرئيس التنفيذى، العضو المنتدب لدى الشركة فى مصر، أن منطقة شرق المتوسط ستكون محور للطاقة، مركزه الجوهرى مصر، وأوضحا فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أجريناه عبر الإنترنت، أن شركة فينترسهال دِيا ترى مصر، منطقة واعدة أمامها فرص كبيرة فى مجال إنتاج الغاز والبترول.
وأكدا أهمية الإصلاحات، التى شهدها قطاع البترول، ما عزز ثقة المستثمر، وأن عام 2020 هو عام التحديات فى صناعة البترول. . وإلى نص الحوار..
■ كيف ترى « فينترسهال دِيا»، مستقبل قطاع البترول والغاز فى مصر؛ خاصة بعد الإصلاحات التى حددتها وزارة البترول؟
- سامح صبرى: نرى أنه مستقبل إيجابى للغاية وتم اتخاذ خطوات مهمة لتعزيز ثقة المستثمرين بإجراء إصلاحات طموحة.
- ماريو ميهرن: نعمل على استثمار خبراتنا، التى اكتسبناها فى ألمانيا، لمصلحة القطاع فى مصر بشكل عام، وهذا جزء من مسؤولية نلتزم بها بوصفنا شريكاً لمصر.
■ كيف تنظرون لمستقبل الاستثمار فى الطاقة بمصر خلال السنوات المقبلة؟
- ماريو ميهرن: لدى مصر، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تاريخ طويل، بوصفها مركزاً مهماً لإنتاج الطاقة، وسيستمر هذا الأمر على المدى المنظور، وبفضل التحسينات والفرص المتاحة ننظر لمصر، باعتبارها منطقة واعدة أمامها فرص كبيرة فى مجال إنتاج الغاز والبترول.
■ تتطلع مصر إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة.. فكيف ترى «فينترسهال دِيا» هذا الأمر؟
- ماريو ميهرن: مصر تمتلك عوامل تجعلها مثاليةً للعب هذا الدور؛ فهى تحتل موقعاً جغرافياً استراتيجياً، وتتمتع ببنية تحتية قوية، وتمتلك موارد خام، وإرادة سياسية تدعم تطوير مكانتها كمركز حيوى للطاقة. وبوصفنا شريكاً استراتيجياً لمصر، فإن «فينترسهال دِيا» تدعم تطوير هذا المركز الإقليمى للطاقة.
- سامح صبرى: نحن عضو فاعل فى اللجنة الاستشارية الصناعية لمنتدى غاز شرق المتوسط، ونأمل فى لعب دور بناء فى التنمية المستقبلية للمنطقة، وفيما يتعلق برؤيتنا الخاصة، فإن وجودنا الطويل والراسخ فى مصر يشكل مرتكزاً لنا نحو مزيد من النمو، ونعتزم دراسة فرص النمو فى مصر بعناية.
■ فى ظل الاتجاه العالمى نحو التوسع فى استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.. كيف ترى الشركة تأثير ذلك على استثمارات قطاع البترول عموماً، وعلى الشركة خصوصاً؟
- ماريو ميهرن: لا شك فى أن التغير المناخى أمر واقعى، وثمة تحوّل عالمى فى الطاقة، ومن الواضح أن هذا الأمر له آثار على قطاعنا عموماً، فحتى عام 2040، ستستمر الحاجة إلى تلبية 50 % من متطلبات الطاقة فى العالم، عبر الغاز والنفط، لمواكبة الطلب المتزايد فى جميع أنحاء العالم.
من هنا، فإن استراتيجية «فينترسهال دِيا» هى معالجة التحدّيين المتمثلين فى تغيّر المناخ والطلب المتزايد على الطاقة فى آن معاً، وبالنسبة لنا، نستهدف أن يمثل الغاز حصة دائمة وعالية، تتراوح نسبتها بين 60 و70 % من محفظتنا، فى الوقت نفسه، نواصل العمل وفقاً لأعلى المعايير البيئية، ونستثمر فى مشاريع جديدة، على سبيل المثال فى الأبحاث الخاصة بإنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعى الصديق للمناخ.
■ فى ظل تراجع أسعار النفط عالمياً طبقت بعض الشركات إجراءات لخفض تكلفة الإنتاج.. كيف تتعامل شركتكم مع هذه القضية؟
- ماريو ميهرن: رغم تدهور أسعار النفط، إلا أن «فينترسهال دِيا» فى وضع جيد للغاية، إذ لديها محفظة منخفضة التكلفة، مع وجود مصدر ثابت للسيولة النقدية، عبر القطاع الأوسط من عمليات إنتاج النفط والغاز (النقل والتخزين).
واستجابةً لما نتوقعه من استدامة فترة مليئة بالتحديات، التى تعصف بأسعار البضائع، فإننا نتخذ إجراءات حاسمة، لخفض رأس المال التطويرى لدينا، خلال العام الجارى بنسبة 20 %، ليكون ضمن حدود تتراوح ما بين 1.2 و1.5 مليار يورو، إضافة إلى أننا سنخفض ميزانيتنا الخاصة بالتنقيب للعام الجارى.
ولا شك فى أن عام 2020 سيكون متخماً بالتحديات، التى تواجه صناعة النفط والغاز، ومع ذلك، نعتقد أن نتائجنا المالية القوية والإجراءات الصارمة التى نتخذها ستتيح لنا المضى قُدماً فى طريقنا بنجاح، فى ظل هذه الظروف، والخروج منها فى نهاية المطاف أكثر مرونة وقوةً مما نحن عليه اليوم.
■ ما أهم الامتيازات التى تعمل من خلالها «فينترسهال دِيا» فى مصر وما حجم الاستثمار؟
- ماريو ميهرن: تمثل «فينترسهال دِيا»، عبر سلفها شركة «دِيا»، شريكة ً لمصر منذ 45 عاماً، ولدينا 6 امتيازات برية وبحرية فى مصر، تتركز حول 3 مشاريع رئيسية، وننتج البترول فى خليج السويس، منذ 35 عاماً، والغاز فى حقل دسوق البرى بدلتا النيل، منذ عام 2013، بالشراكة مع هيئة البترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، بالإضافة إلى أننا شركات مع «بى بى» فى مشروع «غرب دلتا النيل» البحرى ذى الأهمية الاستراتيجية.
- سامح صبرى: فى السنوات القليلة الماضية، قمنا باستثمارات كبيرة فى الأصول التى نشغلها، تضمنت برنامجَ عملٍ شامل فى دسوق، وحملة صيانة للآبار والأصول فى خليج السويس.
■ ما الخطط المستقبلية للشركة وما حجم إنتاجكم السنوى؟
- ماريو ميهرن: بلغ متوسط إنتاجنا السنوى من البترول المكافئ فى مصر 38 ألف برميل يومياً عام 2019، مقابل 27 ألف برميل عام 2018، وتلعب مصر دوراً مهماً فى محفظتنا العالمية، إذ إنها تشكل إحدى مناطق أعمالنا الرئيسية إلى جانب ألمانيا وروسيا والنرويج والأرجنتين، ونتطلع إلى استكشاف فرص جديدة ولدينا مخططات للتنقيب فيها خلال العام الجارى.
■ ما الخطة الاستثمارية للشركة فى مصر خلال عاميّ 2020 و2021؟
- سامح صبرى: سيكون تركيزنا منصباً، فى هذا العام والعام المقبل، على عمليات التنقيب، وفى فبراير من العام الجارى، سُررنا بتوقيع اتفاقية حصلنا بموجبها على امتياز للتنقيب فى كتلة شرق دمنهور فى دلتا النيل البرية، بالقرب من مشروعنا الحالى فى دسوق، وقد خصصنا استثمارات لعمليات الحفر الاستكشافية، مع برنامج حفر أولى لمدة 3 سنوات فى عدد من الحقول، ومن المقرر أن يبدأ هذا البرنامج فى وقت لاحق من العام الجارى.
وسنكون فى وضع جيد يسمح لنا بتطوير أى حجم من الإنتاج يتم اكتشافه فى المنطقة بزمن قياسى وبتكلفة مجدية، كما أننا نعمل على تقييم فرص التنقيب الأخرى فى مصر.
-ماريو ميهرن: سوف نستمر فى العمل لتحقيق أقصى استفادة من الأصول، التى نشغلها فى خليج السويس ودسوق، كما سنقدم الدعم لشركة «بى بى» أثناء عملها على تشغيل حقل «ريفين» فى غرب دلتا النيل.
وننظر إلى مصر، وشرق البحر الأبيض المتوسط على أنها منطقة واعدة لمشاريع جديدة فى مجال تطوير الغاز، لذا سوف نستمر فى تقييم الفرص المتاحة لنمو أنشطتنا فى هذه الدولة المهمة.
■ أُعلن، خلال يوليو الماضى عن الاندماج بين «فينترسهال» و«دِيا».. فما خطط ما بعد الاندماج؟
- ماريو ميهرن: نتج عن الاندماج بين «فينترسهال» و«دِيا» شركة جديدة رائدة فى إنتاج الغاز والبترول للمستقبل، متمتّعين بمحفظة أعمال يشكل الغاز الجزء الأكبر فيها.
وحققت شركتنا المندمجة إنتاجاً يومياً بلغ 642 ألف برميل عام 2019، بزيادة 9 % عن إنتاج «فينترسهال» و«دِيا» فى عام 2018، إلا أن تحقيق رقم قياسى فى الإنتاج كل عام لا يشكل هدفاً لنا؛ فأهدافنا ترتكز على النوعية، لا على الكمية، وفى ظل الوضع المضطرب للسوق والأسعار غير المستقرة، هذا يعنى تحقيق محفظة عمل عالمية قوية وإنتاجاً مجدياً من حيث التكلفة.
■ فى ظل الوضع الراهن، لا بد لنا من توجيه السؤال الأخير: ما الإجراءات التى اتخذتها الشركة لمواجهة أزمة فيروس كورونا؟
- يعيش العالم حالياً حالة طوارئ، وهذا ينطبق علينا فى «فينترسهال دِيا»، غير أننا ما زلنا قادرين على التعامل مع هذا الظرف الاستثنائى، ولدينا هدف واضح يتمثل فى الحفاظ على سير عملياتنا فى جميع الأوقات، مع الحرص على أن تكون المخاطر الناجمة عنها فى حدودها الدنيا؛ سواء على موظفينا أو المجتمع بشكل عام.
كما أننا نطبّق الإجراءات المعنية بالحد من انتشار الفيروس وضمان صحة وأمان الجميع، وقد اتخذنا مجموعة من تدابير الأمان فى مواقعنا؛ منها أن جميع زملائنا يعملون من منازلهم، وفى الأيام الماضية بدأ زملاؤنا بالعمل عن بُعد فى جميع المواقع، وهو ما ينطبق على المقار الرئيسية فى كل من كاسل وهامبورغ، بالإضافة إلى مقارنا فى مصر وأبوظبى والنرويج وألمانيا والبرازيل والأرجنتين وهولندا. فى المقابل، يُسمح لبعض الزملاء فقط بالعمل فى مقار الشركة ومواقعها ممن لا تسمح لهم طبيعة عملهم بإنجاز مهامهم عن بُعد، ولا يُسمح لأى من موظفينا بالسفر فى مهمات عمل؛ سواء داخل الدولة أو خارجها.