x

«سبعة أيام! أليسوا كافيين لموت أى شخص».. حكاية أول صحفي ضحية كورونا

رحلة «المرض والعذاب» تنتهي بوفاة محمود رياض.. والعدوى تنتقل لـ3 من أطفاله
الثلاثاء 28-04-2020 19:49 | كتب: بوابة الاخبار |
محمود رياض محمود رياض تصوير : اخبار

«سبعة أيام! أليسوا كافيين لموت أي شخص، أنا أتعذب منذ 14 يومًا. لله الأمر من قبل ومن بعد، إلى الآن مفيش خطوات جادة. دعواتكم ومحدش يسكت على نفسه»، هكذا ودع الصحفي محمود رياض، المحرر بجريدة «الخميس» أصدقاءه على «فيسبوك» قبل 6 أيام من إعلان وفاته، الاثنين، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

على مدار 14 يومًا قبل وفاته، عانى «رياض» من إجهاد متواصل وارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم، كما جاء في آخر منشوراته على «فيسبوك»، وهي الأعراض الرئيسية للإصابة بمرض «كوفيد 19». لم يتأخر الزميل الراحل في الاتصال بالخط الساخن 105 المخصص من وزارة الصحة للرد على استفسارت المواطنين، لكنه قوبل بإهمال شديد.

مأساة محمود رياض لم تنته بوفاته، إذ أعلنت نقابة الصحفيين أن 3 من أبناء الزميل الراحل، وأحدهم رضيع، مصابون أيضًا بمرض «كوفيد 19»، وقال رئيس لجنتي الرعاية الاجتماعية والصحية بالنقابة، أيمن عبدالمجيد، إن الزميل الراحل تواصل مع لجنة الرعاية الصحية ونقيب الصحفيين ضياء رشوان للخضوع للعلاج في مستشفى حميات إمبابة.

«أنت مقصر في صحتك»، يقول «رياض» إن موظفي الخط الساخن ألقوا اللوم عليه بـ«كلام فارغ»، على حد قوله، ليقرر بعد ذلك الذهاب إلى مستشفى الحميات، لكن الوضع هناك لم يختلف كثيرًا، بل جاء ليكمل رحلة «المرض والعذاب»، ويقول الصحفي الراحل إنه قضى يومًا بالكامل في «التحايل من أجل إجراء المسح»، ويومين آخرين في انتظار النتيجة.

بينما كان «رياض» ينتظر النتيجة، علم أن خطأ ما حدث أثناء سحب المسحة، ليضطر إلى سحب مسحة جديدة وإعادة التحليل ولكن بعد 3 أيام، فضلًا عن الانتظار 48 ساعة أخرى لحين ظهور النتيجة، وعندما تبين إيجابية التحليل كان عليه الانتظار أيضًا 48 ساعة لحين وصول الإسعاف، ويقول عن تلك المعاناة: «7 أيام! أليسوا كافيين لموت أي أحد».

في منشوره الأخير، أثنى «رياض» على مجلس النقابة مساندته له، ويقول أيمن عبدالمجيد: «أُجريت للزميل الراحل 3 مسحات، وأظهرت الثالثة إيجابية الإصابة، ليتم نقله إلى مستشفى العجوزة حيث وضع على جهاز تنفس صناعي»، مشيرًا إلى أن مجلس النقابة تواصل مع الجهات الرسمية لإجراء مسحات لأسرة الزميل وشقيقه المخالط له في التنقلات.

«للأسف، أظهرت المسحات إصابة 3 من أطفاله الأربعة»، يقول «عبدالمجيد»، مضيفًا أن «لجنة الرعاية الصحية والاجتماعية تتابع حالات أبناء الزميل»، فيما أعلن مجلس النقابة في بيان نعي الزميل، الاثنين، تقديم كل المساعدات المادية والمعنوية لأسرته، مناشدًا جميع الصحفيين والعاملين بالمجال الحيطة وعدم التهاون بالإجراءات الاحترازية.

«الحالة تدهورت فجأة»، يقول محمد شبانة، سكرتير عام نقابة الصحفيين، عن الساعات الأخيرة في حياة «رياض»، مشيرًا إلى أن مجلس النقابة كان على تواصل مباشر ويومي مع الزميل الراحل حتى تم نقله إلى مستشفى العزل في العجوزة، وسحب تليفونه، معقبًا: «كنت أطمأن عليه يوميًا، وكان يتحسن في الاتصال الأخير، لكن الحالة تدهورت فجأة».

أضاف «شبانة» أن المجلس سيتخذ قرارًا بتعيين زوجة الزميل الصحفي الراحل بالجهاز الإداري بالنقابة لإعانة الأسرة على الظروف المعيشية، وكذلك لمتابعة أبنائه، مشيرًا إلى أن أطفاله الثلاثة مازالوا في مستشفى العزل بعد إصابتهم بالعدوى، موضحًا في الوقت نفسه أنه سيتم استثناء الزميل الراحل من المدة الكاملة للمعاش لصرفه كاملًا لأسرته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية