أكد الفنان ياسر جلال أن حماسه لتجسيد شخصية «الفتوة» فى المسلسل- الذى يحمل الاسم نفسه ويعرض على قناة «الحياة» فى رمضان- لرغبته فى تقديم مسلسل اجتماعى إنسانى، يتناول هذه المرحلة فى تاريخ مصر، ويعرض نموذجا مشرفا للحارة المصرية، مشيرا خلال حواره لـ«المصرى اليوم» إلى أن الحارة فى مصر لم تتغير كثيرًا مع تتابع الأزمان، لكنها تفتقد لبعض العادات والتقاليد والعلاقات الإنسانية التى يتطلب وجودها، وتابع أنه تخوف فى البداية من تقديم العمل كونه عن فترة تاريخية قديمة، إلى جانب تخوفه من التصوير فى ديكور كامل لحى الجمالية، كما أكد تفاجئه بأداء الفنان أحمد صلاح حسنى الذى يشاركه العمل، وغيرها مما يكشف عنه.. وإلى نص الحوار:
■ لتكن البداية من ردود الفعل حول الحلقات الأولى من «الفتوة»؟
- مازلنا نصور المسلسل داخل ديكور حارة الجمالية، بمدينة الإنتاج الإعلامى، ويتبقى لنا أسبوع، لكن الحمد لله ردود الفعل مبهرة، كل عنصر مشارك فى العمل اجتهد وبذل جهدا كبيرا وربنا منحنا على قدر هذا التعب، أشكر ربنا وفضله، وكل فريق العمل، بدءًا من الإنتاج والمخرج حسين المنباوى، أحد أهم عناصر نجاح هذه التجربة، والأستاذ هانى سرحان المؤلف، وإسلام عبد السيمع مدير التصوير، وكل النجوم المشاركين فى البطولة مى عمر ونجلاء بدر ورياض الخولى وأحمد خليل ومجدى فكرى وإنعام سالوسة وليلى أحمد زاهر ومها نصار وعادل الفار وأختتم بالنجم أحمد صلاح حسنى، الذى أعتبره مفاجأة «الفتوة»، وأتنبأ له بالكثير فى عالم التمثيل الفترة المقبلة.
■ كلمنا عن قراءتك الأولى لسيناريو «الفتوة» وتخوفاتك منها؟
- جذبتنى الشخصيات وعلاقاتها والمعانى التى تعكسها، وأكثر شىء تخوفت منه كان تصويرنا فى زمن مختلف عن زمنا الحالى، محتاج تركيز من الجميع طوال الوقت، وكنت متخوفا من تصميم ديكور، وصراحة المهندس أحمد عباس يعتبر هو نجم المسلسل، لأنه استطاع نقل وتصميم ديكور لحى «الجمالية» كاملًا، بتفاصيل مبهرة وصادقة، إضافة للملابس التى كانت تخوف بالنسبة لى، بمجرد تجاوز المرحلتين وشاهدت الديكور والملابس شعرت باطمئنان، وذلك سهل على الممثلين الكثير.
■ حماسك لتجسيد كاركتر «الفتوة» فى ظل التطور التكنولوجى والأفكار.. لماذا؟
- بداية كاست التمثيل تم اختياره بعناية كبيرة، يمزج ما بين الجيل الكبير، وجيل الوسط الذى أنتمى إليه، وجيل الشباب، هذا المزيج يمنح العمل غنى، لم أتحمس لتجسيد «الفتوة» لمجرد ظهورى بطلا يبرز قدرته بالإمساك بالنبوت، لكنى كنت أبحث عن تقديم مسلسل اجتماعى إنسانى مصرى خالص، يتناول هذه المرحلة فى تاريخ مصر، ويعرض نموذجا مشرفا للحارة المصرية، ينتقد السلبيات، ويعزز من الإيجابيات، والقيم النبيلة التى افتقدتها الحارة المصرية ونحتاج لعودتها، المشاعر الراقية بين الأهالى، وبرأيى الحارة فى مصر لم تتغير كثيرًا مع تتابع الأزمان، لكنها تفتقد لبعض العادات والتقاليد والعلاقات الإنسانية التى يتطلب وجودها، وهذا هو هدفى، وليس الظهور كفتوة يضرب ويتعارك ويستعرض عضلاته.
■ هل كانت لديك وجهة نظرك أو خط درامى اقترحته على كاتب العمل؟
- لم يحدث ذلك، أنا مؤمن بالتخصص، والتزمت بفكرة ورؤية هانى سرحان السيناريست، وما كان على أننى ذاكرت شخصية «حسن الجبالي» جيدًا، وأنظر لدورى فقط بعيدا عن أدوار زملائى، لا أعترض على أى منها وليس لى الحق فى ذلك، ذاكرت جيدًا الأبعاد الثلاثة لـ«حسن» الاجتماعى والمادى والنفسى، وأجتهد على نفسى جدًا مثل الطالب الذى يخوض الامتحان «أنظر فى ورقتى فقط».
■ هل حرصت على الابتعاد عن «الفتوة» كما جسده الراحل فريد شوقى؟
- مقارنتى مع القدير الراحل فريد شوقى ليست فى صالحى، ولهذا السبب كان الحرص على أن تكون فكرة المسلسل مختلفة عن موضوع فيلم «الملك» الذى تناول فيه الكاتب نجيب محفوظ سوق الخضار والصراعات داخله، بعيدًا تمامًا عن مسلسل «الفتوة» الذى يرصد زمن الفتوات بقصة جديدة وعلاقات وشخصيات مختلفة دراميًا، ولا وجه للتشابه بين العملين على الإطلاق.
■ حدثنا عن تنفيذ مشاهد الأكشن فى «الفتوة»؟
- كافة الأعمال التى قدمت عن «الفتوة» تعرضت للظلم، لأن مشاهد الأكشن لم تصور فيها بالتقنيات الحديثة، سواء الكاميرات، أو تكنيك التصوير نفسه والكادرات، والتطور التكنولوجى الذى يتمتع به الجمهور، وللأسف الأجيال الجديدة لم تشاهد الأفلام العربية التى نشأنا عليها، أفاجأ باهتمام الشباب بالأفلام الغربية، سواء أمريكانى أو هندى، وكذلك المسلسلات الغربية، ولا يتابعون الأفلام المصرية، عكس جيلنا كان وسيلة الترفيه الوحيدة هو التليفزيون المصرى الذى كان يعرض الأفلام القديمة وحفظناها عن ظهر قلب، وبالتالى فإن إلقاء الضوء على زمن الفتوات يعتبر عامل جذب للجماهير من الشباب الذين لم يشاهدوا ولم يطلعوا على الكثير من خصائص تلك الفترة من تاريخ مصر.
■ هل تطلب منك تدريبات من نوع خاص؟
- بالتأكيد كنت أتدرب بشكل يومى على كيفية مسك «العصا» أو النبوت، مع «عزب» المتخصص فى تنفيذ المعارك من هذا النوع، قبل كل مشهد، وأتذكر مشهدا مع الفنان ضياء عبدالخالق تم عرضه، تعرضت فيه لإصابة بسبب خطأ غير متعمد من ضياء الذى ضربنى بالـنبوت فى معدتى، وشعرت وقتها بآلام شديدة، ولم ألجأ إلى الدوبلير فى تنفيذها حرصًا على المصداقية مع الجماهير.
■ حدثنا عن تحضيراتك لشخصية «حسن الجبالى»؟
- ذاكرت الورق جدًا، وكونت تاريخا لـ«حسن»، أستحضره مع كل مشهد، أن والده كان فتوة تعرض للقتل الغدر أثناء الدفاع عن الغلابة، وعلاقته بوالدته، وكل أهل الحارة، شهم، ويبدو ذلك على ملامحه وتعبيرات وجهه دائما تكون مصاحبة للموقف الذى يعيشه، عشت مشاعره وأخلاقه، وساعدتنى الملابس أن قربتى للشخصية.
■ أين كان التحدى فى تجربة «الفتوة»؟
- كل دور أقدم عليه فى حياتى هو تحد جديد، أجتهد وألتزم وأطور من نفسى، لأن تلك العناصر هى التى تصنع النجاح، وأعتبر التحدى الأكبر فى «الفتوة» هو الديكور.
■ وماذا عن المشهد الذى يصعب أن تنساه فى «الفتوة»؟
- مشهد إنسانى هو الأصعب فى المسلسل بالنسبة لى، وسيكون مفاجأة للجمهور يعرض ضمن الحلقات المقبلة.
■ العمل لا يحتوى على ألفاظ أو مشاهد دموية.. هل كنت حريصا على ذلك؟
- هذه رؤية المؤلف، وأحترمها بالتأكيد، وأرفض دائما تناول أى ألفاظ أو كلام فج أو تصرفات، هذا أمر مهم جدًا بالنسبة لى، وأدرك أن الدموية غير مألوفة للمشاهد العربى فى الدراما التليفزيونية.
■ وماذا عن طبقة الصوت الخاصة بـ«حسن»؟
- كان مثار اهتمام كبير بالنسبة لى، أن يكون تون صوته مميزا وقويا وأجش ودافئا وعميقا بنفس الوقت، ليتناسب مع تكوينه الجسمانى، وكان أمرا صعبا الحقيقة.
■ كلمنا عن الجانب الرومانسى فى حياة «حسن الجبالى»؟
- بالفعل هناك خط رومانسى بين حسن وشخصية «ليل»، التى تجسدها مى عمر ضمن الأحداث، وهى فنانة هائلة، سعيد بالتعاون معها، هذا الدور يرد على الظلم الذى تتعرض له، وسيبرز إمكانياتها كممثلة، وكذلك هناك جانب رومانسى بين هنادى مهنى وأحمد خالد صالح مفاجأة.
■ دائمًا ترفض مقولة بطل العمل لماذا؟
- لأننى «ترس فى آلة»، والمسلسل عمل جماعى، بطولة كل الممثلين، وهو شعارى دائمًا، وأنا ضد مصطلح البطولة المطلقة، ولا يوجد ممثل ينجح بمفرده، لابد أن تكتمل كافة العناصر معًا لإنجاحه أو العكس.
■ ماذا عن رؤيتك للموسم الحالى مع تقديم أفكار جريئة ومتنوعة؟
- القائمون على الإعلام فى مصر لديهم خبرة واسعة فى الاستثمار بالدراما التليفزيونية فكريًا وفنيًا وماديًا، رغم الضغوط المحيطة أنظر إلى كم الأعمال المعروضة هذا الماراثون، والأفكار، والميزانيات الضخمة، كل «مليم» ينفق فى مكانه، نعيش طفرة فنية ومضمونا قويا وعميقا بعيدًا عن الأفكار السطحية فى كل المسلسلات، وأتمنى التوفيق لكل زملائى، وأن يلقى الفتوة إعجاب الجماهير والنقاد.
■ تكرار تعاونك مع المخرج حسين المنباوى هل يأتى فى صالحك؟
- «الفتوة» هو تجربتى الثالثة مع حسين المنباوى، وهو مخرج فنان ورائع، حسن الخلق، أفضل دائمًا التعاون مع فنان محترم، لم أشاهده يتلفظ بكلمة جارحة، حساس، أعمل معه بارتياح، يحب الممثل ويهتم به، سواء كان كبيرا أو صغيرا، ليس لديه تفرقة، مدرك لأدواته، محترم، يفهم فى أداء الممثل، وجهنى فى بعض المشاهد واستفدت منه وأضاف لى الكثير فى هذا المسلسل على مستوى التمثيل، لأنه موهوب ومثقف، صاحب رؤية، فريقه محترف، وكذلك للمرة الثانية أتعاون مع الكاتب هانى سرحان، وهو عظيم الموهبة رغم صغر سنه، يعمل على نفسه ويزيد من ثقافته وسيكون من الكبار إن لم يكن كذلك.
■ ماذا عن الصعوبات الخاصة بالتصوير فى زمن كورونا؟
- الصعوبات فى مهنة التمثيل صعبة جدًا، لان العمل الفنى قائم على العديد من العناصر، النص والصوت والكاميرا والتصوير والديكور والممثلين والموسيقى التصويرية والميكساج والمونتاج، كل هذه العناصر يجب أن تكون على أعلى مستوى حتى نحقق الإبداع، إذا اختل أى من تلك العناصر تحدث أزمة، العمل فى هذه الصناعة جماعى لا يمكن اختزاله فى شخص، وبسبب كورونا كنت أضع المطهرات على باب منزلى أستخدمها للتعقيم قبل دخولى المنزل، وأرفض التلامس مع أولادى وزوجتى، إلا بعد الاستحمام حبًا فيهم وخوفًا عليهم، ودائما لدى مطهرات فى التصوير وأغسل يدى دائمًا، وصعوبات المهنة مثلها كأى صناعة فى المجتمع.