x

عمال النظافة يحاربون «كوفيد- ١٩» داخل «مستشفيات العزل»

الإثنين 27-04-2020 00:08 | كتب: محمد محمود رضوان |
عمال النظافة يمستشفى حميات الإسماعيلية عمال النظافة يمستشفى حميات الإسماعيلية تصوير : آخرون

عمال النظافة داخل مستشفيات العزل والحجر الصحى لا يقل دورهم عن دور الأطباء فى محاربة انتشار فيروس «كورونا المستجد»، إذ يحاصرهم الموت فى كل مكان، لكنهم بنفوس مطمئنة وهمم قوية يواجهون هذا الوباء القاتل، وهدفهم الأوحد خدمة المرضى والمصابين وتقديم الرعاية الصحية لهم على أكمل وجه حتى يعودوا إلى أسرهم سالمين.

«المصرى اليوم» رصدت مهام هؤلاء العمال، الجنود المجهولين على خط الدفاع الأول المشارك مع الأطباء والتمريض فى محاربة الفيروس، فمن داخل مستشفى حميات الإسماعيلية، قال أحد المسؤولين عن أعمال النظافة: «أعمل منذ سنوات بهذه المهنة، التى أرى أنها من أرقى الأعمال التى تقدم خدمات على أرض الواقع للمرضى وبشكل مباشر، وعند علمى بظهور فيروس كورونا تمسكت بعملى أكثر، واحتسبته لوجه الله تعالى فى خدمة المصابين بهذا الفيروس القاتل لتكون خدمتهم فى ميزان حسناتى، وفى حالة إصابتى- لا قدر الله- سأكون شهيد عملى فى خدمة المرضى».

وأضاف: «مهام عملى تتطلب التواجد فى كل الأماكن وغرف العزل الموجودة بالمستشفى لتنظيفها وتعقيمها، ومنذ ظهور هذا الفيروس تم تكثيف أعمال التعقيم والنظافة بالاستقبال، خاصة أنه القسم المسؤول عن استقبال حالات الاشتباه، وبدورى أقوم بأعمال التعقيم والتطهير على مدار الساعة، ورغم كل ذلك، فإن راتب عامل النظافة لا يكفى لسد احتياجات منزله، فهو يحصل على 1400 جنيه فقط، بينما يقدم خدمة للجميع تساوى الملايين، وهى أعمال التنظيم والتعقيم للحالات المصابة بالفيروس.. ويتعرض للموت كل يوم».

وقالت نورهان حسن، إحدى العاملات بمستشفى الحميات: «إحنا بنشتغل لخدمة المرضى، وكل حاجة على الله.. فأنا أعمل 12 ساعة يوميًا، ويبدأ اليوم فى الـ7 والنصف صباحًا بالحضور واتخاذ إجراءات التعقيم، ثم ارتداء ملابس الوقاية والماسك الخاص، ونبدأ بأعمال التنظيف فى الأقسام الداخلية، ثم غرف عزل المصابين أو المشتبه فى إصابتهم، ونقوم خلال ذلك بارتداء بدلة الوقاية كاملة، ومنها إلى قسم الاستقبال، حيث يتم تكثيف أعمال التعقيم به بالكلور والمواد المطهرة الأخرى».

ومن داخل مستشفى «أبوخليفة للطوارئ»، قال أشرف عبدالله عبدالحميد، 30 سنة، عامل نظافة، إنه يباشر عمله منذ أكثر من شهرين من العمل المتواصل فى خدمة المرضى المصابين بالفيروس، مستدركًا: «كل العمال يعودون إلى المنازل بعد 14 يومًا من العمل داخل الحجر الصحى مع المصابين، لكننى رفضت العودة إلى منزلى وأولادى، وفضلت الاستمرار فى عملى، ولن أعود حتى خروج آخر مريض من المستشفى وشفاء كل الحالات المصابة.. أعلم جيدًا أننى أستقبل الموت كل لحظة وأن إصابتى بالفيروس قريبة جدًا، لكننى ألتزم فى الوقت نفسه بجميع الاحتياطات الكاملة من ارتداء بدلة الوقاية والماسك والنظارة الواقية.. نحن فى معركة شرسة ضد الفيروس، ولن أترك ميدان المعركة إلّا بعد الانتصار عليه.. فيه حد سمع عن واحد مصرى بيحب بلده بيهرب من الحرب ومن الميدان وسط المعركة؟! ».

وأضاف «أشرف»: «طبيعة عملى التعامل المباشر يوميًا مع الحالات من خلال مساعدة التمريض فى إخلاء الغرف من المرضى وسلات المهملات، ثم مباشرة أعمال النظافة داخل غرف المرضى وغرف العزل، وبعدها يتم تعقيم الغرف بالكامل عن طريق الرشاشات الموجودة داخل المستشفى، وخلال عملى على مدار الـ3 أشهر الماضية، تعرضت لموقف صعب جدًا أثناء مساعدتى مُغسّل الموتى بالمستشفى فى أعمال الغسل والتكفين، حيث يتطلب ذلك التعامل المباشر مع أجساد قتلها الفيروس، إضافة إلى استقبال أكثر من 27 حالة مصابة فى يوم واحد.. لكن تبقى أسعد لحظة فى حياتى هى التقاط الصور التذكارية مع المرضى المتعافين وتوصيلهم إلى بوابة المستشفى الرئيسية للعودة إلى أسرهم وحياتهم الطبيعية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية