علق الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على إمكانية أن يكون سيدنا إدريس هو من علم المصريين بناء الأهرامات، قائلا: «هناك قرائن تساعد على هذا التصور، من ضمنها أن بناء أبوالهول سابق على بناء الأهرامات».
وأضاف في برنامج مصر أرض الأنبياء، المذاع على فضائية CBC، أن أبوالهول على خلاف ما قدسوا القدماء، إذ كانوا يُصورون مقدساتهم على صورة طائر أو حيوان، أما أبوالهول فقد صُمم برأس إنسان وجسد أسد، والأسد معروف عنه القوة، والنزاهة، وكل هذا الكلام يدل على معرفة القدماء بالحيوان قبل تصويره حتى يأتي رامز لهرمس الهرامسة بهذا الوجه الإنساني، إذن فهو إنسان، ورأس الإنسان يشير أنه عاقل، مفكر، لديه منطق وترتيب، عنده علم وتراكم معرفي، مضيفًا «عمرنا ما شفنا حيوان عمَّر الأرض».
وتابع أنه إذا قلنا أنه يرمز إلى إدريس ببناء الأهرامات إذًا هذا اعتراف منهم بالجميل لمن علمهم هذا البناء، وهذا موجود كقراءة للأحداث التي تمت في أزمنة بعيدة جدًا، وما نقوله ليس فيه انتقاصا لاحد ولا تأويل لشيء باطل، ويجوز أن نفكر بهذه الطريقة.
وأوضح أن سيدنا إدريس كانت رسالته التوحيد ونزل عليه نحو 30 صحيفة، كـ«صفحة»، وهذه الصحف كان بها طريقة للعبادة، كيف تعبدالله، كيف تتعامل مع نفسك، كيف تتعامل مع الكون، ومع الآخرين.
واستكمل، أنه ذُكر إدريس عليه السلام، بأنه كان صدِّيقًا نبيًا، وأن اللّه رفعه مكانًا عليًا، موضحًا أنه وقف المفسرون مع الروايات الواردة عن أنبياء بني إسرائيل، مؤكدًا أن سيدنا إدريس أول نبي أرسل إليه سيدنا جبريل، وأنه كان ضارعًا وملتجئا إلى الله، وكثير الذكر، فصادق ملكًا، ورفعه إلى السماء، وهو في السماء الرابعة قابل ملك الموت، وسأله متى يحين أجل إدريس، فقال ملك الموت، إن إدريس سيقبض الآن، فقبضت روحه في السماء الرابعة، لافتًا إلى أنه يقصد بتفسير «ورفعناه مكانا عليا» بمعنى أنه عُرج به إلى السماء، ثم أجله انتهى، وهذه رواية، لكن الرواية الصحيحة أن النبي رأى روحه في السماء الرابعة في ليلة الإسراء والمعراج، حسب ما رواه البخاري.