مع بداية ساعات حظر التجوال، الذي فرضته الحكومة ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد، يتوجه «سيد» في كل ليلة إلى «أصحابي وحبايبي» ليقدم لهم الطعام، ويقوم بتنظيفهم يوميًا «بخاف عليهم من الفيروس».
أخبار متعلقة
«سيد مشعل»، نقاش، يجلس يوميًا على حافة سور أسمنتي بشارع البحري بوسط مدينة الإسماعيلية، وتتجمع حوله أعداد كبيرة من قطط الشوارع بأحجام وأعمار مختلفة، جميعهم يلتفون حوله بحثًا عن الطعام أو الاهتمام والرعاية «أنا بعمل كده مرتين في اليوم منذ 5 سنوات».
ويقول الرجل الستيني لـ«المصري اليوم»، إنه «بعمل كل يوم أكلة مختلفة عن اليوم اللي قبله، ساعات سمك أو فراخ، وبنضفها وأطبخها كويس قبل ما يأكلوها»، مشيرًا إلى أنه تكلفة الطعام كبيرة «بجيب الأكل بـ1500 جنيهًا شهريًا»، حسب قوله.
يروي «سيد» بداية حكايته مع قطط الشوارع «بدأ عشقي لقطط الشوارع عندما وجدت قطة ولدت وأنا قاعد على القهوة، أخدتها معايا البيت، وقمت برعايتها ومولودها، وبعدين جبتهم إلى هذا المكان، وأقوم برعايتهم وجميع القطط يوميًا».
ومع بداية حظر التجوال لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد«، يرى»سيد«أنه»من لا يَرحم لا يُرحم.. كان لازم يكون هناك من يشعر بمعاناة تلك الحيوانات، لذلك قررت مع بداية ساعات الحظر أتوجه إلى تقاطع شارعي البحري ورضا، لأجد عشرات من القطط بأحجام وأعمار مختلفة لتناول الطعام«.
اهتمام الرجل الستيني بقطط الشوارع لم يقتصر على تقديم الطعام لهم فقط «بقوم بتطهير عيونهم عن طريق محمول ملح، ثم دهان على الفروة لعدم الهرش، وكمان بجيب سرنجات صغيرة بداخلها لبن لإرضاع الصغار من القطط».
لا يحتاج سيد مشعل إلى أي مساعدات مالية أو مادية لاستمراره في اهتمامه بقطط الشراع «اللي عاوز يساعدني يجيب أدوية أو طعام للقطط فقط، انا مش مستني تبرعات من أي حد.. الحمد لله معاشي مكفيني ومش مستني مقابل من حد»، حسب قوله.
