أقيمت أول صلاة تراويح فى المسجد الأقصى والمسجد الحرام والمسجد النبوى، فى إطار الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا الذى تسبب فى استمرار غلق المساجد طوال شهر رمضان، حيث نشرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس على صفحتها بموقع فيس بوك أن المسجد الأقصى خلا من آلاف المصلين فى التراويح واقتصرت الصلاة على الأئمة وحراس وموظفى الأوقاف وقليل من المرابطين، فيما أقيمت صلاة التراويح فى المسجدين الحرام والنبوى بالمملكة العربية السعودية، 5 تسليمات فقط مع استمرار تعليق حضور المصلين.
فى القدس خلت أول صلاة جمعة من المصلين فى المسجد الأقصى بأمر من الاحتلال الإسرائيلى، ووزارة الأوقاف الإسلامية، منذ 22 مارس الماضى، للحد من انتشار الفيروس وتماشيا مع الفتاوى الشرعية والنصائح الطبية التى تحذر من التجمعات الكبيرة فى ظل انتشار الوباء.
ووفق وكالة «معا» الفلسطينية، فإن هذه المرة الأولى التى يغلق فيها المسجد الأقصى لهذه الفترة من الزمن، حيث أغلق قبل ذلك ليوم واحد، بعد إحراقه عام 1969، على يد شخص أسترالى، كما أغلقته شرطة الاحتلال الإسرائيلى أكثر من مرة فى السنوات الأخيرة، بحجة تنفيذ عمليات طعن وإطلاق نار قرب بواباته، ولكن لساعات أو يومين على الأكثر.
وحول صلاة التراويح أوضح مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسوانى، أن أذان الصلوات لم يتوقف منذ تعليق دخول المصلين إلى الأقصى فى 22 مارس الماضى، وسيستمر هذا الحال فى شهر رمضان كذلك، حيث ستقام صلاة التراويح فيه كل ليلة، وستبث للعالم عبر صفحة المسجد على فيس بوك.
ولم تكتف إسرائيل بمنع الصلاة فى الأقصى بسبب كورونا، ولكن نادى المستوطنون باقتحام الاقصى لإقامة صلوات تلمودية ضمن مخططات التقسيم الزمانى والمكانى الذى يسعى الاحتلال لفرضه فى الأقصى، يوم الخميس، وعادة ما يقتحم المستوطنون الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت من باب المغاربة، وسط حماية قوات الاحتلال.
وفى السعودية صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على إقامة صلاة التراويح فى الحرمين الشريفين وتخفيفها إلى خمس تسليمات وإكمال القرآن الكريم فى صلاة التهجد مع استمرار تعليق دخول المصلين، والاعتكاف، وذلك لمنع انتشار كورونا. وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن الهدف من الاختصار والتخفيف تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، مع استمرار إقامة شعيرة القيام وختم القرآن الكريم فى جنبات الحرمين الشريفين، حيث ستقتصر الصلاة على المصلين لصلاة العشاء.
وذكرت الوكالة الرسمية السعودية أن السديس أشاد بالموافقة الكريمة التى تدل على حرص القيادة على تطبيق شرع الله، بحزمة من الإجراءات الاحترازية، وإلمامها بفقه النوازل، وحرصها على حفظ النفس.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو من التليفزيون السعودى، يوضح نقل صلاة التراويح من الحرم المكى، بإمامة السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى.
وفى المدينة المنورة أقيمت أول صلاة تراويح مقتصرة على مصلى العشاء فقط، مساء أمس الأول، فى المسجد النبوى، وسط إجراءات احترازية مشددة تشهدها البلاد لمواجهة كورونا، وذلك بحسب «واس» التى أوضحت أن هناك تكثيفا لأعمال التنظيف والتطهير الخاضعة لاشتراطات ومواصفات عالية لا تؤثر فى الصحة العامة بالإضافة إلى كاميرات حرارية كاشفة لدرجات الحرارة للأشخاص أثناء الدخول للمسجد والتى تعمل بدقة عالية على بعد بلا توقف.
وعلقت صحف فرنسية على تعليق الصلوات فى المساجد الأقدس لدى المسلمين فى شهر رمضان، حيث قالت صحيفة «لوموند» رمضان حزين بالنسبة للمسلمين، بعدما تطلبت محاربة الفيروس غلق المساجد لمنع التجمعات الكبيرة، حيث أشارت إلى فتح صلوات التراويح جزئيا فى المساجد الثلاثة، لكنها أشارت إلى أن روحانيات شهر رمضان لدى المسلمين باتت حزينة بسبب الإجراءات الاحترازية فى المساجد.
وأصاب فيروس كورونا نحو مليونين و800 ألف شخص حول العالم، منهم 14 ألف شخص فى السعودية و480 فقط فى فلسطين، فيما توفى أكثر من 190 ألف شخص فى العالم، منهم 121 فى السعودية و4 فى فلسطين.