x

خالد منتصر الطاعون المصرى الجديد خالد منتصر الإثنين 22-02-2010 08:46


فيروس سى هو طاعون مصر الجديد، ولكنه طاعون نستطيع ترويضه والقضاء عليه ببعض التكاتف والتعاون والتنظيم، عرفت قسوة هذا الفيروس وشراسته لأننى قبل أن أكون طبيباً فأنا ابن من أبناء قرية دمياطية فى شمال الدلتا، فقدت 99% من أقاربى وأهلى نتيجة هذا الفيروس اللعين ومضاعفاته من تليف وسرطان، كانت ثقافة الوقاية شبه منعدمة، وكان العلاج شبه مستحيل، أما الآن فالعلاج متوفر ومتاح ولكن يد وزارة الصحة منفردة لاتستطيع التصفيق، كانت هناك عائلات فى قريتى بالكامل ينقرض شبابها وشيوخها وأطفالها بفيروس سى، كنا نعرفهم ونحن أطفال لم نعرف كلمة الطب بعد، عيون صفراء...أيد دافئة... بطون نفخها الاستسقاء... سيمفونية إع اللعينة عندما ينزف المرىء ويتقيأون دماً!!، عرفت بعدما دخلت كلية الطب أن هذه هى المرحلة المتأخرة التى من الممكن جداً تحاشيها ببعض الثقافة الصحية والعلاج المبكر.
أرقام مفزعة ومرعبة أرسلها د.هشام الخياط أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس تؤكد لنا أهمية انطلاق حملة مقاومة فيروس سى وضرورة إنشاء صندوق رعاية المرضى المصابين به، يؤكد د.الخياط فى رسالته على أن أرقام الإصابة بفيروس سى فى مصر مفزعة، فمن 10 إلى 15% من المصريين مصابون بفيروس سى فى مراحل مختلفة، ويقدر العدد الإجمالى بحوالى 7 - 8 ملايين مصرى منهم على الأقل 3 ملايين مصرى يعانون من الالتهاب الكبدى المزمن سى ويجب علاجهم حتى لاتحدث المضاعفات، وللأسف تزداد الحالات السنوية بـ100 ألف حالة جديدة من جراء العدوى الناتجة عن غياب الوعى الصحى واستخدام أدوات غير معقمة وسرنجات مستخدمة أكثر من مرة، وأيضاً عن طريق الانتقال العائلى من مصاب الى أفراد العائلة، كما أنه فى آخر إحصاء لوزارة الصحة تقدر عدد الوفيات من مرضى الكبد سنوياً بأربعين ألف حالة سنوياً منهم 6000 حالة وفاة ناتجة عن سرطان الكبد سنويا، وعدد الوفيات بمضاعفات مرضى الكبد يمثل 10% من إجمالى حالات الوفيات فى مصر من الأمراض المختلفة، كما تقدر عدد حالات التليف الناتج عن فيروس سى بحوالى 900 ألف مريض، منهم 90 ألفاً مصابون بالفشل الكبدى ومنتظرون زراعة الكبد، أرقام مخيفة وتستحق وقفة حاسمة من جميع الجهات المعنية بالأمر.
العلم فتح باب الأمل، والعلاج صار متاحاً وإذا تم القضاء على فيروس سى بالإنترفيرون طويل المفعول لن يعود الفيروس للظهور مرة أخرى كما يؤكد د. الخياط، ويكون الشفاء تاماً بلاعودة للمرض حسب الدراسات الحديثة التى تمت على مدى 5 إلى7 سنوات بعد 6 أشهر من الشفاء من انتهاء العلاج، كما أن الأبحاث العلمية الجديدة تؤكد قدرة الإنترفيرون طويل المفعول مع الأدوية الحديثة التى تحبط من تكاثر الفيرس والتى تؤخذ بالفم مثل التليبرفير والبوسيبرفير وكذلك عقار النيتازوكسنيد الذى يحفز من نشاط الإنترفيرون، فباستخدام هذه الأدوية الحديثة مع الإنترفيرون يتم شفاء 80% من المرضى المصابين.
مطلوب حملة قومية لإنقاذنا من طاعون العصر الحديث.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية