رغم الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا، وتحذيرات وزارة الصحة من الاختلاط، لا تعترف الشوارع التجارية في المنصورة بالفيروس، وتضرب بجميع الإجراءات عرض الحائط.
«المصري اليوم» رصدت زحامًا شديدًا وتلاحمًا بين آلاف المواطنين في شوارع "العباسي والسكة الجديدة وبورسعيد والخواجات والجلاء" المعروفة بنشاطها التجاري، وذلك قبل يومين من حلول شهر رمضان المبارك.
وتنتشر محلات الملابس والأحذية والأدوات المنزلية والألعاب والفوانيس ومحلات الموبايلات وغيرها، بخلاف المطاعم ومحلات العصائر الموجودة لتقديم خدماتها للتجار وللجمهور، وسط غياب أمني ملحوظ.
ولجأت جميع المحال في تلك الشوارع إلى فرش بضائعها على الأرصفة، فضلًا عن انتشار الباعة الجائلين بكثافة، وتزاحم المواطنين عليها بفعل العروض التنافسية، قبل سريان حظر التجوال في الخامسة مساء.
ورغم وجود شوارع العباسي والسكة الجديدة وبورسعيد على بعد خطوات من مديرية أمن الدقهلية، إلا أن الشوارع خلت تمامًا من أي تواجد أمني أو أي إجراءات لفض التجمعات التي حث عليها رئيس مجلس الوزراء.
والتقت «المصري اليوم» بعدد من التجار الذين أكدوا أنهم مضطرين للفتح بسبب الموسم، وأنهم ملتزمون بالإغلاق في الخامسة مساءً، ويقول أحمد السيد، صاحب محل ملابس: «شوارع العباسى والسكة الجديدة وبورسعيد والخواجات قبلة جميع أبناء المحافظة بسبب تفاوت الأسعار».
يضيف: «ده موسم، وصعب المحلات تقفل لأن إحنا بنعتمد على النصف الثاني من شعبان وشهر رمضان في تحقيق نسبة مبيعات عالية تعوض الكساد في بقية الشهور الأخرى».
وقال عمر عبدالوهاب، تاجر لعب أطفال: «أنا بآجى من مركز المنزلة علشان أشتري ألعاب وفوانيس رمضان علشان أقعد أبيعها للناس عندنا ولازم أتحمل الزحام ده وإلا حالي يقف».
وأرجع عبدالهادي حسن، من الباعة الجاىلين، سبب الزحام إلا قلة ساعات العمل بعد قرار إغلاق المحلات في الخامسة مساءً: «كل سنة الشارع دي بتبقى زحمة جدا لكن هذا العام الزحام أكثر حدة بسبب إغلاق المحلات في الخامسة».
فيما أكدت بثينه عمر، ربة منزل، أن «الناس في المناطق التجارية تتعامل بلامبالاة في ظل انتشار كورونا»، قائلة: «الناس في المناطق دى في وادي تانى خالص مش حاسين بالكارثة اللى ممكن تنتظرهم بسبب الزحام والتلاحم».
وحذر الدكتور عبدالباسط صالح، رئيس قسم الأمراض الصدرية بجامعة المنصورة، من التلاحم والزحام الشديد بتلك المناطق، قائلا: «على الرغم من أن الإصابات في مصر مازالت تحت السيطرة لكن منحنى الإصابة في صعود».
أضاف: «الدولة وضعت تدابير كثيرة لمنع التجمعات، لكن المواطنين لا يتحملون المسؤولية، وللأسف مثل هذه التجمعات قد تتسبب في كارثة محققة لأن الناس دى من مختلف مراكز المحافظة ولو واحد بس مصاب سيتفشى المرض بكل المحافظة».