x

وزير الأوقاف: الالتزام بإجراءات مواجهة «كورونا» واجب ديني ووطني

الخميس 23-04-2020 01:09 | كتب: أحمد البحيري |
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف - صورة أرشيفية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

صرّح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بأن فرضية الصيام قائمة على رأي وخطاب الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، الذي أكد نصا: «بأنه لا يوجد أي ضرر على غير المريض بفيروس الكورونا المستجد من الصيام، ولا توجد أي أبحاث تثبت أي نوع من أنواع الضرر من الصيام على غير المصابين بالفيروس»، وهو ما أكدته أيضًا منظمة الصحة العالمية.

وقال وزير الأوقاف في تصريحات، مساء الأربعاء، إن ما اتخذناه من قرارات تتعلق بشأن تعليق الجمع والجماعات وصلاة التراويح بنيناه علميًّا على رأي أهل العلم والاختصاص من الجهات الطبية وعلى رأسها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية اللتين أكدتا ولا زالتا تؤكدان على خطورة التجمعات في نقل العدوى بفيروس كورونا المستجد، وفقهيا على ما علمنا ديننا الحنيف إياه من أن حياة الساجد قبل عمارة المساجد، وأن الحفاظ على النفس من كل ما يعرضها للهلاك من المقاصد الضرورية الكلية لديننا الحنيف.

وأضاف الوزير: وبخصوص صلاة التراويح ذكرنا أن الإمام مسلم قد أفرد في صحيحه في كتاب المساجد بابًا لاستحباب صلاة النافلة في البيت، تحت عنوان: «باب استحباب النافلة في بيته وجوازها في المسجد».

واستطرد قائلا: هنا عليك أن تتأمل في فقه العنوان الذي أضفى صفة الاستحباب على صلاة النافلة في البيت وصفة الجواز على صلاتها في المسجد، وذلك لقول نبينا «صلى الله عليه وسلم» في الحديث الذي أخرجه الشيخان: الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما عن سيدنا زيد بن ثابت «رضي الله عنه» أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال: «فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ»، والحديث في أعلى درجات الصحة، وأخرج الترمذي في سننه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «رضي الله عنه»- أيضًا -، عَنِ النَّبِيِّ «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» قَالَ: «أَفْضَلُ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ»، سنن الترمذي: أَبْوَابُ الصَّلَاةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» بَابٌ: مَا جَاءَ فِي فَضْلِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ.

أوضح الوزير أن أهل العلم ذكروا أن لصلاة النافلة في البيوت فوائد، منها: حصول البركة بالصلاة فيها، وشهود الملائكة لها، ونفرة الشيطان منها.

وقال: أما بخصوص صلاة قيام رمضان «التراويح»، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِت «رضي الله عنه» أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» اتَّخَذَ حُجْرَةً، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ» «صحيح البخاري، كِتَابُ الْأَذَانِ بَابُ صَلَاةِ اللَّيْلِ، حديث رقم٧٣١».

وأضاف: وإذا كان الرأي على جواز صلاة التراويح في البيت وصلاتها في المسجد، مع ترجيح لهذا أو ذاك، فإن ذلك كله مرتبط بالأحوال العادية الطبيعية، لكن الأمر مختلف في أوقات النوازل والجوائح التي يتقدم فيها الحفاظ على النفس على ما سواه، وإذا كان رأي أهل العلم قد أجمع على تعليق الجمع والجماعات في المساجد حفاظًا على النفس البشرية، من باب أن الساجد قبل المساجد، وأن الحفاظ على حياة الساجد من الهلاك أولى من عمارة المساجد، فإن تعليق صلاة التراويح في المساجد أولى، وإذا كان أهل العلم والاختصاص قد أكدوا أن إقامة الجمع والجماعات بالمخالفة لقرارات جهات الاختصاص إثم ومعصية فإن جمع الناس للتراويح في المساجد أو الساحات أو البدرومات أو أسطح المنازل بالمخالفة لتوجيهات جهات الاختصاص، بما قد يسهم في نقل العدوى بفيروس كورونا ويعرض حياتهم للخطر هو من باب أولى إثم ومعصية.

وأشار الوزير إلى أنه علينا أن نتذكر أن الذي علمنا أن نقول في الأذان: «حي على الصلاة» هو رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الذي علمنا أن نقول في أذان النوازل «ألا صلوا في رحالكم».

وقال: وعليه نؤكد: أن المسموح به في المساجد خلال الشهر الكريم شهر رمضان المبارك في ظل الظروف الراهنة هو رفع أذان النوازل دون سواه، وذلك في المساجد دون الزوايا والمصليات، حيث يستمر غلق الزوايا غلقا تاما، مع تأكيد الوزارة على ضرورة الالتزام برفع أذان النوازل بجميع المساجد دون تقصير في ذلك، سائلين الله «عز وجل» أن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد، عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين.

وأضاف الوزير: أننا نؤمل في وعي الشعب المصري العظيم وعمق حضارته وتفهمه لطبيعة الظرف الراهن ومساعدة جميع مؤسسات الدولة في إجراءاتها الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، لنتمكن معًا بفضل الله «عز وجل» ثم بالتزامنا بكل الإجراءات الوقائية، وتضرعنا بصدق إلى الله «عز وجل» أن نعبر ببلدنا إلى بر الأمان.

وشدج وزير الأوقاف على أن إنهاء الخدمة عقوبة من يخرج على تعليمات الوزارة أو يحرض على الخروج عليها، وفِي حالة مخالفات تعليمات الوزارة بشأن تعليق الجمع والجماعات بالمساجد في التراويح أو غيرها ستكون العقوبة إنهاء خدمة جميع العاملين بالمسجد إماما وعمالا وكل من قصر في عمله بما أسهم في وقوع المخالفة بلا أي تردد أو توان وبكل حسم، وأنه لا مكان في وزارة الأوقاف لأي شخص يحمل فكرًا متطرفًا أو عقلًا متحجرًا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية