«وجود الأطفال في المستشفى مشكلة».. كانت مشكلتنا الوحيدة حتى من قبل بدء العمل كيف سنتعامل مع الأطفال في الحجر، ولكن السؤال الأصعب ماذا سنفعل لو كان الطفل ليس معه أسرته، هكذا يقول الدكتور محمد عبادى، رئيس قسم الأطفال بمستشفى عزل كفر الدوار.
ويضيف «عبادى» لدينا في العزل 8 أطفال تحت سن 10 سنوات وحالتين 12 و15 سنة، موضحًا لدينا 4 أطفال من أسرة واحدة، من محافظة المنوفية، لحسن الحظ أنه معهم والدتهم، وبينهم أصغر طفل محتجز وعمره عامين ونصف وشقيقه 4 سنوات والذين تم وضعهما مع والدتهما في غرفة بينما تم وضع شقيقيهما «5 سنوات» و«7 سنوات» في غرفة أخرى وتلك تمثل مشكلة لنا لوجود طفلين في هذا السن محتجزين في غرفة وحدهما.
ويضيف «عبادى» بوجود طفلين عمر كلًا منهما 5 سنوات، أحدهما مع والده المصاب في المستشفى، بينما والدته في مستشفى العجمي، والأخر أتى مع والدته المصابة بالفيروس، والتي كان معها طفل عمره 8 شهور نتيجة المسحة الخاصة به سلبية تم إعادته مع أقاربه لأسرته.
واعتبر «عبادى» أن من رحمة الله به أن الحالات توجد أسرها معها، وإن كانت توجد مشكلة في الطفلين المحتجزين في غرفة وحدهما رغم وجود والدتهما وشقيقيهما في غرفة أخرى، مضيفًا بوجود طفلين آخرين من محافظة المنوفية أعمارهم 5 و6 سنوات مع والدتهم، وأن الحالتين الأخرىتين لبنتين أعمارهما 12 و15 سنة، من قرية بولين بكفر الدوار، والذين يوجد 7 آخرين من أسرتهم في المستشفيات الأخرى.
ويوضح «عبادى» أن الأطفال يخافون من ملابس الأطباء، وطبيعيًا أن يهاب الأطفال مشهد الواقيات نفسها والملابس، ونحاول التغلب على ذلك بإعطائهم ألعاب بحسن الاستقبال والمعاملة، ومشكلتنا إنه حتى لو ابتسمنا فالقناع يغطى الابتسامة، ونحاول تغيير الواجهة التي يراها «الطفل المحبوس في السن ده حتى لو مع أسرته»، عن طريق إعطائه لعبة وأنا أقوم بالكشف عليه لنُغير الواجهة أنك «داخل له متغلف ومش شايف منك حاجة حتى لو ابتسمت ما يشوفش حاجة قدامه».
وشدد «عبادى» على أهمية دور الأهالي في المجتمع المحيط في المستشفى، بإرسال الألعاب والهدايا للأطفال المحتجزين والتي تشغلهم عن فكرة «الحبس في الغرفة»، مشيرًا إلى أنه في البداية طاقم أطباء المستشفى أتوا ببعض الألعاب ولكن الأهالي تولوا عن الأطباء تلك المهمة، مؤكدًا على دور طاقم التمريض في احتواء الأطفال ورعايتهم وتطمينهم بما يساعد الأطباء بشكل كبير على إنجاز عملهم وطمأنة الأطفال.