فى سابقة أولى فى تاريخ الكنيسة المصرية، أقامت الكنائس المصرية بطوائفها المختلفة قداسات عيد القيامة دون حضور شعبى، التزاما بقرارات سابقة بغلق الأديرة والكنائس فى إطار المساهمة مع القرارات الحكومية الاحترازية للحد من التجمعات لمواجهة تفشى جائحة كورونا.
أخبار متعلقة
وترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس القيامة دون حضور شعبى، وصلى بمشاركة ١٤ من أساقفة الكنيسة قداس عيد القيامة مساء السبت، فى كنيسة التجلى بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وهى المرة الأولى التى تصلى فيها صلوات «أسبوع البصخة» انتهاء بقداس عيد القيامة دون حضور شعبى.
وقال تواضروس فى عظته خلال الاحتفال: «رغم أن الظروف فى هذا العام لم تسمح بالاحتفال الكامل فى كنائسنا بسبب الإصابات الموجودة على مستوى العالم من جراء هذا الوباء وبلادنا أيضًا تتأثر به، ولكننا احتفلنا به هذا العام احتفالا روحيًا عائليًا ومنزليًا بصورة رائعة وصورة الاحتفال وكل أسرة فى البيت، ونتابع الصلاة من خلال شاشات التليفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وهى وسيلة قوية جدًا لبناء الفكر الروحى فى الأسرة والمذبح العائلى وتجديد الحياة الروحية داخل البيت الواحد».
وتابع: «أثبتت قيامة المسيح أن الحياة أقوى من الموت، وأن الحب أسمى من الكراهية، وأن الخير أقوى من الشر، وأن الحق أسمى من الباطل، ونحن نفرح بالقيامة المجيدة فى هذا الاحتفال المحدود هذا العام، ولكن فرحة القيامة لا تحدها أى أحداث، فالقيامة فى حياة الإنسان وقلبه، ورغم تعرّض بلادنا وبلاد العالم لوباء غير مسبوق وزيادة عدد المصابين ولكن نشكر الله أن بلادنا تنبهت مبكرًا وبدأت فى الإجراءات الاحترازية التى تساعد فى تقليل وحصر هذه العدوى التى تستطيع أن تطول أى إنسان».
فى سياق متصل، احتفلت الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، مساء أمس الأول، بعيد القيامة دون حضور شعبى، وترأس القداس البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، من إكليريكية القديس «لاون الكبرى» للأقباط الكاثوليك.
وقال إسحق فى عظته: «نصلى من أجل وطننا الحبيب مصر، ومن أجل الرئيس عبدالفتَّاح السيسى لينعم الرب عليه بالصحة والنعمة كى يواصل خدمته للوطن مع جميع المسؤولين وكل من يقوم بعمله بإخلاصٍ وأمانة، ونلتمس شفاعة أمنا مريم العذراء، الشاهدة الأمينة على قيامة المسيح، كى يبارك الله تعالى شعب مصر ويحفظه من كلِّ شرّ».
وتابع بطريرك الكاثوليك: «متَّحدون مع البابا فرنسيس ومع كلّ الَّذين يحتفلون بعيد القيامة، نرفع صلاتنا فى هذا المساء المبارك من أجل عالمنا الذى نعيش فيه، لكى يسكب الله رحمته ونعمته على كل البشريَّة، فيتوقَّف خطر وباء كورونا ويعمَّ الخير والسلام، نُصلِّى طالبين للمرضى شفاءً، وللموتى رحمة، وللحزانى عزاءً، ولكلِّ مِنْ له تعب فى مواجهة الأخطار ومساندة المحتاجين شجاعة وقوَّة».
واعتبر اسحق «أن قيامةَ المسيح دعوةٌ إلى الثِّقةِ والرَّجاءِ، وهى عربونُ الحياةِ الَّتى لا تموت، فبقيامةِ المسيح يشعرُ الإنسانُ بأنَّه غير مخلوق للموت، لأنَّ قيامةَ المسيح هى عربونُ قيامتنا، تفتح أمامنا آفاقًا واسعةً للحياة، وهى البذرة التى تُحوِّل العالم وترقى به، وتجعل منَّا مخلوقين خلَّاقين». فى السياق نفسه، احتفلت الطائفة الإنجيلية بمصر، مساء أمس الأول، بعيد القيامة، بكنيسة مصر الجديدة الإنجيلية، برئاسة الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر.
وقال زكى: «أشكر الرئيس الذى هنأنا بالعيد، وعلى قراراتِهِ ومواقفِهِ التاريخيَّةِ غيرِ المسبوقةِ إزاءَ أزمةِ تفشِّى فيروس كورونا، فالدور الذى لعبَه الرئيس كانَ حاسمًا لتجنُّبِ الكثيرِ منَ المخاطرِ التى كانَ منَ الممكنِ أن تعصِفَ بالبلادِ مثلمَا حدَثَ فى العديدِ منْ بلادِ العالمْ، وعبّر عن خالصِ الامتنانِ لكل العاملين فى القطاعِ الطبِّى، الذين يمثِّلونَ بحقّ جيشَ مصر الأبيضْ، ويخاطرونَ بحياتِهم فى سبيلِ سلامةِ وصحةِ المواطنين، وأشكرُ شعبَنا المصريَّ العظيمَ، لالتزامه بالتعليماتِ والإجراءاتِ التى اتخذتها الحكومةُ من أجلِ العبورِ من هذهِ الأزمةِ بسلامْ، ولقدْ أثبتتْ هذهِ الأزمةُ أنَّ لدينا وطنًا ننتمى إليهِ ونحبُّه ويهتمُّ هو بنا، قيادةً وحكومةً، فقد استطاعتْ بقراراتٍ حكيمةٍ هادئةٍ وأداءٍ راقٍ أنْ تجنِّبَ مصرَنَا الحبيبةَ ويلاتٍ كثيرةً».
إلى ذلك، بعث اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، أمس، برقية تهنئة إلى البابا تواضروس الثانى بمناسبة عيد القيامة.
وجاء نص البرقية: «يطيب لى أن أبعث لقداستكم بالأصالة عن نفسى وبالإنابة عن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وأبناء الجيزة بخالص التهانى القلبية بهذه المناسبة العظيمة التى تجسد أجمل معانى المحبة والإخاء، راجياً الله العلى القدير أن يوفقكم ويمتعكم بوافر الصحة والسعادة متمثلين دائما بالقيم السامية التى جسدها السيد المسيح رمز التسامح والعطاء، وأن تعم دعوته إلى الخير والسلام ربوع مصرنا الغالية».
وهنأ المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا بوثيقة الأخوة الإنسانية، البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، والإخوة المسيحيين بعيد القيامة.
وكتب عبدالسلام عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: «خالص التهانى لقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ولكل الإخوة المسيحيين، بمناسبة عيد القيامة».
وتابع: مظاهر التعايش والمحبة التى يتميز بها المصريون تبعث الأمل والتفاؤل فى قلوبنا جميعا، فقد اعتاد المصريون أن يحتفلوا معًا فى كل المناسبات والأعياد مسلمين ومسيحيين، وإن منعنا الوباء من الاجتماع سويًا هذا العام، فلن يمنع قلوبنا أن تظل مجتمعة ومترابطة على الخير والمحبة.
