استقبل عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، السفير السويسرى بالقاهرة الدكتور دومنيك فولجر، وأبدى موسى استياءه من نتائج الاستفتاء الذى جرى فى سويسرا بشأن حظر بناء مآذن المساجد هناك، الذى وصفه بـ«التطور السلبى الخطير».
وطالب موسى السفير السويسرى بضرورة معالجة الموقف باللجوء الفورى إلى المحاكم الأوروبية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، مشدداً على أن هذا التصويت يمس حقوق المواطنين المسلمين المقيمين فى سويسرا.
من ناحيتها، أدانت مؤسسة «فريدوم هاوس» الأمريكية تصويت حظر بناء المآذن، ووصفته بأنه «نكسة للحرية الدينية»، معتبرة أنه يعد «تراجعاً خطيراً للحرية الدينية فى سويسرا التى تفتخر بأنها واحة للحرية والتسامح الدينى».
وقالت جنيفر ويندسور، المدير التنفيذى لفريدوم هاوس، إن «قوة الديمقراطيات الحقيقية تكمن فى قدرتها على حماية حقوق جميع مواطنيها، وليس فقط على مصالح الأغلبية، مضيفة أن «سويسرا ودولاً أوروبية أخرى اليوم مقصرة فى التزاماتها لحماية حقوق المهاجرين وحقوق الأقليات الدينية».
كما انتقدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة قرار الحظر الذى فرضته سويسرا، مشيرة إلى أنه «يزيد الانقسامات ويتعارض مع التزامات سويسرا القانونية الدولية»، وقالت نافى بيلاى، المفوضية السامية، إن حظر أى هيكل معمارى ينتمى للإسلام أو أى ديانة أخرى، يعتبر، بوضوح، عملاً يدل على التمييز البغيض.
على صعيد الدول الإسلامية، وصفت إيران نتائج الاستفتاء بأنه يمثل «ضربة للحريات الدينية التى ينادى بها الغرب»، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لشبكة «برس. تى. فى» إن إيران تعتبر هذا الاستفتاء بمثابة «خطوة غير مناسبة، كما أنه يتعارض مع مزاعم الغرب عن الديمقراطية واحترام الأديان».
وفى تركيا، حيث غالبية المسلمين فى سويسرا يحملون جنسيتها، أدان رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوجان، قرار حظر بناء المآذن فى سويسرا، معتبرا إياه علامة على «التمييز والعنصرية» فى أوروبا.
وتزامنت ردود الأفعال المنتقدة للقرار إسلامياً مع استنكار نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر لقرار الحكومة السويسرية، إذ وصف النادى، فى بيان له، قرار الحظر بأنه دليل على «عدم التسامح لدى هذه الشعوب التى تطالب بحرية الأديان وهى قامعة لها، ويعكس حالة الكراهية للشعوب الإسلامية والعربية التى تبنى هذه الجوامع للعبادة والصلاة».
وأدان المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قرار الاستفتاء السويسرى، معتبراً إياه تشويهاً لصورة الدين الإسلامى، وتجسيداً للتعصب غير المبرر ضد دور العبادة الإسلامية.
على الصعيد الأوروبى، أكدت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالميرى أن حظر المآذن «يعرض أمن البلاد للخطر»، معربة عن قلقها إزاء تداعيات تصويت مواطنيها على حظر المآذن، وحرصت على طمأنة الدول الإسلامية بقولها «إن الاستفتاء لا يغير من أهداف السياسة الخارجية لسويسرا».
وفى ألمانيا، رفضت غالبية الألمان أن تحذو حذو سويسرا فى حظر بناء مآذن المساجد فى بلدهم، إذ صوت 67% من الألمان ضد حظر بناء المآذن فى بلدهم مقابل 36% وفقاً لاستطلاع رأى أجرته قناة «انى تى فاو» الإخبارية الألمانية على موقعها الإلكترونى.
وفى فرنسا، اعتبر الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، أن نتيجة الاستفتاء تعكس مخاوف عامة من الشعوب التى لا تريد أن ترى طبيعة بلادها تتغير وتتبدل، وقال ــ خلال اجتماعه بنواب الحزب الفرنسى الحاكم «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية» - إن الناس سواء فى سويسرا أو فى فرنسا تريد أن تحافظ على هويتها الوطنية.