نجحت كوريا الجنوبية فى احتواء فيروس كورونا بشكل كبير، رغم أنها سجلت 10564 ألف إصابة، بينهم 225 حالة وفاة، فيما بلغ عدد المتعافين أكثر من 7500، واستخدمت السلطات تطبيقا على الهواتف المحمولة لمتابعة القادمين من الخارج، وقاعدة بيانات «المدينة الذكية» لآلاف المصابين، ومن خالطوهم، وأساور إلكترونية لتعقب مخالفى الحجر الصحى، دون أن تضطر إلى الإغلاق الشامل للاقتصاد الرابع فى آسيا، أو فرض قيود إلزامية على الناس، أو إرغام الشركات على عمل الموظفين من البيوت.
وقال الرئيس الكورى الجنوبى، مون جيه- إن: «استطعنا دون اللجوء للإغلاق أو حظر التحرك الحفاظ على استمرار العمل فى مصانعنا إلى حد كبير»، وقال وزير الصحة الكورى بارك نيونج- هو: «نحن فى معركة قد تستمر أشهر أو سنوات مع كورونا».
ويقول خبراء إن استراتيجية احتواء الفيروس فى كوريا الجنوبية شملت حملة مكثفة لتعقب المخالطين وإجراء الاختبارات كان لها أبلغ الأثر فى الكشف عن بؤر العدوى مبكرا، وأدت تلك الإجراءات لتقليص الوقت اللازم لتتبع تحركات مريض من حوالى يوم إلى 10 دقائق، وتعتزم السلطات التوسع فى قاعدة بيانات «المدينة الذكية»، وإلزام مخالفى الحجر الصحى على ارتداء أساور تعقب، وتبادل المعلومات بين المدن عن حركة السير والتلوث، مما أدى لتقليل وقت الوصول للمصابين وعزلهم.
وقالت السلطات إنها تحتاج موافقة الشرطة للاطلاع على المعلومات وإن استخدام قاعدة البيانات سيقتصر على عدد محدود لضمان سرية المعلومات الشخصية غير المقصودة، وسيتم حذف المعلومات عند احتواء الوباء، وذلك بعدما أبدى ائتلاف يضم 17 منظمة حقوقية مخاوف فيما يتعلق بالخصوصية من وسائل التعقب، وقالت السلطات إن الأساور لن تستخدم إلا بموافقة المرضى.
كما شددت الحكومة الرقابة على الحدود، بعد اكتشاف أن نصف المصابين مؤخرا لمسافرين قدموا من الخارج، وأنشأت ممرات خاصة فى مطار إنشيون بالعاصمة لإجراء فحوص لمن تظهر عليهم أعراض، وإجراء اختبارات خلال 3 أيام لمن ليس لديهم أعراض، ويتعين على القادمين من الخارج تنزيل تطبيق تعقب المواقع، والإبلاغ عن أى أعراض، وعزل أنفسهم لمدة أسبوعين، وبعدها تظهر رسالة تبلغ المستخدمين بأنهم أحرار وبإمكانهم حذف التطبيق، كما تأمل السلطات فى تبنى سياسات التباعد الاجتماعى وتجنب التجمعات الكبيرة والخروج من المنازل دون فرض أوامر، وتطوير أنشطة فى البيوت والمكاتب والأماكن العامة لتقليل تفشى الوباء، والسماح باستئناف النشاط الاقتصادى والحياة الاجتماعية، وتقليل الازدحام بأماكن العمل، بجانب اتخاذ تدابير وقائية بالمدارس والكنائس والمنشآت الترفيهية، ووضع جداول تطهير وإرشادات للمسافات وفحص درجات الحرارة.
وفى الوقت نفسه، توجه الناخبون لمراكز الاقتراع لانتخاب أعضاء البرلمان وسط إرشادات صارمة بشأن السلامة، ويبلغ عدد مراكز الاقتراع 14 ألفا تم تعقيمها، وتم إلزام الناخبين بارتداء الكمامات، وقفازات بلاستيكية خلال التصويت والحفاظ على مسافة الأمان، واستخدام معقم اليدين، وقياس درجة الحرارة فى مراكز الاقتراع، ووضع من تزيد درجة حرارتهم على 37 فى غرف خاصة.