100 ألف مواطن كانوا مستهدفين، السبت، خرج للبحث عنهم 15 ألف متطوع والجائزة لمن يجدهم هو دخول موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية. الأميون فى أحياء «القاهرة والجيزة والإسكندرية والشرقية والسويس والمنوفية وبنى سويف والمنيا وسوهاج» كانوا هدفا عاجلا لمتطوعى «صناع الحياة» بناء على اتفاق مع مسؤولى موسوعة جينيس» وبسبب هذا الاتفاق غيرت حملة «العلم قوة» التى أطلقتها جمعية صناع الحياة خطتها لتصبح فتح فصول محو أمية لـ100 ألف أمى فى يوم، بعد أن كانت الخطة فتح الفصول لـ120 ألف أمى فى عام.
الهدف الأول من هذه الحركة التطوعية المفاجئة كان الرغبة فى دخول موسوعة «جينيس» بعمل تنموى يمحو تحطيم مصر للأرقام القياسية فى الأمية، لكن بجانب هذا الهدف هناك هدف تاريخى آخر يسعى إليه «صناع الحياة»، وهو منافسة جيل 1973 فى يوم مجدهم: «حلمنا أن ندخل على يوم 6 أكتوبر بمجد جديد صنعه هذا الجيل».
انتشر الشباب فى نقاط التجمع بالمناطق المستهدفة فى التاسعة صباحا، استعدادا لجمع الرقم المستهدف خلال 12 ساعة، ففى منطقة «عين شمس» كانت تستهدف ياسمين عشوش وزملاؤها 1000 أمى، وطمأنها قليلا فى النصف الأول من اليوم أن فريقها استطاع تجميع 400 أمى.
مرحلة ما بعد تجميع الأميين لم تكن تقلقها.. تقول ياسمين: «بعد تجميع عدد مناسب من الأميين لفتح فصل كنا نتوجه إلى أقرب مسجد ونستأذن إمامه لأن المنطقة لم تكن بها مدارس كافية، لكن الأمر لا يقلقنا، فحتى لو لم تكن هناك مساجد لكنا أقمنا فصول فى الشارع، الأمر بالنسبة لنا تحد كبير لن نتنازل عنه».
الحوار بين «ياسمين» و«الأمى الكسول» فى المنطقة كان كالآتى دائما، الأمى: «أنا خلاص راحت عليا وسنى كبر»، ياسمين: «فيه أكبر منك اتعلموا»، الأمى: «معاييش فلوس أتعلم»، ياسمين: «مش هتدفع حاجة». وبعدما تنجح «ياسمين» فى إبطال حجج الأمى يصمت قليلا فتبادره «ياسمين» بسؤال كان هو الدافع وراء قرار أغلب المسنين دخول فصول محو الأمية: «مش عاوز تتعلم تقرأ القرآن، أو الإنجيل؟».
بعد سباق مع الزمن دقت الساعة التاسعة مساء، فجلس 14 ألفاً و300 متطوع يلتقطون أنفاسهم، بعدما استطاعوا تجميع 76 ألف و230 أمياً، من مختلف الأحياء والمحافظات.
23 ألفاً و770 أمياً كان من الممكن أن يُدخلوا «صناع الحياة» موسوعة جينيس، لكن الشباب اعتبروا تعليم أكثر من 70 ألف أمى وفتح أكثر من 6 ألاف فصل محو أمية فى يوم واحد إنجازاً لا يقل أهمية عن «جينيس»، وأن دخول الموسوعة كان حافزا أدى غرضه.