استنكر الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامى، ما وصفه بمبالغة البعض فى ردود الفعل حول قضية حظر بناء المآذن فى سويسرا، وقال: «نحن نتمسح فى قضية معاداة البعض للإسلام حتى نخلق وحدة صف وهمية.. إحنا مجتمع مهزوم لا نفكر إلا فى الشكل ونبتعد عن الجوهر دائماً ومش لاقيين غير قضية ماتش مصر والجزائر ومن بعدها المآذن فى سويسرا حتى نتحدث عنها ونساهم فى إبعاد الانتباه عن قضايا أخرى أكثر أهمية».
وأوضح عمارة فى تصريح لـ«المصرى اليوم»: إن الاتجاه العلمانى فى أوروبا يقوم على أساس فصل الدين عن الدولة، ومنع الرموز الدينية عن الظهور أياً كان الدين. وقال: «على سبيل المثال عندما منع شيخ الأزهر النقاب فى مصر، فقد منع مجرد رمز ولم يمنع ممارسة الشعائر الدينية بشكل عام،
وفى أوروبا يؤمنون بحتمية فصل الدين عن الدولة لذا فإنهم يهتمون بنزع الرموز الدينية حتى لا ينشأ الأطفال بشكل عقائدى تعصبى من وجه نظرهم، ويجب أن نركز على أن ما تم منعه هو بناء المآذن فقط، ولم يشيروا من قريب ولا من بعيد إلى حرية ممارسة الشعائر الدينية هناك أو إلى منع المسلمين من ممارسة حياتهم فى سويسرا بشكل طبيعى».
وقال عمارة: «الأسئلة التى يجب أن نضعها أمامنا عندما نفكر فى تداعيات هذا القرار الذى جاء باستفتاء عام: هل هناك خوف على الدعوة الإسلامية فى سويسرا وهل سنمنع من التحدث لوسائل الإعلام السويسرية لأننا مسلمون، وأخيراً هل ستمنع سويسرا أى مسلم يقيم فيها أن يرفع دعوى قضائية فى محاكمها حال تعرضهم لأى اضطهاد دينى؟».
وأضاف عمارة: هذا هو جوهر القضية وليس شكلها الخارجى، وهذا ما يجب أن نسأل عنه إذا كنا بحق نخاف على الإسلام والمسلمين فى الخارج، وإذا نظرنا إلى الأمر بدقة سنجد أن هذا التصرف ليس خوفاً من انتشار الإسلام هناك، بدليل أن أعداد المسلمين هناك فى تزايد مستمر حسب الإحصائيات الرسمية.
