x

باحث إسرائيلي يضع تصورا للحرب القادمة بين القاهرة وتل أبيب على أرض سيناء

الأحد 08-07-2012 18:22 | كتب: محمد البحيري |
تصوير : other

توقع باحث عسكري إسرائيلي أن تندلع حرب جديدة بين مصر وإسرائيل، على ضوء وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، تعيد إسرائيل خلالها احتلالها لسيناء، فيما يعجز الجيش المصري عن عبور قناة السويس.

وقال الدكتور إيهود عيلام، الباحث في الشؤون العسكرية، وسبق له أن أعد دراسات وأبحاث لصالح أسلحة الجيش الإسرائيلي المختلفة، في مقال له بمجلة الجيش الإسرائيلي «إسرائيل ديفينس»، الأحد، إن ثورة 25 يناير وترسيخ المكانة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين قد يؤدي إلى وقوع احتكاكات بين مصر وإسرائيل، قد تصل إلى مواجهة شاملة، بسبب الانفلات الأمني في سيناء والفلسطينيين وحركة حماس.

وتوقع أن تكون سيناء هي ميدان الحرب بين الجانبين، وأن يتم فيها تطبيق أساليب وأنماط مختلفة عما سبق استخدامه خلال الحروب التي دارت بين الدولتين في الفترة السابقة، بدءا من حرب 1948 وحتى حرب أكتوبر 1973، مع الأخذ في الاعتبار بعض التطورات التكنولوجية والتغيرات التي طرأت على الجيشين المصري والإسرائيلي.

وقال إن التفوق الجوي سيكون عاملا حاسما في تلك الحرب، ووصف القوات الجوية المصرية بأنها قوية للغاية، وتضم أكثر من 200 طائرة من طراز «إف 16»، كما أن الجيش الإسرائيلي قد يكون مشغولا بالقتال على جبهات أخرى متزامنة، مثل «حزب الله» وإيران، وربما حماس وسوريا أيضا، الأمر الذي سيشتت تركيز سلاح الجو الإسرائيلي في مواجهة نظيره المصري.

وتوقع أن يؤدي ذلك إلى عدم قدرة أي طرف على فرض سيطرته الجوية في المرحلة الأولى من القتال، كما ان قوات الدفاع الجوي المصرية قد تزيد من صعوبة مهمة الطائرات الإسرائيلية.

واوضح ان الهدف الرئيسي لكل طرف سيكون اجبار قوات الخصم على مغادرة سيناء، وان إسرائيل قد تجد صعوبة في تلك الحرب لانها لم تمارس الحرب الحقيقية منذ عام 1982، ولم تخض معارك ضد دبابات او تتلقى ضربات من الجو. وهناك عناصر جديدة ستشهدها هذا الحرب، حيث من المنتظر ان يخوض سلاح البحرية الإسرائيلية معركة في مواجهة الاسطول المصري لاول مرة منذ حرب اكتوبر 1973، في البحرين الاحمر والمتوسط.

وهناك عامل خاص آخر يتمثل في ان كلا الجيشين سيستخدمان آلاف المعدات والاسلحة الامريكية المتشابهة، مثل طائرات "إف 16"، و"إم 113"، الامر الذي سيزيد من تعرض الجيشين لنيران متشابهة.

ويرى ايهود عيلام انه سيكون من السهل نسبيا على الجيش الإسرائيلي التغلغل في عمق سيناء، في ظل غياب قوات مصرية تمنعه من ذلك، كما توقع ألا ينجح الجيش المصري في تكرار انجاز حرب اكتوبر 1973، وأن يفشل في عبور قناة السويس، لكنه أكد أن سرعة حركة الجيش المصري مع بداية الحرب ستفاجئ إسرائيل، مطالبا الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتنفيذ هجمات مضادة لوقف الجيش المصري، ومنع تقدم القوات المصرية حتى تجنيد قوات الاحتياط الإسرائيلية.

وقال الباحث الإسرائيلي ان من الافضل لمصر من الناحية العسكرية الاعتماد على خط المعابر، او ان تتقدم باتجاه الحدود الإسرائيلي، وتنسحب عند الضرورة إلى للدفاع عن العمق، الامر الذي يتطلب قدرة عالية على المناورة. لكنه رجح ان يدفع الكبرياء الوطني الجيش المصري إلى تلقي اوامر بمنع الجيش الإسرائيلي من تحقيق اي انجاز على الارض، بما يعني تبني استراتيجية الدفاع المتقدم عند الحدود المصرية الإسرائيلية، وهو اسلوب قد يكلف مصر كثيرا، على غرار ما حدث في حربي 1956 و1967، فضلا عن ان الجيش المصري سيواجه صعوبة هذه المرة في عدم وجود بنية تحتية له في شمال سيناء، وخطوط نقله وإمداده ستكون طويلة للغاية.

ولفت ايهود عيلام إلى ان الجيش الإسرائيلي سيواجه معضلة مشابهة اذا تغلغل في عمق سيناء. فاذا استمر القتال ولو في صورة حرب استنزاف سيؤدي بقاء إسرائيل في قلب سيناء إلى اقامة بنية تحتية لخدمة اغراضه، مثل نقل تدريجي لقاعدة النقب العسكرية، بما يساعد القوات الإسرائيلي في السيطرة على سيناء.

واوضح ان بوسع الجيش الإسرائيلي ان يتبنى سياسة الدفاع الجوال في انحاء سيناء، او البقاء في النقب وتنفيذ غارات في عمق سيناء فقط لتنفيذ عمليات محددة، مثل التغلغل لتدمير قوة مصرية، ثم الانسحاب إلى النقب مجددا.

واكد ان التحدي الاكبر للجيش الإسرائيلي في اية حرب مستقبلية مع مصر هو طبيعة القوة البشرية، لان الجندي الإسرائيلي تدرب خلال العقود الاخيرة على حروب العصابات والتصدي للعمليات الارهابية، وليس ضد جيش كبير وحديث وشامل مثل الجيش المصري

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية