الذين قرأوا صحف الأمس لابد أنهم قد توقفوا أمام خبر فيها، حول إجمالى دخل الرئيس الأمريكى أوباما، خلال 2012.
طبعاً.. ليست هذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها الرئيس الأمريكى، سواء كان هو أوباما أو غيره، عن إجمالى دخله، فهذه الحكاية تحدث عندهم فى كل عام، ولابد أنها لا تستلفت انتباه أحد هناك، لأنها متكررة وعادية، ولا مفر للرئيس منها، ليبقى بعد ذلك أن تستوقفنا نحن هنا من حيث معناها.
وربما يكون الجديد فيها هذه المرة أن دخل «أوباما» كان فى حدود 800 ألف دولار، فى 2011، وأنه انخفض فى 2012، ليصل إلى حدود 600 ألف، وأن هذا الرقم لا يمثل صافى راتبه الذى يقل عن 400 ألف دولار سنوياً، ولذلك فالباقى قد جاءه من عائد تأليف كتب له فى السوق.
وكنت قد كتبت من قبل، وكتب غيرى، وكنا نطالب بأن يعلن الرئيس مرسى عن حجم راتبه على الناس، ولكن أحداً فى رئاسة الجمهورية لم يهتم، ولايزال راتب الرئيس فى مصر نوعاً من الأسرار الكبرى التى لا يجوز لأحد الاطلاع عليها، رغم أننا فى زمن ثورة أو هكذا نفترض، والمفروض أن ما كان سراً على الناس قبل هذه الثورة لم يعد كذلك بعدها!
إلى الآن، لا نعرف كم يتقاضى «مرسى» فى كل شهر.. هل يتقاضى مليوناً؟!
هل يحصل على أكثر من هذا المبلغ؟!.. هل يحصل على أقل منه؟!.. هل يتنازل عن راتبه كما قيل؟!.. لا إجابة!
وكنت من جانبى، قد طرحت السؤال على مستوى أقل حين كتبت يوماً فى الصفحة الأولى من الوفد، فيما بعد 25 يناير عما يتقاضاه الوزير فى مصر، وكان أن رد الدكتور حازم الببلاوى وقتها على ما كتبته، وكان الرجل وزيراً للمالية ونائباً لرئيس الوزراء، ومما قاله، فى رده الذى وصلنى فى خطاب رسمى، أنه كوزير يحصل على 30 ألف جنيه شهرياً، وكانت هذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها وزير فى مصر عن حجم راتبه، فلم يحدث ذلك من قبل منذ قامت ثورة يوليو 1952 إلى أن بادر الدكتور الببلاوى وأعلنها بشجاعة سوف تظل محسوبة له طول الوقت.
والسؤال هو: هل لايزال راتب الوزير كما أعلنه «الببلاوى»؟! هل زاد؟!.. هل انخفض؟! هل.. هل؟!.. إنها كلها تساؤلات معلقة فى الهواء بما يجعل الموضوع كله نهباً للشائعات فى كل أحواله!
بقى أن نعرف، أن أوباما لا يجاهر براتبه فقط، ولا بإجمالى دخله وحده، وإنما ينادى دائماً بفرض ضرائب 30٪ فى بلاده على كل شخص يزيد دخله السنوى على 250 ألف دولار، ولهذا فإنه لا يكتفى بالإعلان عن مجمل ما حصل عليه، ولكنه يدعو الدولة إلى أن تأخذ منه النصيب الأكبر لخزانتها العامة، فيضرب القدوة لغيره من مواطنيه مرتين.. ولن نمل من السؤال: كم يتقاضى «مرسى».. وكم يسدد من الضرائب؟!