ليست الكوميديا هى ما يقدمه باسم يوسف فى برنامجه.. إنما الكوميديا الحقيقية هى ما نسمعه من قادة الجماعة، من تصريحات أو ما نراه منهم من سلوك ومواقف. هى «الكوميديا السوداء» كما يعرّفها نقاد الأعمال الدرامية - أى إنها من النوع الذى يجعلك تخلط البكاء بالضحك مصداقاً للمثل القائل: «شر البلية ما يضحك»!.
لعل هذا هو السبب الحقيقى وراء ملاحقتهم لـ«باسم يوسف» بمحاولات المنع حتى تخلو لهم الساحة ليرتعوا فيها دون منافس ينجح فى جذب الجماهير حوله.. ليتركهم فى العراء دون مصفق!.
انظر إلى صور هؤلاء التى يطالعوننا بها عبر الشاشات أو صفحات الجرائد، لتجد الابتسامة قد قفزت تلقائياً إلى وجهك. بسبب تلك الصور الكاريكاتيرية التى يعجز أمهر رسام كاريكاتير عن رسمها، فإذا تحدث أصحابها وجدت الابتسامة التى كانت تعلو وجهك وقد اتسعت لتصبح بعرض الضحكات المجلجلة. ثم إذا فكرت فيما نطق به هؤلاء، وجدت الحسرة التى قد تدفعك إلى البكاء، لأن هؤلاء هم الذين يعتلون صهوة الوطن!
من أين يأتى باسم يوسف بمادة السخرية التى يقدمها؟! أرى أن «مرسى» و«بديع» و«العريان» و«البلتاجى» و«حجازى» و«أبوإسماعيل» هم فريق الإعداد الحقيقى فى برنامج باسم يوسف، ومن حق هؤلاء جميعاً أن يطالبوه بحق الأداء العلنى. ويشاركوه الأرباح التى يجنيها من برنامجه الساخر. كما يحق لهم مطالبته بكتابة أسمائهم على «تتر» البرنامج قبل أسماء فريق الإعداد الذى يطالعنا به باسم على الشاشة دون وجه حق فى ذلك!.
لقد حبا الله باسم يوسف بالطلعة البهية، و«الخلقة» الجميلة. ليجعل السخرية التى تنبعث منه مقصورة على ما يقوله فقط. أما السخرية التى تنبعث من هؤلاء، فهى سخرية مضاعفة، شكلاً ومضموناً!
برنامج «مرسى» أكثر إثارة للضحك من «برنامج» «باسم» وما يقوله «مرسى» فى خطاباته هو الكوميديا التى لا تدانيها كوميديا باسم أو حتى على الكسار. هى أقرب إلى الكوميديا التى تخصص فيها يونس شلبى بالذات. حين اشتهر بالأدوار التى يبدو فيها قليل التركيز. كثير التوهان. ثم بعد ذلك كله يأتى من يقول بأن باسم يوسف قد أهان الرئيس. بينما الرئيس حقيقة هو الذى أهان باسم يوسف. وأهان منصب الرئيس. وأهاننا جميعاً!