x

رامي جلال أنا ونابليون والكشري رامي جلال الأحد 07-04-2013 23:10


ليس خفياً إلا ويستعلن.. ويا خبر بفلوس بكرة يبقى بـ«صكوك».. فلا تصدق أنه توجد شفرات وأسرار فى حياتنا، والشفرة الوحيدة التى لا حل لها هى «شفرة الموس» (أداة حلاق)، وهى تختلف عن «شفرة مورس» (أداة اتصال)، فلا تنبهر بكلمة «شفرة»، فبعض الشفرات هى «أى كلام» مثل «شفرة دافنشى»، وبعض الشفرات هى «مجرد كلام» مثل «شفرة برايل».. وأيضاً لا تنبهر بكلمة «سر»، فحتى كتاب «السر» لـ«روندا بايرن»، الذى أقام الدنيا وأقعدها، يتلخص فى تقديرى فى ثلاث كلمات فقط لا غير هى (تفاءلوا بالخير تجدوه)!!

ويستطيع أى شخص بعشرين جنيهاً فقط أن يفك شفرة أى تليفون محمول (المصرى أبهر العالم!)، ومع ذلك إياك أن تصدق أن الـ«شفرة الوراثية» تحتاج إلى «ريسيفر» لفكها، بل تحتاج فقط إلى وقت.. وكلمة الشفرة باللغة الإنجليزية هى الـ«كود»، وهى تختلف عن الـ«كودية» وهى المتخصصة فى فك «شفرة العفاريت».. وعفاريت هذه الأيام لا يخشون «الكودية» طالما وجدوا الـ«كرودية» الذى يصدقهم ويقول آمين.

والشفرة الوحيدة التى نتمنى جميعاً فكها هى «شفرة المستقبل»، لكن حتى تلك الشفرة ليست مستعصية، لأن قراءة المستقبل رهن بمعرفة الماضى، ويقولون إن «من درى أخبار من قبله، أضاف أعماراً إلى عمره».. والتاريخ دائرة وليس خطاً مستقيماً، ولذلك فهو مرتبط بمصطلحات مثل «عجلة الزمن» و«دائرية الحدث» و«الدنيا دوارة»! فالتاريخ هو مرآة نرى فيها مستقبلنا، مع ملاحظة أن هذه المرآة لا تعطينا بالضرورة صورة واضحة، فالتاريخ يكتبه المنتصرون والأقوياء، وهم بكل أسف ليسوا دائماً على حق!

وبغض النظر عمن يكتب التاريخ، يمر الزمن وتستقر الأحداث فى الكتب ويعلوها التراب لنكتشف مجموعة من المسلمات، مثل أن أغلب الثورات تشبه «نوبة البرد»، تبدأ بالقىء فتأتى بأسوأ ما فى بطن الشعوب، ثم تنهض الأمم من الفراش وتتعافى.. لكن بعض الثورات الأخرى تشبه «نوبة الصرع» التى يصاحبها ازدياد فى كهرباء المخ، مما يمنع الشعوب عن التفكير إلا فى «نوبة الرجوع» إلى الماضى، فيتحول النشيد الوطنى إلى «عايزنا نرجع زى زمان، قول للزمان ارجع يا زمان».. وأى حدث حاضر يتحول، فور حدوثه، إلى ماض، لكن ليس كل ماض تاريخاً، فحين أكلت أنا كشرى فاسدا ونُقلت إثر ذلك للمستشفى مصاباً بالـ«تيفويد» لم يصنع هذا أى فارق، ولا حتى مع عربة الكشرى نفسها لأننى عدت للأكل منها بعد أسبوع!.. لكن حين أصيب نابليون بالـ«دوسنتاريا» يوم معركة «ووترلو» تأثر أداؤه وهُزم فتغير تاريخ العالم.. ومع الوقت يتم الكشف عن حقيقة ما حدث فى موقف ما، وهذا يختلف باختلاف الدولة، فالعالم ليس لوناً واحداً، لكنه قوس قزح، فهناك بلاد تكشف سرية ملفاتها وبلاد تكشف عذرية بناتها وبلاد تكشف رأسها وتدعى على اللى كان السبب!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية