لم تمنعها آلام المرض من استقبال زائريها بابتسامة صغيرة، جسمها الهزيل ووجهها الشاحب والضعيف يكشفان عن رحلة علاج طويلة قضتها فى مستشفى سرطان الأطفال بين الأجهزة العلاجية والأدوية، تخرج صباح كل يوم مع والدتها وأختها الصغيرة لتبدأ رحلة العلاج «اليومية». مريم محمود «6 سنوات»، التى بدأت العلاج فى المستشفى منذ أكثر من عام، واحدة من حالات الأطفال داخل مستشفى 57357.
«المصرى اليوم»، حرصاً منها على المشاركة فى أنشطة الخير وخدمة المجتمع، قضت يوماً مع أطفال المستشفى، حاولت فيه مشاركتهم أوجاعهم وآلامهم ورسم ابتسامة أمل على وجوههم، لكن الحقيقة أن الأطفال بتفاؤلهم ونقائهم هم من أدخلوا الابتسامة إلى قلوب العاملين بالمؤسسة.
«نفسى لما أكبر أكون دكتورة وأعالج كل المرضى».. أمنية تتردد دائماً فى أذهان الأطفال داخل المستشفى، فمجهودات الأطباء لتخفيف آلامهم جعلتهم يحلمون بارتداء «البالطو الأبيض»، وهى الأمنية التى تمنت «روان محمد» تحقيقها فى المستقبل: «نفسى أعالج كل المرضى ومحدش يحس بالألم اللى بحس بيه، عشان كده هطلع دكتورة زى الدكتورة بتاعتى».
ليست فقط الآلام هى آلام المرض التى يعانى منها الأطفال، لكن هناك نوعاً آخر من الآلام تشعر به أمهات هؤلاء الأطفال وأسرهم وهو الألم الأصعب. ناهد نور، والدة الطفل أحمد «5 سنوات»، الذى بدأ رحلة علاجه منذ عام ونصف العام تقول: «الألم الذى يشعر به ابنى أنا أشعر به أكثر منه، خاصة لحظة دخوله المستشفى وهو بيبكى، لأنه بقى يفهم إن ده المكان اللى بياخد دوا فيه، لكن الشىء الوحيد اللى بيخفف عنه هو زيارات الأشخاص له وتقديم اللعب له، لأنها بتشجع الأطفال على مقاومة المرض وبتعطينا أمل».