x

«جيم أوفر».. مقتبس من أشهر الأعمال الأمريكية

السبت 07-07-2012 17:01 | كتب: رامي عبد الرازق |
تصوير : اخبار

على طول تاريخها المليء بالأفلام التجارية وأفلام المقاولات لم تصل السينما المصرية إلى هذا الحد، الذى وصلت إليه على يد «السبكية»، والتركيبة الفيلمية للمنتج محمد السبكى لا تختلف كثيرا عن تركيبة شقيقه أحمد السبكى باستثناء أنه يصر على تقديم ما يعرف بالكوميديا الحركية، التى تعتمد على الصفع والضرب والقفز والشقلبة والطيران فى الهواء والسقوط، وهى من أصعب أنواع الكوميديا، لأنها تحتاج إلى تنفيذ متقن من أجل الوصول إلى حالة إيهام كاملة بحقيقة ما يحدث، مشكلة الكوميديا الحركية فى مصر أنها تنفذ ببدائية شديدة، فلا ترقى لمستوى الإيهام اللازم للإقناع وجلب الضحك، بل تتحول إلى استظراف وابتذال وسخرية من الجمهور، ولا تليق سوى بعقول الأطفال دون العاشرة، كما أنها تحتاج إلى خبرة تصوير ومونتاج كبيرة، لأن الحركة يجب أن تكون محسوبة بالكادر، والقطع يجب أن يكون دقيقا كى لا يكشف الخدعة أو يعطل الإفيه.

بقية التركيبة معروفة.. فكرة مقتبسة من فيلم «الحماة المتوحشة» أو«monster in low» لـ«جينيفر لوبيز» فى الدور الذى قدمته مى عز الدين و«جين فوندا» التى حاولت يسرا تقليدها فى دور الحماة المتسلطة، التى ترفض زواج ابنها من فتاة أحلامه لأنها تعمل عاملة نظافة، ومهنة عاملة النظافة هى الأخرى مقتبسة من فيلم «عاملة نظافة من مانهاتن» بطولة «جينفير لوبيز» أيضا، أضف إلى التركيبة الطفل «أوشه» وهو المعادل الذكورى للمعجزة «جنا» فى أفلام أحمد السبكى، وكما تقدم جنا دور الطفلة/المرأة يقدم «أوشه» دور الطفل/الرجل مع بعض التفاصيل الشعبية التى تجعل منه نموذجا جيدا لإفساد سلوكيات الأطفال، خاصة أنه يحب فتاة أكبر منه، ويتحدث عن رغبته فى الارتباط بها، وهى إيحاءات عاطفية لا تناسب هذه المرحلة العمرية حتى لو كانت فى إطار هزلى، ولا ننسى رغبة صناع التركيبة فى تقديم مشاهد أقرب لفيلم«HOME ALONE». فشل السيناريو فى تأصيل دوافع الأم لرفض الفتاة، وكان عليه أن يكتفى بفكرة الفرق الطبقى، رغم أنها مستهلكة، لكن إصراره على تقليد الفيلم الأجنبى جعل الأم تؤكد أنها تريد أن تعيش أمومتها مع ابنها، وهو مبدأ منحرف نفسيا، لأن ابنها رجل مكتمل الرجولة، محمد نور أكبر دليل على تواضع قدرات المخرج فى تحريك الممثل، مجرد شاب وسيم ببنية رياضية، حتى عندما يغنى تشعر به يؤدى ولا يُطرب، وهو اختيار سيئ، لكنه جزء من تركيبة البطل/المطرب التى يحرص عليها «السبكية»، وبينما يفضل أحمد السبكى المطرب الشعبى يفضل محمد السبكى مطربا عاطفيا على شاكلة تامر حسنى وجيله، لكن محمد السبكى لا يتنازل أيضا عن تقديم الأغنية الشعبية مستخدما تكنيك «دى جى وزة» فى صياغة الأغنية الأساسية التى «تتبارز» فيها يسرا ومى بشكل منفر جدا،

أحمد البدرى نفسه فى أضعف حالاته، فمى عز الدين تعيد إفيهاتها الملامحية والجسدية، التى أصبحت نمطية جدا، وتكررت فى «شيكامارا» و«أيظن» و«عمر وسلمى»، أما يسرا فلو أنها لم تقدم فيلما آخر تمحو به هذا الفيلم من ذاكرة جمهورها فسيكون أسوأ نهاية لممثلة كبيرة، فأبعاد الشخصية غائبة عنها تماما، وانفعال مبالغ فيه وملامح متوحشة لا تناسب فكرة ادعاء البراءة من أجل تطفيش خطيبة الابن، وعيون حادة وحواجب مرفوعة، بسبب ودون سبب، وحركة مرتبكة أمام الكاميرا، وافتعال واضح من أجل استجلاب الضحك، رغم أنها أحد أهم الثنائيات الكوميدية مع عادل إمام فى الثلاثين عاما الأخيرة. وبالطبع يصبح أهم المشاهد هو ظهور محمد السبكى، الذى ينتظره الجمهور بشغف، ويتفنن كل مرة فى اختيار موقعه، وهنا يقدمه فى آخر لقطة كاسراً الإيهام كعادته، حيث يطلب من يسرا أن تتوقف عن مطاردة مى، وظهوره هو تأكيد لنفوذه الهائل الذى لا يعطله انتقاد أو سخرية، فهو المنتصر بفلوسه وتركيبته فى معركة خسرت فيها السينما المصرية نفسها وتاريخها ومسخت حتى ملامحها التجارية التى تشكلت عبر أكثر من مائة عام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية