x

رئيس بعثة الحج يقرر صرف «ترضية» لحجاج الجمعيات المتظاهرين.. ووصول أول أفواج «السياحة» غداً

الإثنين 30-11-2009 00:00 |

قرر الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، رئيس بعثة الحج الرسمية، صرف 25 ريالاً سعودياً ترضية لكل حاج من حجاج الجمعيات الأهلية، الذين تظاهروا أمس، احتجاجاً على تدنى مستوى الخدمات المقدمة لهم، فيما يبدأ غداً وصول أول أفواج حجاج السياحة، بينما يصل الفوج الأول من حجاج «القرعة» الجمعة المقبل.

وأكد المصيلحى، خلال مؤتمر صحفى عقده فى «منى» مساء أمس الأول، أن موسم الحج هذا العام كان ناجحاً، معترفاً فى الوقت نفسه بوجود «أخطاء غير مقصودة» ـ بحسب تعبيره.

وحول أزمة حجاج الجمعيات الأهلية، قال: «أعتز بأى خطأ يمكن تداركه، وإذا لم نستفد من الأخطاء فلا يمكننا حلها»، مشيراً إلى أن الأزمة بدأت بسبب الوجبات، مضيفا:ً «لا نريد الدخول فى جدل بشأن هذا الموضوع».

ووعد بتغيير الوجبات، منوهاً بأن بعض الحجاج يجهلون الإقامة فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، «لدرجة أن البعض منهم يعتقد أنه سيقيم فى غرفة بمفرده، وهو لا يعلم كم دفعنا لكى نحجز له مساحة تعادل 90 سم فى 60 سم».

وطالب المصيلحى بضرورة إعادة الرؤية بالنسبة للمشرفين ودورهم خاصة فى «منى»، منوهاً بأن المشرف «يجب أن يكون محترفاً، ويعرف طبيعة العمل الذى يقوم به، وهو الأمر الذى لم يتوافر إلا فى مشرفى بعثة السياحة الذين لديهم الخبرة الكافية فى الحج».

وأكد أن إدارة بعثة السياحة تميزت فى السيطرة على مشكلات الزحام والصعوبة التى تواجه الحجاج فى مخيمات «منى»، مشيراً إلى أن إدارة بعثة الحج لها طبيعة خاصة، لأنها تحتاج إلى نظام محدد يمكن من خلاله الوصول إلى نتائج جيدة.

وذكر أن أهم ما سيتضمنه التقرير الذى سيتقدم به، ضرورة حل مشكلة الازدحام فى مخيمات «منى» لأنها هى الأصعب، وقال: «يجب أن يستمر التفاوض مع السلطات السعودية من أجل الوصول إلى حل بشأن مشكلة الكثافة فى المخيمات»، مشيراً إلى ضرورة وجود دورات لتوعية الحجاج وتعريفهم بالمناسك قبل الموسم، أسوة بما يحدث فى بعض الدول الإسلامية، حتى يعرف الحجاج المناسك بدقة بعيداً عن الاجتهادات «غير المسؤولة».

وكشف رئيس البعثة عن قضية فى غاية الخطورة متعلقة بإعادة النظر فى المبيت بمنى وفقاً لما نص عليه الشرع، مع ضرورة فتح باب الاجتهاد، مشيراً إلى ضرورة تفعيل فتوى فضيلة شيخ الأزهر الشريف وفضيلة المفتى بعدم المبيت فى منى، أو تتم زيادة حصة مصر فى المنطقة، مؤكداً أهمية وجود نظام يراعى الكثافة وذلك من خلال تكثيف التفاوض مع السلطات السعودية.

فى سياق متصل، أعلن الدكتور أسامة جميل، رئيس البعثة الطبية، أن عدد الوفيات بين الحجاج المصريين ارتفع إلى 19 حالة بسبب أمراض مزمنة، مشيراً إلى أنه لا توجد أى حالات اشتباه حتى الآن بأنفلونزا الخنازير، وفقاً للتقارير الصادرة من المستشفيات السعودية التى حدثت بها حالات الوفاة، وقال إن عدد المترددين على العيادات الطبية وصل حتى أمس إلى 11 ألف حالة.

وواصل أكثر من مليونى حاج أمس فى منى رمى الجمرات الثلاث فى ثانى أيام التشريق دون حوادث، حيث بإمكان المتعجل منهم إنهاء مناسك الحج مساء أمس، شرط مغادرة منى قبل غروب الشمس لطواف الوداع فى الحرم المكى، وأن من يمكث بعد الغروب فى منى يجب عليه رمى الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى مجدداً اليوم الذى تنتهى فيه مناسك الحج بالنسبة لـ3،2 مليون حاج من داخل المملكة وخارجها.

إلى ذلك أعلنت هيئة موانئ البحر الأحمر، أمس، عن مواعيد وصول حجاج القرعة والسياحة بحراً وبراً، من خلال موانيها بورتوفيق بالسويس وسفاجا ونويبع.

وأكد مصدر مسؤول بالهيئة، أن الفوج الأول من حجاج القرعة سيصل ميناء بورتوفيق يوم الجمعة المقبل، على متن العبارة «مودة»، وعليها 900 حاج من محافظات البحيرة والشرقية والإسماعيلية وبورسعيد، بينما يصل الفوج الثانى فى ميناء سفاجا على متن العبارة «محبة» ويضم نحو 868 حاجا من محافظات الجيزة و6 أكتوبر وبنى سويف وأسيوط وأسوان والبحر الأحمر والمنيا وقنا وسوهاج والأقصر،

فيما يصل الفوج الثالث ميناء بورتوفيق يوم 9 ديسمبر على متن العبارة «مودة» وعليها 1052 حاجا و89 حاجا «سياحة» من محافظات الدقهلية وكفر الشيخ ودمياط والقليوبية والفيوم، ويصل الفوج الرابع من حجاج القرعة يوم 14 ديسمبر فى ميناء بورتوفيق على متن العبارة «مودة» وعليها 1046 حاجا من محافظات القاهرة وحلوان والمنوفية والغربية والسويس، بينما يعود حجاج السياحة برا وبحراً ابتداء من غد الثلاثاء فى ميناء نويبع البرى، على العبارتين وادى النيل ودهب فى ميناء سفاجا.

من جانبه، تقدم عبدالفتاح عيد، النائب «الإخوانى» بمجلس الشعب، بطلب إحاطة عاجل إلى اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية، حول «تقاعس» بعثة الحج المصرية، المنتدبة من وزارة الداخلية عن تيسير أمور الحجاج المصريين، مما أدى إلى افتراش نحو 10 آلاف حاج الشوارع للسكن والنوم.

وشكا عدد من حجاج القرعة المصريين ما اعتبروه «سوء معاملة» لهم أثناء إقامتهم فى مكان رمى الجمرات أمس الأول، وقالت وفاء السيد عابدين، إحدى عضوات البعثة فى اتصال هاتفى لـ«المصرى اليوم» إن عقيد الداخلية المسؤول عن مجموعتهم سارع بدخول كبائن خاصة فور هطول الأمطار على عرفات، تاركاً السيدات المصريات يقضين ليلتهن فى العراء، بالإضافة إلى عدم صرف أطعمة لهم، الأمر الذى دفعهم للجوء إلى بعثة سلطنة عمان فقامت بإطعامهم.

وأضافت وفاء أنه نظراً لسوء المعاملة، فقد توجه عدد من أعضاء البعثة إلى أحد أقسام الشرطة لتحرير محضر ضد المطوف السعودى المسؤول عن مجموعتهم، غير أن الرجل نفى فى المحضر كل ما اتهمه به المبلغون، مؤكداً أن السلطات المصرية اتفقت معه على 2000 حاج فقط، وفوجئ بأنهم زادوا إلى 2800، معتبرين أن ما يحدث من عدم توفير أماكن لمبيتهم وطعام لهم يعد «نتيجة طبيعية» لمخالفة السلطات المصرية شروط التعاقد المتفق عليها.

وقالت وفاء، التى تعمل محامية، إنها ستقوم فور عودتها لمصر برفع دعوى قضائية ضد وزير الداخلية بصفته، نظراً لما لاقته هى وعدد كبير من الحجاج أثناء حجهم هذا العام، مؤكدة أن هناك أكثر من 30 حاجاً تضامنوا معها ووعدوا بالدخول طرفاً فى الدعوى حال عودتهم إلى مصر.

أما ليلى أحمد حامد، إحدى عضوات بعثة حجاج القرعة، فقالت إنها باتت ليلتها فى العراء أمام الحمامات فى «منى»، وعندما شعرت بأعراض البرد بحثت عن أدوية لدى البعثة المصرية فلم تجد، واضطرت إلى اللجوء لمستشفى الطوارئ بمنى طلباً للعلاج، بالإضافة إلى ما اسمته «عدم الاهتمام»، فعلى حد قولها «مافيش حد بيسأل فى حد، ولا حد بيقول لنا نمشى إزاى والا نتصرف إزاى».

وقالت نجاة محمد إن تخصيص خيام ضيقة لا تستوعب العدد الكبير من الحجاج الموجودين بداخلها خلق حالة عدائية بين الحجاج وبعضهم، أدت إلى كثرة المشاحنات فيما بينهم، مطالبة بتخصيص خيام أوسع للحجاج يستطيعون أن يتحركوا فيها براحتهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية