الذين ينشغلون، هذه الأيام، بمعرفة اسم مرشح الرئاسة فى الانتخابات المقبلة، سواء كان عن الحزب الوطنى، أو عن أى حزب آخر، يدركون جيداً أن اسم المرشح ليس هو المشكلة، ولن يكون، ويدركون جيداً أيضاً، أن الانشغال بمثل هذا الأمر، إنما هو استغراق من جانبهم، وإغراق للناس فى الشكل دون المضمون!
قد يكون من المهم، أن نتعرف على اسم رئيس الجمهورية المقبل، بعد إجراء انتخابات الرئاسة القادمة فى 2011، ولكن الأهم أن نتعرف على ما سوف يفعله، وعلى برنامجه، وعلى أجندته فى مواجهة مشاكل الناس!
وسوف يكون الرئيس مبارك، فى الغالب، هو مرشح الحزب الوطنى، وسوف يكون ترشيحه، وقتها، مختلفاً تماماً عما كان عليه، فى عام 2005، عندما كان هو نفسه، مرشح الحزب ذاته، وعندما كانت هى المرة الأولى التى يكون فيها اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب، وليس بالاستفتاء، كما كانت قد جرت العادة، منذ قيام ثورة يوليو، إلى أن تقرر، فى ذلك العام، أن يحل الانتخاب فى مكان الاستفتاء!
وسوف يكون وجه الاختلاف، فى عام 2011، أن الرئيس فى تلك اللحظة، سوف يكون مطلوباً منه، كمرشح، أن يقول لثمانين مليوناً، ماذا فعل طوال ست سنوات مضت، من عام 2005 إلى 2011، فى برنامج انتخابى كان قد تقدم به، وتعهد بتنفيذه بنداً بنداً، وهو برنامج مطبوع وموجود على كل حال، ولن يكون من السهل خداع الناس، فيما تم فيه، وما لم يتم!
فى عام 2005، كان الرئيس يقول إنه سوف يفعل، وفى عام 2011 سوف يكون عليه أن يقول ماذا فعل!.. فى عام 2005 كان يتكلم عن شىء فى علم الغيب، وفى عام 2011 سوف يكون عليه أن يتحدث عن شىء متحقق على الأرض، وسوف يكون البرنامج المطبوع، فى كل يد، وأمام كل عين، لتقارن بين سطوره المكتوبة وبين رصيدها فى حياتنا!
وبما أن البرنامج، لا الشخص، كان هو موضع اهتمامنا فى الانتخابات الماضية، فإن برنامجه المقبل، يجب أن يكون هو الذى يستولى على اهتمامنا كاملاً، لأن المنشغلين بالشخص، دون البرنامج، يمكن أن يجدوا أنفسهم، والحال كذلك، أمام ملاك مرشح للانتخابات، دون أن يكون فى يده برنامج، فلا يختلف الحال بعد فوزه، عما هو عليه الآن، بأى درجة، ونكتشف وقتها فقط، أنه يعمل بالدستور نفسه، وبالروح الحالية نفسها، وبالسلطات التى فى يد الرئيس الآن نفسها أيضاً، فلا نكون قد تقدمنا خطوة واحدة، بل على العكس سوف نتأخر كثيراً!
تكلموا من فضلكم، عن برنامج المرشح المقبل، وفى حالتنا هذه، فإن الرئيس هو مرشح الحزب الوطنى، كما تقول كل المؤشرات حتى الآن، وعليه بالتالى، أن يعلن برنامجه، ثم علينا نحن أن نظل نضغط فى اتجاه إقرار برنامج يحقق طموح كل مواطن نحو حياة كريمة!
ولا نريد أن نستورد برنامجاً، وإنما نريده برنامجاً من طين هذه الأرض، ونريده مبتدئاً بحقوق الإنسان، ومنتهياً بها، وإذا كان الأمر كذلك، فلسنا نريد فى برنامج من هذا النوع، سوى ما يطالب به المجلس القومى لحقوق الإنسان، ففى تقاريره المتعاقبة، أشياء أساسية يراها تنقص كل مصرى، وهى أشياء تنتقل بحياته، باعتباره إنساناً، يجب أن يتمتع بحقوقه التى تحفظ كرامته، وآدميته!
هذا هو برنامج الرئيس المقبل الذى نريده، ولابد أن نصمم عليه!