كثيراً ما ساءلت نفسى: ماذا حدث لأعضاء مجلس الشعب المنحل الذى حكمت المحكمة ببطلانه منذ بداية تكوينه؟
كيف يمضون وقتهم وبماذا ينشغلون الآن؟ إلى أن جاءت شهادة إحدى العضوات السابقات التى روت أنها شاهدت من نافذة القصر الرئاسى بالاتحادية «عمليات جنسية مكتملة» تمارس بين الثوار أمام القصر(!!!!)
إن هذا الخبر أثار دهشة الكثيرين بالطبع، لكنه طمأننى على أن أعضاء المجلس المنحل، أو على الأقل النساء منهم، لديهم الآن ما يستحوذ على كامل اهتمامهم، وأنهم مازالوا منشغلين بأمور الرعية، فقد كان لدى العضوة المحجبة الاهتمام الواضح بحال الناس ما جعلها تتابع هذه العمليات إلى أن «اكتملت» حتى تطمئن سيادتها على شبابنا الواعد وعلى سلامة أدائه لوظائفه الطبيعية، وقد أوضحت لنا شهادتها النبيلة سبب إقبال شبابنا على الذهاب إلى الاتحادية، وإن كانت لم توضح لنا سبب ذهابها هى إلى الاتحادية، والذى أستبعد أن يكون لمشاهدة هذه العمليات «المكتملة»، لأنها بالطبع لم تكن تعلم بها مسبقاً، لكنها اكتشفتها أثناء وجودها بالمصادفة فى نافذة قصر رئيس الجمهورية، بل كانت هى الوحيدة التى اختصها الثوار بهذا العرض الشيق الذى لم نسمع أنهم قدموه أمام أحد غيرها، مما يجعلنى أجزم بأن رئيس الجمهورية نفسه لم يشاهد مثل هذا العرض، إلا إذا كان قد شاهده فى بلاد الكفار التى تعلم بها وحصل أبناؤه على جنسيتها، ففى هذه الدول الكافرة تقدم مثل هذه العروض للسواح فى أماكن مخصصة لذلك، ونظير تذاكر تباع مثل تذاكر المسرح أو السينما، لكننا بعرض الاتحادية الذى اكتشفته النائبة الفاضلة، نكون قد تفوقنا فى عروضنا السياحية عليهم، حيث أصبحنا نقدم هذه العروض فى الهواء الطلق وبلا تذاكر مسرح ولا سينما، فكل ما على السائح أن يفعله هو أن يطلب من سائق التاكسى أن يأخذه إلى الاتحادية ويغمز له بعينه فيفهم ما يريد ويوصله لأحد شبابيك القصر، وهناك سيشاهد ما هو أكثر حيوية من تمثال أبوالهول الثابت وأكثر واقعية من الصوت والضوء الخيالى.
وعلى ما يبدو أن هذا الـLive show، أو العرض الحى كما يسمونه فى بلاد الكفار، يقدم عندنا فى وضح النهار، وإلا فكيف تمكنت النائبة الفاضلة من مشاهدته من شباك القصر إذا كان الوقت ليلاً أو الظلام دامساً، إلا إذا كان الثوار قد أضاءوا لها بعض المصابيح حتى تستطيع أن تشاهد بوضوح هذا العرض الذى لابد أنه كان يقدم أيضاً خارج خيام الاعتصام المليئة بالجبنة «النستو»، حتى تتمكن النائبة المحجبة من أن تتابعه وتطمئن إلى أنه قد «اكتمل».
على أن أهم ما فى شهادة النائبة الفاضلة والتى لاشك ستثاب عليها يوم القيامة فهى شهادة حق لا تنطبق عليها الآية الكريمة الخاصة بالفاسق، الذى يجىء بنبأ يحثنا الله على تبيّنه حتى لا نصيب قوماً بجهالة، فهو أنها تثبت عدم صحة الادعاءات القائلة بأن أبناءنا من الثوار يتعرضون للضرب والتعذيب أمام الاتحادية، فشهادة الحق هذه تثبت أن الشباب كانوا أحراراً تماماً فيما يفعلون وأنهم كانوا لذلك يمضون وقتهم فى إمتاع مشاهديهم بالقصر الجمهورى بعروض فنية «مكتملة».
كل ما أخشاه هو أن الزاحفين إلى الاتحادية فى المرة المقبلة سيطلبون جميعاً الدخول إلى القصر وحجز مكان فى أحد شبابيكه ليشاهدوا منه عروضاً أكثر إمتاعاً من السحل والضرب والتعذيب الذى يشاهدونه خارجه.