رئيس قطاع العلاقات الخارجية بـ«فودافون مصر»: إرساء قواعد التحول الرقمى حاصر «أزمة الفيروس» (حوار)

فى ظل الأزمة الراهنة التى تجتاح العالم ومخاوف انتشار فيروس كورونا فى مصر، تطلق الحكومة المصرية حزمة إجراءات لضمان الصحة والسلامة أو تيسير الحياة على المواطنين وتيسير الأعمال فى نفس الوقت. وشهدت هذه الفترة أيضًا دعمًا من القطاع الخاص وخاصة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تعمل هذه الشركات على تطوير مزيد من تكنولوجيا المحمول والتقنيات التى تدعم البنية التحتية لاستيعاب الاستخدام اليومى للمواطنين وجميع الشركات فى القطاعات المختلفة أيضًا.

كانت شركة «فودافون مصر» فى مقدمة الشركات التى برزت على مستوى القطاع لتقديم خدمات وحلول تساهم فى دعم الخدمات الرقمية فى الوقت الحالى. وألقى أيمن عصام، رئيس قطاع العلاقات الخارجية والشؤون القانونية بشركة فودافون مصر، فى حوار لـ«المصرى اليوم» عبر البريد الإلكترونى، الضوء على خدمات الدفع عبر المحمول وكيفية مواجهة زيادة الضغط على الشبكات، وتقديم الدعم فى المجال الصحى.. وإلى نص الحوار:

■ هل يمكنك أن تحدثنا بشكل عام عن الأزمة الحالية؟ ووضع قطاع الاتصالات؟

- نعى تمامًا أننا نمر بظرف حرج لا يمكن التغلب عليه والعبور من خلاله إلا بالتكاتف والتعاون بين جميع الجهات، وقد شهدنا سيطرة للحكومة المصرية على زمام الأمور بما يحقق الصالح العام، وهو ما استحق التقدير والإشادة بل انعكس على تقديم الدعم للدولة من أجل اجتياز هذه المرحلة. وقد أظهر القطاع الخاص بالفعل قدرته على هذا الدعم وخاصة قطاع الاتصالات الذى يدعم البنية التحتية للدولة ويمدها بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وخدمات الإنترنت والمحمول التى تستوعب الظرف الراهن والضغط الحالى فى الاستخدام قدر المستطاع. ويمكننى الجزم بأن عمل الدولة المصرية على إرساء قواعد التحول الرقمى قبل اندلاع هذه الأزمة هو ما سهل من مهمة الجميع فى الحقيقة.

■ ما الآليات التى اتخذتها «فودافون مصر» لتقديم الدعم للقطاع وما هى الإجراءات الاحترازية التى تتخذها؟

- تؤكد فودافون مصر على التزامها تجاه المجتمع المصرى لأننا جزء منه، والآن تحتم علينا الظروف أن نستمر فى ذلك بنفس الجودة والتميز. بامتلاكنا الحصة السوقية الأكبر من عملاء خدمة الدفع عبر المحمول والتى تصل إلى 50% بإجمالى عدد مستخدمين 7 ملايين مستخدم لخدمات فودافون كاش بالتعاون مع بنك الإسكندرية، وماستركارد، وتتجلى أهمية هذه الخدمة فى الوقت الذى تشدد الدولة فيه على تحويل خدمات الدفع لطرق إلكترونية ورقمية من أجل الحد من التعاملات المباشرة بين المواطنين والتقليل من خطر انتشار العدوى. وتشجع الحكومة على هذا التحول الإيجابى واستدامته فى الفترة القادمة وعقب انتهاء الأزمة، لتطلق حزمة من القرارات والتسهيلات من خلال البنك المركزى والتى تضمنت رفع الحد الأقصى للمدفوعات خلال الشهر الحالى، وعلى أثر هذا القرار نتوقع زيادة فى عدد المستخدمين وبالتالى تطوير منظومة الدفع الرقمى بشكل عام. هذا بالإضافة إلى تطبيق «أنا فودافون» الذى يتيح تفعيل الخدمات دون الحاجة للتوجه إلى مراكز الخدمة.

■ على ذكر استيعاب هذا الضغط على الشبكات.. هل هناك ما يمكن أن يسهل مهمة شركات المحمول هذه الفترة؟

- تمت الإشارة إلى أن هذه الأوقات تحتاج إلى تضافر الجهود، ونحن نسعى وجميع شركات الاتصالات إلى استيعاب زيادة حجم الاستخدام، لكن الضغط على الشبكات كبير وخاصة فودافون لاستحواذها على أكبر حصة للعملاء، لذلك فإننا نرجو الدراسة العاجلة لتقديم حيزات ترددية جديدة لمواكبة زيادة عدد العملاء الجدد، والاستهلاك المتزايد على الشبكات، ولتحسين جودة الشبكة كما نؤكد جاهزيتنا لتوسيع قدرات الشبكة للمؤسسات والجهات العاملة بالدولة وتعديل سعة الشبكة عند حدوث أى تغيير فى الطلب.

■ وما هى أوجه الدعم لمنظومة الصحة التى تواجه وقتا صعبًا؟

- نتابع تطورات الوضع الحالى عن كثب ولدينا استراتيجية وآلية متطورة للتصرف على وجه السرعة ووفقًا لتغير المعطيات، فإننا فور قرار تعليق الدراسة فى المدارس، قمنا بإطلاق مبادرة ومنصة «تعليمى» بالتعاون مع نهضة مصر، لدعم وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات فى عملية التعليم عن بعد. كما وضعنا 10 ملايين جنيه مصرى تحت تصرف وزارة الصحة المصرية دعمًا لهذه المنظومة التى تمثل خط الدفاع الأول لحمايتنا من فيروس كورونا. وندرك أن دورنا لا يتوقف عند الدعم المادى فقط بل يمتد إلى التوعية ونشر المعلومات الصحيحة عن المرض وطرق الوقاية منه، لذلك فقد قمنا بإطلاق حملة للتوعية مجانية باستخدام الرسائل النصية، نتيح من خلالها الفرصة لعملاء ڤودافون للمشاركة الإيجابية فى دعم جهود وزارة الصحة، وذلك عن طريق رسالة نصية توعوية للأهل والأصدقاء، وتقوم ڤودافون بالتبرع بمبلغ جنيه مصرى عن كل عميل تصله رسالة التوعية.

■ ماذا عن جهودكم لدعم قطاع الأعمال؟

- نقدم لهم جميع أوجه الدعم الكامل لتحقيق أعلى كفاءة، وذلك من خلال إتاحة الخدمات الرقمية، والتى تتمثل فى زيادة 20٪ مجانًا على جميع باقات ڤودافون DSL، بالإضافة إلى توفير خدمة Microsoft Teams مجانًا للاجتماع بموظفى الشركات عن بعد، وذلك من خلال Vodafone Cloud وتوفير خدمة الرسائل النصية مجانًا لمدة شهرين للتواصل مع موظفى الشركة، مع تقديمها العديد من التسهيلات فى شروط تسديد فواتير الشركات.

■ فى النهاية.. ما هى توقعاتكم للفترة القادمة؟

- بالطبع نتمنى الأفضل، وفى ظل الإدارة الحكيمة للموقف من قبل الحكومة المصرية، نرى أننا نسير بخطى سليمة، كما يبشر التكاتف والتعاون بين مؤسسات الدولة بقدرتنا على تخطى هذه الأزمة بأقل خسائر. ما بعد ذلك هو مبشر أيضًا، وبالنسبة لقطاع الاتصالات الذى أثبت قدرته على تخطى الأزمات، فإن القادم أفضل، والمجال مفتوح لطرح مزيد من الخدمات والتكنولوجيا التى من شأنها تطوير البنية التحتية على نطاق أوسع وبوتيرة أسرع.