عزلت الشرطة قرية بنى عفان، التابعة لمركز بنى سويف، منذ 5 أيام عقب ثبوت إصابة 24 من أهالى القرية بفيروس كورونا، تم نقلهم إلى مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة وملوى فى محافظة المنيا.
وأرجعت مديرية الصحة السبب فى ظهور الإصابات إلى أن أحد العائدين من أداء العمرة كان حاملاً للفيروس وتسبب فى إصابة أسرته بالكامل.
وتبين أن الحالات الإيجابية بقرية بنى عفان التابعة لمركز بنى سويف، بينهم إمام مسجد 43 سنة، ونجله، 17 سنة، طالب، وإمام مسجد، 50 سنة، ونجار مسلح، 53 سنة، وموظف 51 سنة، وزوجته 44 سنة، ربة منزل ونجلهما 18 سنة، طالب، وربة منزل، 26 سنة، تم نقلهم إلى مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة وبعدها تم أخذ عينات ومسحات جديدة من أسرة مجاورة تبين إصابتهم أيضاً ليصل عدد المصابين بالقرية إلى 24 حالة، حيث طلب الدكتور محمد يوسف، وكيل وزارة الصحة، من اللواء زكريا صالح، مدير الأمن، عزل قطاعين بالقرية يضمان 885 منزلاً وألف أسرة تضم 4220 فردًا.
وانتقلت «المصرى اليوم» إلى قرية بنى عفان، حيث توجد على مداخلها 3 أكمنة، إذ من المقرر ألأ تسمح الشرطة لأحد بالدخول أو الخروج لمدة 14 يومًا، ووضعت الشرطة حواجز حديدية على المنطقة الأولى المجاورة لمسجد الفرقان، والتى لا يفصلها سوى شارع عن المنطقة الثانية المجاورة للمعهد الدينى فى القرية.
ويوجد بالقرية مركز شباب و10 مساجد ووحدة صحية، بجانب ممثلى جميع الأجهزة وعلى رأسهم رئيس المدينة ورئيس المجلس القروى، فيما يتطوع شباب القرية مع موظفى وزارة الصحة يومياً لرش وتطهير المنازل والشوارع بسيارات الرش التى وفرها رئيس الوحدة المحلية للقرية، فيما ارتدى الأطفال الكمامات، والقفازات.
كما تطوع الشباب بتوزيع الخبز على الأهالى المعزولين، وعلقت المحافظة لافتة على سيارة تابعة لمشروع النظافة مكتوبا عليها «سيارة التعقيم» ليطمئن الأهالى لمساندة سلطات المحافظة لهم.
وقال عادل محمد، 30 سنة، أحد أفراد إحدى الأسر المعزولة، «نشعر بالخوف ووجود الخطر على أولادنا، منذ ظهور إصابات بالفيروس، ولم نكن نصدق أن هذا الفيروس سيتسبب فى عزلنا، وحياتنا اليومية اختلفت تماماً، ورغم خضوعنا للعزل، إلا أن فرق وزارة الصحة لم تأت لأخذ أى مسحات لتطمئننا على إصابتنا بالفيروس من عدمها، وعندما سألنا المسؤولين الموجدين لمتابعة العزل، ردوا بأن أخذ المسحة لمن يظهر عليه أعراض الإصابة، وأهالى القرية سيظلون فى العزل لمدة 14 يومًا».
وأضاف محمد محفوظ، 32 سنة: «عندى 4 أولاد وكنت أعمل باليومية فى مصنع بشرق النيل، ونظراً للعزل الصحى أصبحت مهدداً بالطرد من الشغل، خاصة مع عدم وجود عقد مؤقت أو تعيين، وكل اللى يربطنى بالشغل التوقيع فى كراسة لأحصل على اليومية، لذا أطالب المحافظ بالتدخل لدى المصانع لإنقاذ العمال الذين تغيبوا بسبب العزل علشان مستقبل أولادنا».
وشكت أميمة على، موظفة، من نقص الخضروات والفواكه، بالقرية، وارتفاع أسعار السلع فى السوبر ماركت، مع حظر تنظيم الأسواق بجانب قلة عدد أسطوانات الغاز المطروحة.
وقالت أميمة إن هناك مشكلة أخرى يعانى منها الأهالى وهى وجود اضطهاد غير مبرر وسلوكيات من ضعاف النفوس من خارج القرية، حيث تعرض أحد أقارب الأسر المعزولة للطرد من أحد المستشفيات بعد اكتشاف أنه ينتمى إلى قرية بنى عفان، وهو ما تكرر مع زوجته الحامل من جانب طبيب نساء وتوليد، والذى رفض متابعتها طبياً بعد الولادة وأجرى عمليات تعقيم للمستشفى خوفاً من الإصابة بالفيروس.
وقالت شيماء عبدالفتاح، موظفة، إن أحمد خليل، رئيس الوحدة المحلية، طلب من أصحاب المخابز، بالقرية توصيل الخبز إلى الأسر المعزولة، كما وزعت إدارة التضامن الاجتماعى بعض الاحتياجات على المعزولين، وفيما تطوع الشباب لتطهير المنازل والشوارع ومساعدة الأسر فى الحصول على احتياجاتها، فإن أسعار الخضروات والسلع الغذائية ارتفعت لأن التجار توقفوا عن الحضور إلى القرية والمحافظة قدمت كل ما يمكن.
من جانبه، قال المحافظ الدكتور محمد هانئ غنيم، إن القرية لم يتم عزلها بالكامل وإنما قطاعان منها يضمان المخالطين للمصابين للتأكد من خلوهم من الفيروس، والحفاظ على حياتهم، مشيرًا إلى أن الأجهزة الطبية دفعت بسيارات لتعقيم وتطهير شوارع ومنازل القرية، كما تم الدفع بسيارات إسعاف مجهزة لنقل أى حالات حال ظهور أعراض الإصابة عليهم مع إجراء «مسحات» لها، مؤكداً أن الحالة هادئة داخل القرية.
وأكد المحافظ أن المحافظة بكل أجهزتها لا تدخر وسعاً فى تقديم كافة سبل الدعم اللازم والاحتياجات المعيشية اليومية لأهالى قرية بنى عفان، حيث وجه الأجهزة التنفيذية بسرعة توفير كافة المستلزمات الأساسية للمعيشة خلال فترة العزل، حيث وفرت مديرية التموين 100 أسطوانة بوتاجاز يومياً و25 ألف رغيف خبز يتم توصيلها للمنازل بالتنسيق مع الجهات التنفيذية المعنية تحت إشراف مديريتى الصحة والتموين والجهات الأمنية للحفاظ على سلامة المواطنين فى القطاعين المعزولين بالقرية.
وأضاف المحافظ أن مديرية التضامن الاجتماعى وزعت 1520 شنطة مواد غذائية ووجبات غذائية، و100 كيلوجرام من اللحوم، بجانب صرف 200 كرتونة و1320 دجاجة، و200 شنطة مواد غذائية، علاوة على صرف 7 آلاف جنيه لـ7 أسر من المتضررين.
وأشار المحافظ إلى أن الإجراءات الاحترازية التى قامت بها مديرية الصحة تمثلت فى تطهير القرية بأكملها 3 مرات متتالية بمواتير رش محملة على عربة سعة 1200 لتر بجانب مواتير محمولة على الأكتاف، وتطهير 27 منزلًا، كما تم تقسيم القرية إلى 8 مربعات، وتبين تركز الحالات فى المربعين 3 و7، وتم الكشف على الأهالى بالمربعين وتوزيع تعليمات العزل المنزلى على جميع المخالطين وتعليقها فى أماكن واضحة بالقرية، بجانب نشر بوسترات توعية للتحذير من طرق انتقال العدوى، مع المتابعة اليومية لكافة المخالطين، وفى حالة ظهور أى أعراض سيتم التحويل إلى مستشفى الصدر أو الحميات.