يسابق صناع الدراما التليفزيونية الزمن للانتهاء من تصوير مسلسلاتهم قبل حلول شهر رمضان، حيث تعرض الفنانون والفنيون العاملون فى تلك الأعمال لضغوط كبيرة للانتهاء من تصوير عدد كبير من مشاهدهم خلال الأسبوعين الماضيين، ورغم توقف بعض الأعمال بسبب التخوف من انتشار فيروس كورونا، مثل «أسود فاتح» الذى تلعب بطولته هيفاء وهبى، إلا أن أعمالا أخرى مثل «سكر زيادة» بطول نبيلة عبيد ونادية الجندى وسميحة أيوب، و«البرنس» لمحمد رمضان، و«النهاية» ليوسف الشريف، و«دهب عيرة» ليسرا، واصل صناعها تصويرها، ورغم اتخاذ الإجراءات الاحترازية من قبل القائمين على إنتاج تلك المسلسلات، فإن هناك حالة من الغضب انتابت العاملين بها لأنهم لم يتوقفوا عن التصوير رغم توقف الأنشط الفنية المختلفة فى المسارح والسينمات والحفلات لمواجهة انتشار الفيروس، ورغم وجود تجمعات كبيرة فى أماكن التصوير من العاملين والفنانين كما أبرزته مواقع التصوير لمسلسلات كثيرة الأسبوع الماضى منها «جمع سالم» بطولة زينة، و«ولاد إمبابة» بطول سعد الصغير، و«100 وش» لنيللى كريم وآسر ياسين، ما فجر حالة من الصخب والغضب الجماهيرى تجاه نقابة المهن التمثيلية د. أشرف ذكى وكافة جهات الإنتاج التى أصرت على استمرار تصوير المسلسلات المفترض أن تعرض ضمن الماراثون الرمضانى الذى ينطلق خلال أيام، على الرغم من التحذيرات والمخاوف والإجراءات الاحترازية الذى اتخذها العالم كله فى شتى المناحى للوقاية من فيروس كورونا.
أخبار متعلقة
وهوجم نقيب المهن التمثيلية لعدم اتخاذ خطوات جادة تلزم بعدم مشاركة أى ممثل إجباريًا فى التصوير خوفًا على سلامته، والاكتفاء بالتنبيه على صناع المسلسلات بتجنب مشاهد التجمعات، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع، وما زاد الانتقادات هو موقف النقابة الذى جاء مؤيدا لاستمرار تصوير المسلسلات وتعريض حياة الممثلين والفنيين للخطر فى سبيل تقديم محتوى ترفيهى لهم.
ونظرًا لتخوف بعض النجوم وحصولهم على إجازات الأسبوع الماضى، قررت جهة إنتاج المسلسلات تكثيف ساعات التصوير اليومية، والاستعانة بأكثر من وحدة تصوير فى الأعمال التى تم الاستقرار على عرضها ضمن الماراثون الرمضانى، وعكس ما تم الإعلان عنه من تأجيل والاستغناء عن المشاهد التى تتطلب توفير عدد كبير من المجاميع، تم تصوير هذه المشاهد دون أى مراعاة للإجراءات الاحترازية وفى أوقات فرض حظر التجوال الذى أقره مجلس الوزراء، حيث يتم التصوير فى أوقات الحظر، وصورت الفنانة نيللى كريم وأبطال مسلسلها «100 وش» عددا من المشاهد، قبل أيام فى حى الزمالك، وسط وزحام وفوضى، ما أثار حفيظة واستياء سكان الحى وطلبوا من القائمين على العمل إيقاف التصوير دون أى استجابة، وشارك فى المشاهد الفنان آسر ياسين، وهو من تأليف عمرو الدالى وأحمد وائل، وإخراج كاملة أبوذكرى.
وقرر المخرج محمد سامى تصوير مسلسل «البرنس» للفنان محمد رمضان بشكل مكثف للانتهاء من آخر مشاهد العمل خلال أيام قليلة ليكون أول الأعمال التى يتم الانتهاء منها قبل الشهر الكريم، ووضع المخرج محمد سامى خطة لتصوير باقى المشاهد خلال أسبوع واحد، من خلال فتح موقعى تصوير فى نفس الوقت، حيث يقوم بتصوير عدد من المشاهد ببعض الممثلين، وفى نفس الوقت يكون هناك ممثلون آخرون فى مكان آخر جاهزون للتصوير بمجرد انتهاء سامى من المشاهد الأخرى ليذهب ويقوم بتصويرها، على أن يتم الانتهاء من آخر المشاهد اليوم السبت، العمل من تأليف وإخراج محمد سامى وبطولة محمد رمضان، نور اللبنانية، روجينا، أحمد زاهر، نجلاء بدر، إدوارد، دنيا عبدالعزيز، عبدالعزيز مخيون، ريم سامى، سلوى عثمان، محمد علاء، صفاء الطوخى، محمد حاتم، رحاب الجمل، حازم إيهاب، أحمد داش.
وكذلك قررت جهة إنتاج مسلسل «النهاية» بطولة الفنان يوسف الشريف، الاستعانة بوحدة تصوير ثانية إلى جانب الوحدة الرئيسية للمخرج ياسر سامى، بسبب توقف التصوير لفترة طويلة لحين الانتهاء من تجديد الديكور الذى تعرض للحريق، وعلمت «المصرى اليوم» أن التصوير يتم وسط إجراءات من التعقيم، لكن وسط تواجد مجاميع كبيرة جدًا، ويجرى ضغط معدلات التصوير اليومى حتى يستطيعوا الانتهاء من الكم الأكبر من المشاهد قبل فرض مواعيد جديدة لحظر التجوال، ولا يتم الالتزام بالمساحة الاجتماعية بين كل طاقم التصوير، فالماكييرات فى وجه المجاميع والممثلين، وكذلك الكوافيرات والممثلين مع بعضهم البعض فى نفس المساحة الضيقة، وكذلك مسؤولى الملابس، وصوروا الخميس ما يقرب من ٥٤ مشهدا، دون تأمين كاف للعاملين والفنيين، ورفض مهندس الديكور التواجد فى اللوكيشن خوفًا على الإصابة بالفيروس وإضرار أسرته، وصور «يوسف» عددا من مشاهده فى الوحدة الثانية وسط مجاميع و٥ ممثلات فى نفس المشهد داخل إحدى المصانع، ويتبقى له 20 يوم تصوير كاملة.
وبينما يواجه صناع الدراما ضغوطا كبيرة للانتهاء من تصويرها، تواجه دراما رمضان دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعى لوقف تصويرها، وتوجيه ميزانياتها للرعاية الصحية والمستشفيات، لمواجه فيروس كورونا، وأطلق عدد من رواد السوشيال ميديا هاشتاج «#الشعب_يطالب_إغلاق_مدينة_الإنتاج _الإعلامى مثلما أغلقت المساجد..لا نريد مسلسلات فى رمضان».
من جانبه تساءل المنتج جمال العدل عن الدعوات المطالبة بوقف تصوير الأعمال، ووجه حديثه إلى بعض كتاب الدراما ممن طالبوا بوقف التصوير ولايزالون يكتبون الحلقات الدرامية التى يجرى تصويرها، وقال خلال استضافته ببرنامج 90 دقيقة: «بتطالبوا بوقف تصوير المسلسلات.. لسه بتكتبوا أعمالكوا ليه؟».
وأضاف العدل: «فى محطات اشترت المسلسلات دى عشان الإعلانات، وجميع المسلسلات اللى مش هتلحق تخلص وقفت، وعدد المسلسلات قلت، لكن اللى هيلحق يخلص سيبوه يخلص».
وأكد «العدل» أن مهنة الفن ليست ممثلين ومخرجين فقط، وتابع: عندنا 5 ملايين عامل فى الصناعة، منهم نجارين ونقاشين وبتوع سيراميك، وبيوت مفتوحة متقدرش تقفل بيوتهم.
والسينما مراجيح، فلابد أن يفهم الناس أن الدراما صناعة لها منتج يعاد تدويره وتصديره فهى مهنة شديدة التأثير ثقافيا وأدبيا شأنها شأن أى مهنة أخرى، والدليل أننا نشاهد فيلما عمره 50 عاما ونضحك ونبكى معه حتى الآن.
