x

أيمن الجندي «باليسو» ومجدى وميرفت ومنّة «1» أيمن الجندي الإثنين 28-01-2013 21:06


وسط حالة الاكتئاب التى يمر بها المصريون يسعدنى أن أفتح لكم نافذة ضوء، وأحكى لكم هذه القصة الجميلة الواقعية. لكن أحذركم من البداية من أن بطل القصة قط مصرى تعرض لمحن وأحوال مؤسفة! فإذا كنت تحتقر مخلوقات الله الضعيفة، وتستهين بالقصة لمجرد أن بطلها «قط»، فأرجوك ألّا تكمل قراءة القصة.

أما إذا تواضعت فى نفسك! وعرفت أنك مخلوق لله شأنك شأن المخلوقات الأخرى! وتذكرت أنك عصيت الله مراراً، فيما لم يرتكب القط أى معصية. إذا استنار باطنك وأضاء قلبك وعرفت أن الرحمة لا تتجزأ، سواء كانت بقط أو بشر. دخلتْ امرأة النار فى هرة حبستها، لا هى أطعمتها ولا تركتها ترعى من خشاش الأرض! وغفر الله لبغىّ لأنها سقت كلباً ظامئاً، فشكر الله لها، فأدخلها الجنة. إذا كنت من عباد الله الذين يمشون على الأرض هوناً، يسعدنى أن أهدى إليك هذه القصة.

البداية كانت مع «مجدى»، وهو طبيب بشرى يعطف على قطط الشارع ويترك لها طعاما أمام باب منزله، ومن ضمنها قطة حامل! سافر مجدى مع أسرته إلى الساحل الشمالى، مُزمعا أن يقضى أسبوعا كاملاً! لكنه أحس بدافع مجهول يدفعه إلى العودة دفعا. حينما عاد عرف أن القطة ولدت أمام باب بيته أربعة توائم. لكن بواب المنزل ارتكب خطأ فادحا حين حمل القطط الأربع فى غيبة أمها إلى أسفل.

لامه مجدى بعنف، ونزل بسرعة يتفقد القطيطات الوليدة. فوجد ثلاثاً قد ماتت، ولم يبق إلا قطيطة صغيرة فى حجم كف اليد تصارع الموت. حملها بسرعة إلى أمها. لكنها حين شمتها لم تعرف رائحتها، وولت مدبرة عنها.

لم يدر مجدى ماذا يفعل. على الفور تطوعت زوجته «ميرفت» لرعاية القطة. كان الليل قد انتصف حين راح يدور على الصيدليات المفتوحة ليتخير أصغر ببرونة ممكنة. لكن جميع المحاولات فشلت فى إرضاع القطة بالحليب المُخفف! وفجأة اكتشفت ميرفت أن القطة تلحس نقطة الحليب التى سقطت عفواً على يدها. وهكذا تناوبت مع ابنتها «منّة» رضاعة القطيطة الوليدة البائسة.

كانت أياما عصيبة، خصوصا فى البداية. لم تكن «ميرفت» و«منة» تذوقان النوم إلا لماماً، حتى تستوفى القطة رضاعتها. ومرت الأيام الصعبة، وتغلبت إرادة الحياة، وأطلقت «منّة» على القطة اسم «باليسو»، التى صارت قطة ذكية مدهشة.

كبرت القطة وجاء وقت السفر لمجدى ولم يكن ممكنا أن يحمل معه القطة. المشكلة أن الجميع رفضوا استضافتها كونها من قطط الشارع. ليست جميلة ولا رقيقة ولا مُدلّلة! بل مجرد قطة كادحة من أصلاب قطط الشارع.

كان معنى تسريبها إلى الشارع أنها ستموت فورا وبلا مناقشة! لن تستطيع الحصول على طعام! ولن تستطيع الصمود فى مشاجرات قطط الشوارع الحامية.

(غداً إن شاء الله تعرفون المفاجأة المذهلة، وهى مفاجأة- دون مبالغة- تفوق قدرتكم على التخيل).

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية