x

غادة شريف ارحل.. وخد الباب فى إيدك غادة شريف الإثنين 21-01-2013 21:00


والنبى يا حمادة ركز معى لأن هناك شيئا لا أفهمه، وأريدك أن تفهمنى.. الدستور الجديد نص على أن تتشكل هيئة قضاة المحكمة الدستورية من 11 قاضياً، وبعد انتهاء الاستفتاء صدر حالا بالا قرار جمهورى بإعادة تشكيل الهيئة، فتم على الفور عزل ثمانية قضاة إعمالا للدستور الجديد، طيب ألا ينص ذات نفس الدستور الجديد على أن يكون منصب النائب العام بناء على ترشيح من مجلس القضاء الأعلى لثلاثة قضاة ثم يقوم الرئيس باختيار واحد منهم؟ لماذا إذن لم يصدر حالا بالا أيضا قرار جمهورى آخر بعزل النائب العام الحالى وأن يرشح مجلس القضاء الأعلى ثلاثة للرئيس إعمالا للدستور الجديد؟.

 إنت السبب يا حمادة، لأنك ساكت.. والوزير سكعك قلم، وكان على وشك أن ينادى على إدريس وعثمان يشيلوك يرموك برة، ورغم ذلك، التزمت الصمت.. وفى ظل صمتك، ليس غريبا إذن تلك «السربعة» واللهفة لتمكين التمكين!.. حتى إذا تشقلبت قطارات مصر كلها. ما يهم هو قطار التمكين.. ولأنك بعد أن رفعت راسك فوق عدت فأحنيته تحت، فلا تكتئب عندما تعلم أن رئيس فرنسا أعلن تحمله مسؤولية فشل عملية إنقاذ الرهينة الفرنسى الذى ذبح فى الصومال، بينما قنديل لا يرى فى كارثة البدرشين سببا للاستقالة، والدكتور مرسى يصرح بأنه سيعاقب المسؤول عن الحادث «إذا» كان هناك إهمال.. أخذت بالك من «إذا»؟.

 كأنه عندما يتم «طسلقة» إصلاح العطل لأن الركاب مجندين غلابة فهذا لا يندرج تحت بند الإهمال.. وكأنه عندما تستنجد ميكروفونات الجوامع بالناس توقظهم لنجدة المصابين لأن وسائل الإنقاذ تأخرت، فهذا لا يعد إهمالاً.. وكأنه عندما تحدث ست كوارث قطارات غير الفكة فى الستة أشهر التى حكم فيها مرسى، فهذا أيضا لا يعد إهمالاً!.

 والجماعة بالطبع لا تعى كل ما يحدث من انهيارات لأنها كالنائم مغناطيسيا أمام هدف التمكين.. لذلك بعد توالى الكوارث «أشكال وألوان» بدأت تتسرب إشاعات عن النحس والأقدام، مما يستوجب أننا لابد أن نغير العتبة.. لعلك تتخلص من تلك الجماعة التى تحكم زى ست الحجَة.. والجماعة أيضا تريد تغيير العتبة.. لذلك بدأت مطالبات بإقالة قنديل.. لكن خلى بالك، فى ظل صمتك، هناك أيضا مطالبات بتصعيد عمُو الشرير.. وعمو الشرير يا حمادة دونا عن بقية إخوته يحب أن يرى الشعب بيخر دم.. شكله حد مزعله.. حتى أثناء اجتماعات الجماعة للتحضير للاحتفال بـ25 يناير، اتجهت الآراء لأن يكون الاحتفال بعيدا عن ميدان التحرير، بينما أصر عمو الشرير على أن يحتفلوا فى التحرير.. بأقولك، فيه حد مزعله.. حتى الحمامة الزاجلة التى قبضوا عليها كان هو الوحيد الذى أصر على تعذيبها لتعترف.

 والبلد امتلأ بالإشاعات.. ناس تقولك إنه حجزها فى حارة مزنوقة بجوار الاتحادية وظل يحلِق عليها، وهى تجرى منه وتضم جناحيها لصدرها وتستحلفه بإخواته البنات أن يتركها.. فاكتفى بتكسير جناحاتها.. بينما ناس تقولك إنه طبطب عليها فقط وقال لها «ميرى كريسماس».. لكن حتى هؤلاء وهؤلاء أجمعوا على أنه بالتأكيد فيه حد مزعله.. فى النهاية يا حمادة أنا وأنت نقف الآن على شريط القطار!.

 ويبدو كده أنه حتى من يسوق قطار التمكين غشيم سواقة!.. وطالما أنك لست إخوانيا بالعهد وبالبيعة فالقطار حتما سيدوسك حتى لو كنت ممن ينافقونهم وتعتقد أنك فتك!.. ولن ينجدنا من هذا الخبل الدائر حولنا سوى أن تنزل التحرير يوم 25 ولا تتركه حتى ترحل العكوسات.. هل تذكر تلك الثمانية عشر يوما؟.

 كان الشعب نباطشيات فى الميدان!.. لم تكن فقط مائة أو مائتى خيمة اعتصام مثلما يحدث الآن، بل لم يخل شبر من الميدان من جموع البشر الغفيرة فى أى وقت من ليل أو نهار.... هذا هو ما أرغم مبارك على الرحيل.. أما إذا كنت ستذهب لتتفسح ثم تتابع الأحداث مساء من التليفزيون، فلا تحزن بقى عندما يبيع الخديو بديع قناة السويس لقطر، ولا عندما يهدى سيناء للفلسطينيين.. ويستحسن أن تجهز ابنك تلميذ الإعدادية ليجاهد فى أفغانستان أو سوريا، ثم تبدأ تبحث عن عريس ليتزوج المحروسة اللى فى اللفة!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية