اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية بأحداث فريضة الحج بالمملكة العربية السعودية، حيث قالت شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية إنه بجانب تجمع « البحر الأبيض» من الحجاج على رمز الوحدة الإسلامية إلا أن هناك «انشقاقات عميقة» فى العالم الإسلامى.
وأضافت الشبكة الأمريكية، أمس الأول، أن هذه الخلافات ترجع إلى الطوائف الإسلامية المنقسمة إلى السنة والشيعة، قائلةً ان هناك اختلافات أخرى قد تفجر قضايا جديدة فى هذا الخلاف، مثل: دور المرأة والإرهاب و«المعنى الحقيقى» للجهاد.
وأشارت «سى.إن.إن» إلى أن الصراع الطائفى الذى ظهر فى «حرب كلامية» بين الغالبية السنية بالسعودية والطائفة الشيعية بإيران دفع السلطات السعودية إلى نشر100.000 من أفراد الأمن لمراقبة الوضع عن قرب، بالإضافة إلى 1850 كاميرا تليفزيونية، إلا أن صحيفة «جارديان» البريطانية ذكرت، أمس، أن الحجاج الإيرانيين تجاهلوا الأوامر السعودية بالامتناع عن التظاهر وهتفوا بشعارات احتجاجية تهاجم أمريكا وإسرائيل .
ووصفت «سى. إن. إن» فريضة الحج بأنها «نعمة» للمسلمين الذين يدخرون من أموالهم طوال العام من أجل أداء هذه الفريضة، مشيرةً إلى مرور الشركات المسؤولة عن الحج بظروف مؤلمة بسبب قلة عدد الحجاج.
من ناحيتها، قالت مجلة «تايـم» الأمريكية، إنه على الرغم من عدم وجود أى وسيلة للتعرف على مدى خطورة إصابة الحجاج بأنفلونزا الخنازير، فإن هناك حالة من «العناد» لديهم لخوض هذه التجربة. وفى سياق متصل، اهتمت صحيفتا «تايمز» و«فايننشيال تايمز» البريطانيتان بتأثير تزايد معدل الإصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير على موسم الحج هذا العام فى السعودية، خاصة فيما يتعلق بتناقص أعداد الحجاج والتأثير السلبى على الاقتصاد السعودى ماليا واقتصاديا.
ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» أن رصد التأثير السلبى على الاقتصاد السعودى لن يظهر قبل الانتهاء من موسم الحج، ناقلة عن خبير اقتصادى بالبنك السعودى الفرنسى قوله: إنه يتوقع انخفاض أعداد الحجاج بنسبة 15% هذا العام مقارنة بالعام الماضى بما يؤثر على الإنفاق بنسبة الثلث، مشيراً إلى انخفاض الناتج المحلى الإجمالى السعودى فى مجال السياحة الدينية بمقدار 5.6 % أى 7% عن العام الماضى وفقا لتقرير عن البنك.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة المالية أثرت على السياحة العالمية بشكل عام، إلا أنه مع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير زاد الخوف من تضرر السياحة الدينية أيضا، مشيرة إلى أن الخوف من الإصابة بالفيروس لم يؤثر على أعداد الحجاج القادمين من خارج السعودية فحسب، بل امتد ليصل إلى الحجاج المحليين.
وأشارت «فايننشيال تايمز» إلى أن الحكومة السعودية خفضت أسعار رحلات الحج المحلية لجذب المزيد من المسلمين المقيمين بها للحج، وأن غرفة السياحة بالمدينة المنورة تعتقد أن هذا الوضع سيستمر 3 سنوات مقبلة على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة السياحة بالسعودية عبدالغنى الأنصارى، قوله: «إن قطاع الضيافة والسياحة سيتأثر، ومن المتوقع انخفاض نسبة الحجز فى الفنادق بالسعودية هذا العام بشكل كبير»، مؤكدة أن هناك الكثير من الخبراء الاقتصاديين يرون أنه من المبكر الحساب الدقيق للتأثير الاقتصادى للحج هذا العام
ورصدت صحيفة «تايمز» البريطانية، أن انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير تسبب فى حرمان نحو نصف مليون مسلم على الأقل من أداء فريضة الحج فى السعودية بسبب خوفهم من الإصابة بالمرض، قائلة إن هناك انخفاضاً فى أعداد الحجاج إلى 2.5 مليون بدلا من 3 ملايين العام الماضى وفقا لتوقعات المسؤولين الحكوميين السعوديين.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن خطر تفشى أنفلونزا الخنازير فى مكة يدفع المسلمين إلى البقاء فى منازلهم بعد الانتهاء من الشعائر، خاصة أن غالبية المسلمين القادمين يأتون من جميع أنحاء العالم، حيث إن هناك دولا لا توجد بها رعاية صحية لائقة، فضلا عن أن نوم آلاف فى مخيمات مؤقتة فى مكة يزيد من خطر العدوى وتفشى الأمراض قبل أو بعد الحج.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الصحة السعودية أنها مستعدة للوباء هذا العام إلا أن المشكلة تكمن فى أن التطعيم لم يصل للدول فى الوقت المناسب، وأنه سيتم الاتفاق على ضرورة تطعيم الأشخاص ضد الفيروس ليحصلوا على تأشيرة الحج، كما أن الحجاج القادمين إلى السعودية لابد من حصولهم على مصل ضد الالتهاب السحائى خلال السنوات الثلاث السابقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحجاج القادمين من بريطانيا انخفضوا إلى 20 ألف حاج، بسبب قلة التطعيمات المتاحة لهم، ناقلة عن الأمين العام لرابطة الحجاج البريطانيين أن حوالى 99% من الحجاج لم يحصلوا على المصل قبل سفرهم للحج، وأنه يخشى عليهم من الإصابة بالمرض.