أكد الكاتب البريطانى، روبرت فيسك، أنه على الرغم من مرور 9 أعوام على هجمات 11 سبتمبر، بما خلفته تلك السنوات من حربين شنتهما الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان، ومئات الآف من القتلى، فإنه لم يتعلم أحد من ذلك الدمار الذى خلفته تلك السنوات، واصفا الضحايا الأبرياء الذين لقوا حتفهم خلال الـ9 سنوات الماضية، بأنهم ضحايا «هولوكست» من النار والدم.
وتعجب الكاتب البريطانى فى مقاله بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أمس، من التعامل مع ذكرى 11سبتمبر هذا العام بهذه الطريقة «المجنونة»، المتمثلة فى التهديد بحرق المصحف الشريف على الطريقة النازية، والثورة ضد فكرة بناء مسجد «جروند زيرو» بالقرب من موقع الهجمات، كما لو كان 11 سبتمبر أشبه بهجمة على الديانتين المسيحية واليهودية بالتحديد دون الغرب بشكل عام.
وقال فيسك إن العالم أصبح مليئا بنماذج من «المجانين» ممن يرتبكون جرائم دولية ضد الإنسانية، أمثال الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد «نصف المجنون»، والرئيس الليبى «المتملق» معمر القذافى بعدما تخلى عن برنامجه النووى، إلى جانب رئيس الوزراء البريطانى السابق، تونى بلير، والرئيس الأمريكى جورج بوش «المهووس» بالسجون والتعذيب والحرب على الإرهاب، فضلا عن الرجل البائس «أسامة بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة، الذى لايزال يعيش فى كهوف أفغانستان.
وأضاف فيسك أن الذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11 سبتمبر تأتى دون تحقيق للسلام أو العدالة أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان، وتتزامن مع حصيلة من آلاف الضحايا من العراقيين والأفغانيين دون الاكتراث الحقيقى بهذا الأمر، فضلا عن انتشار الانتحاريين ورجال تنظيم القاعدة فى دول المغرب العربى والخليج، وغيرهم من المتمردين فى الشرق الأوسط والعالم.
وأوضح الكاتب البريطانى أنه فى الوقت الذى يدفع فيه العالم ثمن «خسارته»، فإن هناك رابحاً واحداً استطاع أن يجنى الكثير خلال السنوات الماضية، وربما المقبلة أيضا، متمثلا فى تجار الأسلحة، وداعمى الحرب من المتشددين فى كل دول العالم سواء كانت الحركات الجهادية والمتمردين أو غيرهما.