x

عمرو الليثي اللهم لا تجعلنا ممن إذا خاصموا فجروا عمرو الليثي الخميس 03-01-2013 21:39


أرى أنه منذ تراكم السنين لم نتعود صغاراً على أدب الاختلاف وفقه الاستماع على مر التاريخ، الكبار اصطادوا فى الماء العكر فى مشكلة سيدنا على وسيدنا معاوية، فأرسل هرقل رسالة مشهورة لمعاوية يقول له إن صاحبك يشغب عليك منصبك فإن أردت أرسل إليك جيشا أوله عنده وآخره عندى حتى أتى به وتستريح. بماذا يرد معاوية فى الجواب وهو ابن الناس وصحابى وخاتم الوحى، ونحن لا نقدر صحابة رسول الله، حيث كانوا حتى فى الاختلاف كباراً، فأرسل له رسالة: من معاوية إلى عظيم الروم إن أرسلت لى رسالة ثانية بهذه الفحوى سوف ترى من عندى جيشا أوله عندك وآخره عندى إنها تنافست أنا وأخى عليك تنافس الشرف هذا الجيش سوف يسلم له الأرض التى تحت قدميك ابن عمه «على» أما العدو فعندما يرى هذا ماذا يقول؟! نحن لا نجيد أدب الحوار أو أدب الخلاف لم نتعلم يبدو أن اللسان مغرفة، والقلب آنيها عندما يقولون فلان لسانه بذىء بس قلبه أبيض، لو كان قلبه أبيض مما خرج اللسان معبراً ولذلك الأصمعى عندما دخل على أمير المؤمنين سأله: ما جمع مسواك يا أصمعى ولأن الأصمعى قلبه أبيض قال عكس محاسنك يا أمير المؤمنين، ولأن عمر مشى بالليل ورأى ناراً أمام خيمة فقال السلام عليكم يا أهل الضوء، وسيدنا عيسى عندما مر على الحواريين رأى كلباً أسود منتفخاً فقال ما أسوأ رائحة الكلب وما أقبح منظره، فإن عيسى قلبه أبيض ولسانه عفو، لكن ما أشد بياض أسنانه فالناس تفسر الآية «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم» أن غض البصر عن امرأة تعدى التفسير الأساسى، لكنى أرى تفسيراً عن هذا البعد وهو أن أغض طرفى عن عيوب الآخرين، فإن أدب الإسلام لا أقبل جملة ثانية، فسيدنا جبريل لا يقول إلا الحق، لأن الوحى من السماء، وعندما يتكلم هو دون وحى لا يتكلم بالحق، وأقصى ما يقوله الصواب وهذا أقل من الحق يوم يقوم الروح - وهو سيدنا جبريل - والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ذلك اليوم الحق، «فجبريل عندما يتكلم من ذاته لا يقول الحق، لأن الحق من حق الله سبحانه وتعالى، فقضية أنت معى فأنت قديس وأنت ضدى فأنت إبليس يجب أن تمحى إذا بعثت حجة الرجل على صوته حرام، والمسلم ليس بفاحش ولا بذىء، فالمسلم لا يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.

لو كانت الكلمات روائح لما استطعنا أن نعيش فى المجتمع، فهذا العالم جعل الله مقواده عند الأتقياء فلما ولى الأتقياء وجد مقواده عند الأقوياء اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ولا تجعلنا ممن إذا خاصموا فجروا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية