x

أيمن الجندي إعادة تذكير بالبديهيات أيمن الجندي السبت 29-12-2012 21:55


1- الله فى العقيدة الإسلامية هو الخالق الوحيد لهذا الكون. وبالتالى فهو- وحده- المُستحق للعبادة.

2- هناك مفارقة تامة فى العقيدة الإسلامية بين الخالق والمخلوق. فهناك إله واحد معبود، وعبيد لهذا الخالق الواحد، سواء كانوا أنبياء أم بشرا عاديين.

3- الله فى العقيدة الإسلامية هو المُشرّع الوحيد. وتقتصر وظيفة الرسل والأنبياء على البلاغ فقط: «مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ».

4- لا أحد فى العقيدة الإسلامية يضمن الجنة لنفسه ناهيك عن غيره. قال الله تعالى بوضوح لنبيه المحبوب: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون». وحتى الشفاعة لا تملكها الملائكة المقربون: «وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِى السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِى شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى».

5- لا وساطة فى الإسلام بين الله وعبيده. من المفيد هنا أن نتأمل النسق القرآنى المتكرر: «ويسألونك عن.. قل..»، باستثناء وحيد: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ» فلم يقل «قل» هذه المرة، فتأمل!

فى الإسلام لا توجد كهانة أو رتب دينية. جماعة الصلاة يؤمها أىٌّ من المصلين. والصوم عبادة لا يطّلع عليها إلا الله! والزكاة يُخرجها المسلم بنفسه إلى فقراء بلدته. والحج مناسك يؤديها الفرد دون وساطة الكُهّان.

6- لا أحد فى العقيدة الإسلامية يدخل الجنة بعمله، حتى رسول الإسلام نفسه، إلا أن يتغمده الله برحمته. والسبب أن نِعَم الله من بصرٍ وسمعٍ وخلقٍ ورزق يستحيل أن تكافئها بالشكر والعبادة.

7- لا أحد فى الإسلام يستطيع التنبؤ بمصيره، لأن أحداً لا يعرف هل عمله مقبول عند الله أم لا! لأن الله وحده هو المطلع على السرائر. وبالتالى يصبح همّ الإنسان منصرفا إلى نفسه: هل سينجو أم سيهلك؟!.. تركنا الله بين الخوف والرجاء، لا نيأس من ذنوبنا ولا نفخر بطاعتنا، لنُعظّمه فى قلوبنا، وندعوه ونُطيل دعاءه.

إنسان تشغله هموم مصيره لن يجد فراغ بال يجعله ينشغل بمصير غيره!.

8- إذا كان المرء لا يدرى مصير نفسه فكيف يدرى مصير غيره! أفسق رجل فى العالم: هل يضمن ألا يُحسن الله خاتمته؟ أعْبد رجل فى العالم: هل يضمن أن يقبل الله عبادته؟!

■ ■ ■

نخلص من كل هذه المقدمات السابقة إلى أن مبدأ تقسيم العباد إلى هالكٍ وناجٍ يخالف القواعد الإسلامية. فيا من تصنفون الناس إلى ناج وهالك، من أدراك أنك لستَ بهالك!. لقد هدد الله بالأخذ القاصم كل من يتلاعب فى هذا الأمر أو يبدله، كائناً من كان، ولو كان رسوله المحبوب: «وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ. لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (كناية عن شدة البطش). ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (أى شريان الأورطى الذى يحفظ الحياة). فَمَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ». فما بال شيوخ العار يقسمون الناس بين ناجٍ وهالك! ويتقوّلون على الله ورسوله لمجرد خصومة سياسية؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية