«لم أكن أتخيل نفسى قاتلاً.. كنت أتمنى أن أكون محامياً مثل والدى، لم أكن مثيراً للشغب فى يوم من الأيام، والدى رجل يعرف القانون ووالدتى تعمل بمستشفى.. لكن القتيل تحدث عن شرف قريبتى وهددنى بالقتل» هكذا بدأ المتهم «محمد.أ» حواره مع «المصرى اليوم» داخل قسم المطرية عقب القبض عليه فى واقعة قتل صديقه فى حفل زفاف بعد خلاف على فتاة.
قال المتهم محمد: أنهيت دراستى بالفرقة الثانية فى كلية الحقوق، لم أكن يوماً من مثيرى الشغب ولم أدخل قسم الشرطة إلا لاستخراج بطاقتى الشخصية، والدى محامٍ يعرف القانون، ودخلت الكلية اقتداء به، ووالدتى مديرة قسم تعقيم بمستشفى شهير، لى شقيقان أحدهما طالب ثانوى والآخر طفل، تربطنى بالقتيل معرفة وجلست معه كثيرا لكنه كان يعتمد مضايقتى وإهانتى، ارتبط بعلاقة مع قريبتى وشوه صورتها وتوعدنى بالقتل فى حالة التعرض له. وأضاف المتهم: أعرف أننى فى موقف غريب، عقلى يرفض أن يتقبله وأشعر حتى الآن بأننى فى حلم طويل أتمنى أن أفيق منه، تخيلت نفسى كثيراً وأنا أرتدى روب المحاماة مدافعا عن المظلوم ولم يخطر ببالى يوما أن أقف متهما أحتاج من يدافع عنى، أو أن أبحث عن مبررات ودوافع لجريمتى.
وأكد المتهم الذى دخل فى نوبة بكاء شديد: علمت أن القتيل على علاقة بقريبتى طالبة، وعندما واجهته أكد لى العلاقة وقال إنها تفرض نفسها عليه، وإنه سيفعل بها أشياء تنقص من كرامتها، رافضاً الابتعاد عنها، وطلبت منه إلا يتحدث عنها بهذا الشكل أمام الناس لأنها فتاة، وهذا يؤثر على سمعتها لكنه تمادى فى حديثه عنها وخاض فى عرضها و هو ما جعلنى أنهره وطلبت من أحد أقاربه أن يتدخل لحماية شرف قريبتى.
وأوضح المتهم: فى يوم الحادث استقبلت اتصالا هاتفيا من مجهول تحدث معى بشكل مهين، وأكد أنه فعل أشياء مخلة مع قريبتى، وعندما سألته عن اسمه أغلق الهاتف، اتصلت بنفس الرقم فاكتشفت أنه رقم صديق القتيل، وكانت الساعة تقترب من السابعة، وكنت متوجها لأحد الأفراح بصحبة شقيقى و2 من أصدقائى، بعد انتهاء العرس فوجئت بالقتيل وواحد من أصحابه يقتربان منا وفى أيديهما سنج، اقترب منى القتيل وتحدث مهدداً بأنه ينتقم منى حتى لا أتحدث معه بشأن قريبتى مرة ثانية.
وأنهى المتهم كلامه وهو فى حالة انهيار قائلاً: والدى محام ووالدتى مديرة فى مستشفى شهير، وحالتنا ميسورة ولم أتخيل نفسى يوما أقف فى هذا الموقف وأن أكون متهماً بدلاً من أن أعيش على حلم الانتهاء من المرحلة الجامعية وارتداء روب المحاماة للدفاع عن المظلومين. وقال شقيقه الأصغر أحمد: كنت مع شقيقى فى فرح صديقه وتركته قبل انتهاء العرس أنا وصديق لى، وفى الصباح فوجئت بقوة من القسم تدق جرس الباب وتطلب منى أنا وشقيقى أن نأتى إلى القسم، وعندما سألتهم لماذا؟! أخبرونى بأن سائق توك توك يتهمنى بسرقة حقيبة منه، توجهنا معهم إلى القسم وهناك وجهوا لنا تهمة القتل.
كان المقدم وائل متولى، رئيس مباحث المطرية، قد تلقى بلاغاً بحدوث مشاجرة وقتيل وانتقل إلى مكان الواقعة النقيب إيهاب خاطر، معاون القسم، والقوة المعاونة وتبين أن المشاجرة بين «محمد.أ»، 19 سنة، طالب فى الفرقة الثانية بكلية الحقوق، وشقيقه أحمد، 18 سنة، طالب، وبين عمرو سيد، طالب، وبسؤال الشهود أكدوا أن مشادة كلامية أن علاقة عاطفية بين الضحية وقريبة المتهمين وراء ارتكابهما الواقعة، تحرر محضر، وأمرت النيابة بحبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيقات.