بصراحة الصراحة أنا أصبحت لا أفهم!!.. هل هذا الرجل يعمل لصالح د. مرسى أم يعمل ضده؟!.. هل كوَّن جبهة إنقاذ لوحده على جنب؟.. كلما ظهر إذا به يقول ما يثير الناس على الرئيس ويكرههم فيه أكثر من ذى قبل!.. وكيف يعلن أنه مهتم بحماية الشرعية بينما جماعته غير شرعية أصلا؟.. ويستهزئ بأعداد المعارضة فيزيدهم تصميما على النزول إلى الشارع!..
هذا رجل بالفعل ضد الرئيس!!.. وحتى تدخلاته تودى الرئيس فى داهية!.. فبعد أن اجتمع بقيادات الإسلاميين الأسبوع الماضى، إذا بعدها مباشرة تحدث موقعة الاتحادية، حيث كسرت أيدى المتظاهرين بشكل منهجى. لقد قال الله فى حديثه القدسى «ما وسعتنى السماوات والأرض ووسعنى قلب عبدى المؤمن» لذلك فالإيمان والشهوة للدماء لا يجتمعان فى قلب واحد!..
وقد قال الإمام على رضى الله عنه: «اللسان مغرفة القلب والعين مرآته»، لذلك عندما نجد قلبا لسانه يأمر بضرب المعتصمين المسالمين بينما عيناه تكشران بالغل والكراهية فمن المستحيل أن يكون هذا القلب مؤمنا بأى حال.. ولا يحدث فى أى دولة متقدمة أن يصدر رئيسها قرارا ثم تندفع ميليشياته لضرب معارضيه!!.. هذا حتى ليس قانون الغاب، فأنا أعرف منذ طفولتى أن الأسد ملك الغابة راق ويحتفل بعيد ميلاد أبوالفصاد!...
أما أنت عزيزى القارئ، قبل أن تتزرزر وترفع علىَّ المطوة وتصيح فى وجهى بأن هؤلاء يدافعون عن رئيس منتخب، دعنى أخبرك أننا كلنا نعلم أن من انتخبوا مرسى لم يتعدوا الـ25%، مما يعنى أن مرسى رئيس ربع منتخب، وأنت طبعا كلك نظر وتعلم أن الربع ليس مثل الكيلو اللى على بعضه.. لذلك أنا لست أدرى بأمارة إيه يزعم الإخوان المسلمون أنهم أغلبية؟ ألا يعلمون أن أقصى عددهم هو الخمسة ملايين التى انتخبت مرسى فى الجولة الأولى؟
ألا يعلمون أن هذا العدد أقل كثيرا من مجموع عدد من انتخب صباحى وعمرو موسى وشفيق وجزء ممن انتخب أبوالفتوح؟!.. تلك الأعداد أثبتت أن أتباع الإخوان أقلية، لكنها للأسف أقلية غير مثقفة ولا تقرأ وتستقى معلوماتها من ظلاميين يزعمون أنهم شيوخ!.. والغريب أنهم يؤيدون الرئيس كل هذا التأييد الأعمى بينما هو لا يدعوهم لأن يشاركوه العز الذى يعيش فيه!!.. يعنى أنا أفهم أن ينساق المؤيدون وراءه هكذا عندما ينتوى إسكانهم معه فى القصر، أو عندما يخصص سيارات الحراسة الخمس وعشرين لتوصيل أبنائهم إلى المدارس، أو عندما يكون قد أمر الستمائة جندى حراسة بأن يذهبوا إلى منازل المؤيدين كل خميس لينظفوها ويمسحوها وينشروا الغسيل!.. لكن معلوماتى المتواضعة تفيد بأن هذا لا يحدث.. إذن لماذا هذا الانقياد الأعمى؟..
وبعدين افرض يا أخى أن مرسى ليس ربع رئيس وأنه منتخب على بعضه، هل هذا يجعله فوق النقد؟... انظر شرقا وغربا واذكر لى رئيسا لم يحاسبه شعبه إذا أخطأ، ويسجنه إذا اقتضى الأمر مثلما حدث مؤخرا فى إسرائيل.. مع العلم بأن هؤلاء الرؤساء ليسوا ربع منتخبين، لأن جميع المواطنين فى بلادهم يتوجهون للانتخاب..
أعتقد أنه لو كان مرسى منتخبا على بعضه كان سيسلك مسلكا مختلفا تمااااااما بعيدا عن العناد والعنف.. أما أنت يا توأم الروح.. يا أنشودة القلب الخالدة فى كل زمان ومكان.. إذا كنت تلوم نفسك لأنك انتخبت د. مرسى على أساس أن من ذاق الظلم لن يظلم لأنك كنت تظنه فاتن حمامة، فلا تقلق، فتدخلات خيرت الشاطر ستعجّل بنهايته.. عزيزى خيرت الشاطر: استمر فى النفخ!