x

«كورونا» يلغي تقليدًا عمره مئات السنين للاحتفال بـ«نصف شعبان» في القصير

الخميس 09-04-2020 05:30 | كتب: محمد السيد سليمان |
الهودج - صورة أرشيفية الهودج - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

على مدار مئات السنين، لم تتوقف مسيرات المحامل والهوادج الموضوعة على أسنمة الجمال التي يحييها أهالي مدينة القصير بالبحر الأحمر في الذكرى السنوية بليلة النصف من شعبان من كل عام هجري، لكن المسؤولون قرروا إلغائها هذا العام ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

منذ الفتح الإسلامي، مازال الآلاف من أهالي مدينة القصير جنوب البحر الأحمر يحافظون على إحياء الاحتفالات الدينية بطريقتهم الخاصة، ويختلف الاحتفال بهذه المناسبة بالقصير عن بقية الاحتفالات التي تتم بمدن البحر الأحمر وباقي محافظات مصر، إذ يحافظ الأهالي على أحد أهم العادات التراثية الدينية الخاصة بالمدينة.

يحتفل أهالي القصير بهذه المناسبة عبر مسيرات المحامل والهوادج الموضوعة على أسنمة الجمال، تطوف مختلف أحياء المدينة والعشرات من مواقع الأضرحة لأولياء الله الصالحين، في احتفال ترجع بدايته إلى العصر الإسلامي، ويواصل أهالي المدينة حتى الآن احتفاظهم وتوارثهم لظاهرة تجهيز الهوادج والمزمار البلدي.

وأكد عدد من أهالي القصير أن هذه الظاهرة ممتدة منذ العصر الإسلامي حيث تطوف الجمال التي تحمل الهوادج والمحامل شوارع المدينة ومختلف الأضرحة، وأن الاحتفال يتم التجهيز له بعدد من المحامل، توضع على أسنمة الجمال على الهوادج الخشبية، وتجوب المدينة لتحافظ على عادات وتقاليد متوارثة من القِدم.

وتنطلق هذه المحامل من منطقة العوينة التي تشتهر بوجود العشرات من الأضرحة لعدد من المشايخ وأولياء الله الصالحين، حيث يتم تجهيز الهوادج واختيار الجمال قبلها بعدة أيام، وتنتظر السيدات والأطفال أمام المنازل لمشاهدة لحظة مرور المحامل والانضمام للمسيرات، وتجذب هذه المحامل سكان المدينة من مختلف الأعمار.

وترافق المسيرات فرق الفنون الشعبية والمزمار البلد والرقص الصعيدي بالتحطيب مع موكب من الجمال، ويستمر موكب المحامل في السير حتى منتصف الليل ويسير أحد الجمال محمولا عليه الهودج ويطلق عليه أهالي القصير «المحمل».

وحول تاريخ هذا الاحتفال أكد وصفي تمير حسين، من أبناء مدينة القصير، أن هذا الاحتفال قديم بقدم مدينة القصير الإسلامية، والاحتفال بالمحامل ليلة النصف من شعبان من أهم التراث المتوارث في المدينة، وكان يشرف على تجهيز هذه المحامل والي القصير في وقت حكم والفاطميين والمماليك وحتى العثمانيين.

وأوضح «نمير» أن هذا العام تم إلغاء الاحتفال بليلة النصف من شعبان بسبب انتشار فيروس كورونا، كإجراء احترازي لحماية الأهالي، بالإضافة إلى وجود حظر للتجوال في مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية