x

الكرة الأوروبية تواجه خطر الانهيار خلال عامين

السبت 11-09-2010 23:14 | كتب: اخبار |
تصوير : أ.ف.ب

لا يبدو مستقبل بطولات الدورى المحلى فى أوروبا مبشرا على المدى المتوسط، حيث قد تعرض الصفقات الكبرى ورواتب اللاعبين المغالى فيها بعض الأندية لخطر الإفلاس خلال عامين، طبقا لنتائج دراسة كشفت عنها شركة كبرى فى الاستشارات المالية، لتدق نواقيس الخطر لأندية إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا.

بعد نهاية بطولة كأس العالم واحتلال ثلاثة منتخبات أوروبية المراكز الثلاثة الأولى (إسبانيا وهولندا وألمانيا)، بدأت الغيوم تحل على سماء الكرة فى القارة العجوز.

ويأتى ذلك وفقا لدراسة أجرتها شركة (إيه. تى. كيرنى)، وأشارت إلى إمكانية أن تقترب نهاية أكبر بطولات أوروبا خلال عامين، وعلى رأسها الدورى الإسبانى والإيطالى والإنجليزى والألمانى والفرنسى، وهى البطولات التى تضم أفضل لاعبى العالم.

وحللت الشركة بطولات الدورى الخمس من أربع وجهات نظر مختلفة: رياضية واقتصادية واجتماعية وجماهيرية، وتم نشر نتائجها على موقع (www.atkearney.com)، وأشارت فيه إلى أنه لو كانت بطولات الدورى فى إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا شركات تجارية، لكان مصيرها «الإفلاس»، ولا يعنى هذا انهيارها بشكل تام، ولكن بعض أنديتها الكبرى قد تواجه ذلك الخطر على المدى المتوسط.

وأوضحت الشركة أن أحد أسباب تلك التوقعات السيئة، هى المؤشرات السلبية لانتقالات اللاعبين، والتى من الصعب معالجتها، خاصة بعد قانون «بوسمان» (1995)، الذى أكد عدم اعتبار اللاعبين الأوروبيين أجانب فى أندية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، وهو ما سمح للاعبين بحرية الانتقال بين الأندية المختلفة وعزز مواقفهم التفاوضية، وبالتالى أدى إلى ارتفاع أسعارهم بشكل كبير، خاصة فى المسابقات الكبرى مثل الدورى الإسبانى والإيطالى والإنجليزى. وبناء على هذا يرى الخبراء الذين قاموا بإعداد التقرير ضرورة العمل على تخفيض رواتب اللاعبين، بهدف تعزيز الوضع المالى لبطولات الدورى الأوروبى.

وبرزت تلك الظاهرة بوضوح فى موسم 2009/2010 بعد انتقال البرتغالى كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الإنجليزى إلى ريال مدريد الإسبانى فى أغلى صفقة فى تاريخ كرة القدم، حيث بلغت قيمتها 121 مليون دولار.

ووصلت قيمة الانتقالات فى الدوريات الخمسة الكبرى إلى مليار و840 مليون يورو (2.3 مليار دولار)، مع ظهور قوى لأندية مانشستر سيتى وريال مدريد وبرشلونة فى سوق الانتقالات، وخاصة الناديين الإسبانيين اللذين أنفقا نحو 499 مليون دولار خلال فترة الانتقالات. وأوضحت الشركة أن سوق الانتقالات خلال السنة المالية الماضية انتهت بعجز كبير فى ميزانية الأندية الكبرى فى بطولات الدورى الأهم فى أوروبا وصل إلى 729 مليون دولار، وتصدرت الأندية الإسبانية قائمة العجز بعدما سجلت 331 مليون دولار قيمة عجز، وتلتها أندية الدورى الألمانى بـ118 مليون دولار، وأخيرا الدورى الإنجليزى بعجز وصل إلى 117 مليون دولار.

ومن الواضع أن تلك الأرقام بات من الصعب تغييرها، خاصة أن موسم الانتقالات الصيفية انتهى فى 31 أغسطس فى معظم البطولات الكبرى بعد أن أصبح مقتصرا على ثلاثة أندية فقط، وهى برشلونة وريال مدريد ومانشستر سيتى التى تبرم صفقات ضخمة.

فخلال فترة الانتقالات الجارية حاليا تعاقد برشلونة مع كل من المهاجم ديفيد فيا مقابل 40 مليون يورو (51 مليون دولار) ولاعب الوسط البرازيلى أدريانو فى صفقة وصلت إلى 9.5 مليون يورو (12.2 مليون دولار)، أما ريال مدريد فتعاقد مع سيرخيو كناليس (راسينج سانتندير)، وأنخل دى ماريا (بنفيكا) وبدرو ليون (خيتافى) وسامى خضيرة (شتوتجارت).

وأوضح مسؤولو «إيه. تى. كيرنى» أن نادى مانشستر سيتى أنفق أموالا طائلة على الصفقات هذا الموسم، تعدت جميع الصفقات التى أبرمها قطبا الكرة الإسبانية.

وبلغ إنفاق مان سيتى نحو 90 مليون يورو (116 مليون دولار) حيث تعاقد مع لاعبين من ذوى السمعة الكبيرة مثل جيروم بواتنج (هامبورج)، بجانب يايا توريه (برشلونة) وديفيد سيلفا (فالنسيا) وكولاروف من نادى لاتسيو الإيطالى.

أما قطبا الكرة الإنجليزية فى الفترة الحالية، مانشستر يونايتد وتشيلسى، فقد شاركا على استحياء فى سوق الانقالات الصيفية، فتعاقد «الشياطين الحمر» مع المكسيكى الشاب شيتشاريتو هارنانديز وكريس سمالينج من نادى فولهام، أما نادى «البلوز» فقد اكتفى بالتعاقد مع اللاعب الإسرائيلى يوسى بن عيون من نادى ليفربول الإنجليزى ويواصل مساعيه لضم البرازيلى راميريس.

ولم يكن الوضع أفضل فى الدورى الإيطالى، حيث اكتفى يوفنتوس بالسيطرة على أكبر قدر من الصفقات بإبرامه تعاقدات مع كل من مدافع بارى ليوناردو بينوتشى، ولاعب أوروجواى خورخى مارتينيز.

ولفتت الشركة الاستشارية إلى أن ضعف التعاقدات هذا الموسم، وقلة الأندية التى دخلت إلى السوق، بجانب تخفيض الرواتب، ينبئ بحدوث انتكاسة للكرة الأوروبية، فى حالة استمرار ذلك الوضع، ولذلك يتوجب على الأندية الأوروبية تغيير شامل لجميع الخطط الاقتصادية التى تتبعها، حتى تتمكن من الاستمرار.

وأضافت أن اتباع خطى دوريات ألعاب كرة السلة والكريكيت والرجبى فى الولايات المتحدة سيكون الأفضل فى الوقت الحالى بعدما استطاع مسؤولو تلك الألعاب الموازنة بين الأرباح والشغف الجماهيرى بالألعاب والأموال التى تنفق على الصفقات، وهو ما حقق التوازن بين جميع معطيات السوق الاقتصادية.

وباتباع تلك الخطوات ستتمكن أندية كرة القدم من الاقتراب كثيرا من عالم الأعمال، والابتعاد عن آمال وتطلعات مالكى الأندية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية