قال عدد من قيادات الأحزاب إن قرار جماعة الإخوان المسلمين تعليق اعتصامها بميدان التحرير، يعد نهاية طبيعية للاحتفالات التى أقامتها الجماعة بعد وصول مرشحهم الدكتور محمد مرسى للرئاسة، بعد أن اتخذ اعتصامهم شكلاً احتجاجياً ضد الإعلان الدستورى المكمل، وتزايد احتمالات فوز الفريق أحمد شفيق قبل إجراء جولة الإعادة.
قال عبدالغفار شكر، مؤسس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن قرار جماعة الإخوان المسلمين تعليق اعتصامها بميدان التحرير، يعد محاولة من جانب الجماعة للخروج بشكل لائق من الميدان بعد أن حققوا هدفهم من الاعتصام، بوصول الدكتور محمد مرسى لكرسى الحكم، واستغلال الضغط الشعبى لمواجهة المخاوف التى ثارت لدى الجماعة بتزوير الانتخابات.
وأضاف «شكر»، أنه لم يعد لدى القوى الثورية سواء كانت من شباب جماعة الإخوان المسلمين أو حركة 6 إبريل، مبرر قوى للاستمرار فى الاعتصام بميدان التحرير، خاصة فى ظل حاجة الرئيس الجديد إلى فترة زمنية كافية لتنفيذ البرنامج، الذى وعد بتنفيذه خلال 100 يوم، وأن استمرار الاعتصام بوجود الرئيس الجديد سيفقد هذه القوى الشبابية بعضًا من مصداقيتها أمام الرأى العام.
واعتبر المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، قرار تعليق الاعتصام بالميدان بمثابة «الهدوء الذى يسبق العاصفة»، حيث توقع حدوث صدام سياسى مرتقب بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى حول استمرار الإعلان الدستورى المكمل، إذا فشلت المفاوضات الحالية بين الطرفين فى الوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف.
وأشار «الطويل» إلى أن الاستمرار فى الاعتصام بالميدان بدعوى رفض الإعلان الدستورى المكمل وحل البرلمان، لم يعد فى محله، وأن الجماعة أصبحت تتعامل مع الميدان حسب معطيات الواقع، الذى يشير إلى أن قضيتى عودة مجلس الشعب، وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل أصبحا موضع تفاوض بين «الإخوان» و«العسكرى»، لن يحلا إلا بمخرج قانونى وليس بالتظاهر.
ووصف فريد زهران، القيادى بحزب المصرى الديمقراطى، قرار «الإخوان» الانسحاب من الميدان، بـ«تحصيل حاصل»، فى ظل قلة عدد المعتصمين من أعضاء «الجماعة» حاليا، مقارنة بأعدادهم قبل إعلان النتائج النهائية لجولة الإعادة، مشيرا إلى أن «الإخوان» يتبعون سياسة الخروج التدريجى من الميدان بشكل لائق يحافظ على صورتهم أمام الرأى العام بعد وصول «مرسى» للحكم.
وأوضح زهران أنه كان من المتوقع حدوث تعليق للاعتصام، خاصة بعد انسحاب القوى الثورية واحدة تلو الأخرى لأسباب مختلفة، وانقسامهم حول جدوى الاعتصام، مثل حركة 6 إبريل «الجبهة الديمقراطية» التى انسحبت اعتراضا على أداء «مرسى» اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا فيما يعد اعترافاً بالإعلان الدستورى المكمل، ثم انسحاب شباب جماعة الإخوان، والدعوة السلفية، وحركة 6 إبريل جبهة «أحمد ماهر» فى اليوم الأول لـ«مرسى» فى منصب الرئيس.
وقال باسل عادل، عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار، إن عودة «الإخوان» مرة أخرى للميدان بعد انسحابهم، أصبحت أمراً حتميا، خاصة أن حكم المحكمة الإدارية العليا بتأييد أو رفض حكم حل البرلمان خلال الشهر الحالى، سيؤثر بشكل كبير على إمكانية حشد «الإخوان» للتظاهر بالميدان من جديد حول صلاحيات الرئيس الجديد، وعلاقتها بالإعلان الدستورى المكمل.