الأمانة المهنية والأخلاقية دفعته إلى رفض الحديث عن تفاصيل ما مر به مريضه، لكن عندما يكون المريض الرئيس محمد مرسى، فإن الأمر هنا يختلف، فالدكتور عادل حسنين، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، الحاصل على جائزة الدولة فى العلوم العصبية، عضو الكونجرس الأمريكى للأعصاب، لم يتحدث مع «المصرى اليوم» عن تفاصيل مرض الرئيس إلا بعد أن تأكد من تصريحات الرئيس المنتخب عند سؤاله عن حالته الصحية، ورده بـ«ارجعوا للدكتور عادل حسنين».
«حسنين» أكد أن الرئيس كان يعانى من وجود كيس دهنى فى الفص الأيمن من الرأس، منذ عام 2008، تمت إزالته فى أحد مستشفيات لندن، ونجحت العملية بنسبة 100%، وهو حالياً سليم، ولا توجد للعملية أى آثار جانبية.. وإلى نص الحوار:
■ ما حقيقة مرض الرئيس؟
- تم تكليفى بمتابعة الحالة من قبل زوج بنت الدكتور مرسى، وهو الدكتور عبد الرحمن ابن الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، وهو زميل يعمل مدرس مساعد مخ وأعصاب فى كلية طب الزقازيق، فالبداية كانت فى عام 2008 عندما شعر بتنميلة فى أصابع اليد، مع وجود ورم فى الرأس، وبعد إجراء الأشعة والتحاليل، ثبت أنه «ورم حميد»، وهو عبارة عن كيس دهنى طوله، 1.5× 1.5 سم فى الفص الأيمن من الرأس، وفى نفس العام أجرى العملية الجراحية فى إنجلترا بمستشفى أكسفورد بلندن، وما نشر فى وسائل الإعلام ليس له أساس من الصحة.
■ هل كانت تستدعى الحالة إجراء العملية فى الخارج؟
- لا، وهناك آلاف الجراحات المماثلة تجرى فى القاهرة، وبنسبة نجاح كبيرة، لكنه لم يقصد أن يجريها هناك، بل كان فى زيارة لأحد أصدقائه فأقنعه بإجراء العملية، وهو ما لاقى قبولا لدى الرئيس.
■ هل تم إجراء العملية على نفقته الخاصة أم على نفقة الدولة؟
- لا يحق لى الرد على السؤال.
■ هل هناك احتمالية لعودة الورم مرة أخرى.. وهل هناك آثار جانبية للعملية يمكن أن تؤثر على القدرة الذهنية للرئيس فى المستقبل؟
- لا لأنه تمت إزالة الورم نهائياً، وجميع الفحوص والتحاليل أكدت شفاءه بنسبة 100%، ولم تحدث أى مضاعفات بعد إجراء العملية.
■ هل تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين؟
- لا أنتمى إليهم، ولا لأى تيار سياسى، وإنما انتمائى الوحيد لكلية الطب ومستشفى قصر العينى.
■ ما رؤيتك لمنظومة الصحة فى مصر؟
- يجب تغييرها بشكل كامل، لأن هناك الكثير من المرضى لا يجدون ثمن علاجهم، ويجب تغيير المنظومة لكى تحقق الغرض منها، بالتعاون المشترك بين أساتذة الجامعة، ووزارة الصحة، واستشاريى التأمين الصحى.
■ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
- نستطيع أن نقوم بذلك دون تحمل تكاليف، وذلك من خلال الاستعانة بأطباء المستشفيات الجامعية، وفيها عدد كبير جداً من الأساتذة، يمكن أن يعملوا فى مستشفيات وزارة الصحة، والتأمين الصحى، ولكن مع تعويضهم مادياً.
■ وكيف يتم تعويضهم مادياً؟
- أستاذ الجامعة يأخذ 3 آلاف جنيه شهريا، وهو يحتاج إلى إعادة نظر، حتى يتم تحقيق قدر كبير من العدالة الاجتماعية للمواطن المصرى، وذلك يمكن تحقيقه من خلال الضرائب، ودخول منظمات المجتمع المدنى، والمنظمات الأهلية كشريك أساسى فى تطوير منظومة الصحة فى مصر، وأنا متفائل، فبالأمس كان معى رئيس مصلحة الضرائب، وأكد لى أن صغار الممولين دفعوا 9 مليارات جنيه، وكبار الممولين دفعوا 16 ملياراً، وتم تحقيق أعلى عائد فى عام «2011-2012»، وذلك بسبب شعور المواطنين بأن هذه الأموال ستذهب فى مسارها الطبيعى.
■ لو عرض عليك الدكتور «مرسى» منصب وزير الصحة.. هل ستقبل؟
- من الصعب قبولى أى منصب فى ظل الوضع الحالى فى مصر، ولن أقبل إلا بعد الاطمئنان على وجود تعاون من جميع الأطراف، وشعورى بأن مصلحة مصر فوق الجميع.
■ لمن أعطيت صوتك فى الانتخابات الرئاسية؟
- على الرغم من سكنى بجوار الفريق أحمد شفيق، فإننى أعطيت صوتى للدكتور «مرسى» فى المرحلتين، لاقتناعى بحاجة مصر إلى الفكر المؤسسى، وليس الاعتماد على فرد، وكان لدى قواعد ثابتة فى اختيار الرئيس، أولاها عدم اختيارى أحداً من النظام القديم، وأن يكون سنه تحت الـ70، وأن يكون معارضًا «اتبهدل فى السجون»، و«مش معارض باشا»، وفى المرحلة الأولى انحصر اختيارى بين صديقى أبوالفتوح ومرسى، لكنى فضلت مرسى فى النهاية.
■ ما هى رؤيتك للمرحلة المقبلة؟
- يوجد لدينا 3 كيانات منظمة فى مصر، الكيان الأول الحزب الوطنى المنحل، وقوته ظهرت مع شفيق فى الانتخابات، والكنيسة، على درجة عالية من الدقة، ومثلهم الكيان الثالث، وهو جماعة الإخوان المسلمين، ولو اتحد التيار الإسلامى، مع الكنيسة، والجيش، والشرطة، لتقدمنا كثيرا، ولو سارت الأمور بشكلها الطبيعى، نحتاج لـ5 سنوات حتى نستطيع الدخول فى مصاف الـ10 الدول الكبرى فى العالم.