x

تفحم 3 أشخاص واحتراق كامل لـ «سوق التونسي» بسبب انفجار سيارة

الثلاثاء 22-06-2010 13:37 | كتب: مصطفى المرصفاوي, حسن أحمد حسين |

دمر حريق هائل فجر اليوم الثلاثاء «سوق التونسي» بمنطقة السيدة عائشة، حيث اندلعت النيران في الأكشاك ومحتويات السوق بعد سقوط سيارة من أعلى الكوبري وانفجارها بالشارع لتمتد النيران إلى جميع الأكشاك بالسوق.

أسفر الحريق الذي استمر  لـ 7 ساعات عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 11 آخرين  بإصابات محدودة، وشاركت قوات الإطفاء بالقاهرة والجيزة والقوات المسلحة، ولم تستطع السيطرة علي الحريق إلا في الصباح، وسمع الأهالي أصوات انفجارات في بداية الحريق ورجح الشهود أن كشك مجاور لمكان سقوط السيارة كان مخصصاً لبيع أنابيب الغاز وأنها انفجرت بعدما امتدت النيران لها، وقدرت الخسائر المبدئية بـ 10 مليون جنيه.

بدأ الحريق في الساعة الثانية من صباح اليوم الثلاثاء، عندما سقطت سيارة ملاكي من فوق كوبري التونسي لتشتعل النيران بها وتمتد السنة اللهب إلى الأكشاك المجاورة وأكثر من 50 "فرشة" لتجار بالسوق، وحاول عدد من الأهالي المقيمون بجوار السوق السيطرة على الحريق بمجهودات فردية، لكنهم أمام سرعة النيران فشلوا في ذلك، واستنجدوا بقوات الحماية المدنية لتحضر في البداية سيارة واحدة تقف أعلى الكوبري وتبدأ في محاولات الإطفاء، وبعدها تحضر 4 سيارات أخرى للمساعدة في عمليات الإطفاء لتتوالى أصوات الانفجارات في المكان، والتي نتجت عن اشتعال النيران بكشك كان مخصصا لبيع أنابيب البوتاجاز.

وتتطاير ألسنة اللهب والاسطوانات المشتعلة إلى مسافات بعيدة وتتساقط النيران فوق "فروشات" الباعة الجائلين، ويتحول السوق إلى كتلة من اللهب، وتتصاعد الأدخنة والنيران إلى السماء وتظهر حالة من الذعر والخوف بين سكان المنطقة الذين هرولوا إلى الشوارع الجانبية.

وبعد فشل الـ 5 سيارات الأولى في السيطرة على الحريق، تحضر 15 سيارة أخرى في الرابعة فجراً لتقف على جانبي الكوبري، ويسرع بعضها إلى الشوارع الجانبية المحيطة بالسوق لتشمل عملية الإطفاء المكان كله، وتحاصر مدافع المياه السنة اللهب في كل اتجاه، ويحضر اللواء «محمد نصير» مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، ليشرف على عمليات الإطفاء ويأمر باستدعاء سيارات أخرى تابعة لمطافي الجيزة ويستعين بقوات الإطفاء التابعة للقوات المسلحة، ويلجأ إلى السلالم الهيدروليكية ويستخدمها لهبوط رجال الدفاع المدني من أعلى الكوبري إلى وسط السوق حيث تشتعل النيران بكثافة، لإتمام عمليات الإطفاء.

وأمام اندفاع أصحاب الأكشاك والمحال التجارية لمعرفة آثار الحريق وحجم الخسائر التي تسببت بها النيران، فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً حول المكان، وقامت قوات من الامن المركزي في الخامسة من صباح اليوم بعمل كردوناً أمنياً لمنع أصحاب المحال من الدخول إلى مكان الحريق.

وفي السابعة صباحا، تنجح قوات الإطفاء في السيطرة على السنة اللهب وتبدأ عمليات تبريد وتقليب الأشياء المحترقة لمنع تجدد امتداد النيران أو اشتعالها مرة أخرى، واستمرت عمليات التبريد لمدة ساعتين كاملتين، ليسمح بعدها لأصحاب الأكشاك والمحال بالدخول إلى المكان لتفقد محتوياتها، وحصر خسائرهم وإنقاذ ما تبقى دون إمتداد النيران إليه، ويحضر رجال المعمل الجنائي الذين حضروا للمعاينة ورفع أي آثار تدل على أسباب الحادث، ليعثروا على السيارة التي تسببت في الحادث وبداخلها 3 مجهولين تفحمت جثثهم بالكامل نتيجة انفجار السيارة ولم يتم التعرف علي هويتهم.

أمرت النيابة العامة بنقل الجثث المتفحمة إلى مشرحة زينهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة، والكشف عن هوياتهم، وتبين أن بين الجثث الثلاثة طفل، ثم أعقبهم مسئولي محافظة القاهرة ليبدأوا في حصر الخسائر والتلفيات التي وقعت في الحريق وتدوين أسماء أصحاب المحال والأكشاك والباعة الجائلين الذين تضرروا من الحادث، ليلتف حولهم المئات من المتضررين ويطلبوا منهم تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم، وقال بعضهم إن الخسائر بملايين الجنيهات، وأنهم يخشون ضياعهاً وعدم تعويضهم كما حدث لغيرهم.

ووقعت أزمة مرورية بعدما توقف حركة السير لساعات طويلة فوق كوبري التونسي واحتشدت السيارات في جميع الشوارع التي تؤدي إلى الكوبري، ليصاب طريق الأتوتستراد بـ "شلل تام" في الحركة، تستمر حتى الحادية عشر صباحاً، وتنتهي بالسماح للسيارات الملاكي بالعبور فوق الكوبري على فترات متباعدة، نظراً لما أصاب الكوبري من أضرار ناتجة عن "حرارة اللهب" التي امتدت إليه نتيجة الحريق، وتم منع مرور سيارات الميكروباص والنقل خوفاً من انهيار الكوبري.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية