نجحت قوات الحماية المدنية فى السيطرة على الحريق الذى نشب داخل مصنع «بور شوز» لصناعة الأحذية البلاستيكية بشارع حوض جلال بالمرج، بعد أن استمرت النيران أكثر من 15 ساعة متواصلة، وأصيب 8 أشخاص بحالات اختناق من كثافة الأدخنة وتم إسعاف 6 منهم فى مكان الحادث ونقل 2 آخران إلى المستشفى. لم يسفر الحادث عن أى خسائر فى الأرواح، بينما نتج عنه دمار محتويات المصنع بأكمله والمكون من 4 طوابق، وتشريد 52 طفلاً وطفلة كانوا مودعين فى دار أيتام «القديسة دميانة» المجاورة للمصنع، كما انتقل فريق من المعمل الجنائى لبيان سبب الحريق، وأجرى فريق من نيابة المرج معاينة فى مكان الحريق، أمس، ورجحت المعاينة أن سبب الحريق ماس كهربائى، وتم التحفظ على صاحب المصنع منير نسيم جرجس 42 سنة، وكشفت المعاينة أن المصنع يفتقد جميع اشتراطات الأمن الصناعى.
أجرى فريق من نيابة المرج معاينة فى المصنع المحترق، وتبين أن النيران بدأت فى الدور الثالث الذى يستخدمه صاحبه فى تصنيع الأحذية البلاستيكية، وأن انقطاع التيار الكهربائى لفترة وعودته أدى إلى اشتعال النيران، وأن وجود مواد قابلة للاشتعال ساعدت على امتداد النيران إلى الطوابق الأربعة المكون منها العقار، وكشفت المعاينة غياب اشتراطات الامن الصناعى فى المصنع، وأن الطابق الأول يستغله صاحبه كمخزن للمنتجات البلاستيكية الجاهزة للتوزيع، وكذلك الأول والثانى، وطلبت النيابة ملف العقار من حى المرج، واستعلمت عن تراخيص المصنع .
«المصرى اليوم» انتقلت إلى مكان الحريق، وعاشت مع الأهالى 15 ساعة من الرعب - فى المنطقة العشوائية التى يقطنها الأهالى - بسبب النيران التى ارتفعت ألسنتها، وكافحتها 35 سيارة إطفاء بقيادة اللواء محمد نصير، مدير إدارة الدفاع المدنى والحريق، حيث كشفت التحريات الأولية أنه تم انقطاع التيار الكهربائى عن المصنع، وأثناء عودته حدث ماس كهربائى أدى إلى احتراق غرفة بالطابق الثالث لاحتوائها على مواد بترولية أو كيماوية سريعة الاشتعال.
وقال اللواء أحمد أبوالنصر، رئيس الحى، إن المصنع يقع على مساحة 500 متر ويحمل 4 طوابق مليئة بالمواد البترولية التى ساعدت على دمار محتويات المصنع بالكامل، ومن المتوقع سقوطه، وأنه صادر له ترخيص مؤقت حتى عام 2006، وأنه تم تشكيل لجنة من الحى لمعاينة العقار بعد الحريق، وأتم إخلاؤه.
وقالت تاسونى مارفا، مشرفة دار «القديسة دميانة»، إن النيران شردت 52 طفلا وطفلة من الأيتام وإنها فور اندلاع النيران أخطرت جهاز الشرطة ووزارة الشؤون الاجتماعية، قبل أن يستأذنها أحد رجال الدين المسيحى وأحد أئمة المساجد لاستضافة الأطفال، وأضافت أنها سلمت الأطفال إلى إحدى الكنائس لرعايتهم، وأضافت: رجال الدفاع المدنى رفضوا استخدام السلالم الهيدروليكية، قائلة: لو استخدموا السلالم لتمكنوا من إطفاء النيران فى نصف ساعة ولكن رجال الدفاع المدنى أخبرونى بأن السلم ثمنه 3 ملايين جنيه وأنهم يخشون أن ينهار المبنى على هذه المعدة المهمة لهم.
وقال «نسيم جرجس»، والد صاحب المصنع المحترق، بعد حالة اغماء تعرض لها إن الحريق بدأ فى الساعة الحادية عشرة بانقطاع التيار الكهربائى، وبعد عودته بوقت قصير، اكتشف انبعاث أدخنة ونيران من الطابق الثالث، وأضاف أن المصنع يحتوى على «العديد من طفايات الحريق».
وقال المهندس جورج خلف، صاحب مصنع مجاور، إن النيران بدأت فى الصباح عقب انقطاع التيار الكهربائى، واشتكى من تأخر رجال الدفاع المدنى فى التعامل مع النيران، مما أدى لاستمرارها حتى الثالثة فجرا.
وكشفت تحريات المقدم هانى عبدالرؤوف، رئيس مباحث المرج، أنه لا توجد شبهة جنائية وراء الحريق، وأنه لا توجد أى خلافات مع صاحب المصنع وجيرانه، وأن المبنى المحترق، مملوك لـ«منير نسيم جرجس» (42 سنة)، وأن وجود كميات كبيرة من الأحذية و«الشباشب» البلاستيكية ساعد على استمرار النيران حتى الثالثة من فجر أمس الثلاثاء، كما كشفت التحريات أن المصنع «يفتقد جميع اشتراطات الأمن الصناعى» و«غير مؤمن عليه» ويحتوى على «20 طفاية حريق فقط».